افتتحت الامانة العامة لمجلس النواب والحركة الثقافية في لبنان، معرض صور بعنوان “رحلة الاغتراب اللبناني”، برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري، في قاعة المكتبة العامة في المجلس.
حضر الافتتاح النائب عبد اللطيف الزين ممثلا الرئيس بري، وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال وليد الداعوق، العميد الركن نجيب الخطيب ممثلا وزير الدفاع فايز غصن والنواب: ياسين جابر، علي بزي، علي عسيران. كما حضر المدير العام لوزارة الاعلام حسان فلحة، المدير العام للمغتربين هيثم جمعة، الامين العام للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم القنصل رمزي حيدر، رئيس الجالية اللبنانية في غانا، قنصل لبنان في السنغال، رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم مسعد حجل على رأس وفد ضم النائب الاول القنصل ايلي خزامي والمساعد العام جهاد الهاشم، امين الصندوق احمد عز الدين وممثل عن قيادة الجيش وشخصيات اغترابية وسياسية واجتماعية.
حيدر
بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني، ثم كلمة حيدر الذي قال: “في سماء الادب والشعر والفكر حلق جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وفوزي المعلوف وغيرهم والكثيرون من اصحاب المقامات العالية في ميدان الفكر والمعرفة والادب عبر الرابطة القلمية في اميركا حيث تركوا بصماتهم الفلسفية والادبية منذ مطلع القرن العشرين حتى اليوم”.
اضاف: “وفي دنيا العلم شع نور العالم الكبير حسن كامل الصباح الذي لم يتوصل العالم المتقدم حتى اليوم لمعرفة كافة اسس الاختراعات التي وضع قواعدها اديسون الشرق ابن مدينة النبطية عاصمة جبل عامل”.
وتابع: “وفي مجال الطب لم يغيب الموت اسم البروفسور مايكل دبغي وعطاءاته وما زالت والحمد لله تشع الشمس فتضيء وتضيء بعبقرية البروفسور فيليب سالم وغيرهم العديد من الشخصيات اللبنانية المرموقة التي تبوأت أرفع المسؤوليات في بلاد الاغتراب وكثيرون منهم يقيمون اليوم بين الوطن الام لبنان وبلاد المهجر ويساهمون في الاقتصاد الوطني اللبناني وفي المؤسسات الاهلية اللبنانية”.
واكد “ان رحلة الاغتراب اللبناني وتراثه التي بدأت منذ الاف السنين والتي اعطت اللبناني صفة المغامر الذكي والطائر المهاجر والمكتشف الفاعل حيثما وجد، سواء في الاميركيتين او في اوروبا وافريقيا وغيرها من القارات، كان وما زال سلاحها الارادة والشجاعة والايمان والمغامرة المدروسة والجهد والمثابرة حتى اصبح المغتربون اللبنانيون يشكلون امبراطورية لا تغيب عنها الشمس”.
ودعا الى “حفظ هذه الذاكرة عبر متحف اغترابي ومكتبة تؤرشف وتوثق كل ما حفظته ذاكرة الاجيال من كتب وصور ولوحات وغيرها من الوثائق المعبرة عن رحلة الاغتراب وتكون في متناول الاجيال وعبر وسائل الاتصال الحديثة مع ان طموحنا اقامة بيت المغترب بالمواصفات المطلوبة تليق بالمغتربين وقدراتهم وطموحاتهم وهذا لابد ان يكون للدولة اللبنانية ومؤسساتها دورها الفاعل والاساسي في هذا المجال ويكون هذا المعرض والجهد المبذول دافعا ومشجعا .
بنوت
ثم كانت كلمة الحركة الثقافية في لبنان القاها جهاد بنوت، وقال: “أود ان اختضر كلمتي في موضوعين: الاول: المغتربون انفسهم وهم الذين تركوا هذه الديار قسرا، اما هربا من عوز وضيق واملا بمستقبل افضل او من خوف على ارواحهم في ظل الحروب الاهلية المتنقلة في هذا الوطن الجريح مكانا وزمنا. وقضيتهم التي أعنيها حقهم من الدولة، وهم الذين لم يبخلوا يوما في ضخ مقومات الحياة في شرايين المجتمع والوطن”.
أضاف: “اما الموضوع الثاني، فهو تراث لبنان التاريخي المتعلق بكل ما يوثق تاريخ لبنان من اثار او وثائق اساسية على انواعها. واذا كانت اثار لبنان تنهب وتباع في الخارج فان وثائق لبنان وتراثه ترمى في مكبات النفايات. وعليه اناشد من يعنيهم الامر العمل على حفظ هذا التراث عن طريق اعتماد خطة علمية موجهة، هدفها الحصول على اكبر كم من كتب ووثائق وصور وغيرها، وهو ما يساهم حقيقة في كتابة تاريخنا والبحث عن الاماكن التي يمكن لمثل هذه الوثائق ان تكون وفي مقدمها بيوتات الاسر التي لعب ابناؤها دورا في تاريخ لبنان سياسيا او اجتماعيا او اقتصاديا او ادبيا وفنيا وغيرها”.
الزين
ثم القى ممثل الرئيس بري النائب الزين الكلمة الآتية: “شرفني دولة الرئيس نبيه بري رئيس مجلس النواب تمثيله في هذه المناسبة الهامة لافتتاح هذا المعرض التراثي الهام لتاريخ الاغتراب اللبناني في الاميركيتين وافريقيا الذي جمع مادته الدكتور جهاد بنوت الاستاذ في الجامعة اللبنانية وعضو الحركة الثقافية في لبنان واتحاد الكتاب اللبنانيين”.
اضاف: “وقد علمت ان دولة الرئيس بري عندما سمع عن المقتينات الاغترابية الهامة بعث الى صاحبها وطلب اليه عرضها في مجلس النواب لتأكيد اهتمام المجلس بالمغتربين والمنتشرين اللبنانيين ومشاركتهم ليس الاقتصادية فحسب بل والسياسية والاجتماعية والثقافية في حياة لبنان الدولة والمجتمع، وهم الذين أسسوا بنانهم على مساحة العديد من الدول واصبحوا عناوين مميزة في دول عديدة وشكلوا جزءا هاما من السلطات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ونحن هنا لا نكشف سرا اذا قلنا ان هناك ما يزيد عن مئة وخمسين من النواب الفيدراليين واعضاء في مجلس الشيوخ ينتشرون على مقاعد برلمانية في تسع عشرة دولة وان هناك لبنانيين وصلوا ليكونوا رؤساء دول ومجالس نيابية وحكومات وحكام ولايات”.
وتابع: “اليوم يوثق هذا المعرض بعضا من مسيرة الاغتراب اللبناني ويكشف بالوثائق والصور الاساسية كما في الكتب الموقعة من اصحابها وكذلك بالخرائط، ويقدم هذا المعرض حكاية رجال نسمع بهم ولا نعرفهم نستعيدهم من الذاكرة من موقع الاسماء الكبيرة ويطل بهم هذا المعرض ليؤرخ بالوثائق والصور حكايتهم”.
واردف: “قال لي احد القادمين من اميركا ان الغرب الذي لا نرى فيه الا المؤامرة يحترم تاريخ رجالاته وقد انشأ عالما خاصا لهنري فورورد على مساحة خيالية تحتاج ان تركب بقطار محلي لزيارة هذا الموقع وتحتاج الى متسع من الوقت للاطلاع على اختراعاته ومسيرته، اما نحن في لبنان والعالم العربي فاننا لا نقيم وزنا لشيء، وقال انا اعرف ان الاميركيين أهدوا مفتاح مدينة ديترويت لاحد اللبنانيين بصفته من اوائل القادمين الى المكان”.
وتابع: “عليه فاننا اليوم وباسم دولة الرئيس نبيه بري رئيس مجلس النواب نطالب بانشاء متحف للاغتراب اللبناني ليكون مزارا ومكانا وموقعا لاستعادة التاريخ الناصع للاغتراب اللبناني”.
وختم: “اخيرا، اشكر لكم تلبية دعوة الامانة العامة لمجلس النواب لحفل افتتاح هذا المعرض الذي نقدر انه سيسلط الضوء على قضية الاغتراب اللبناني، وكما قلنا في البداية سيسهم في تحفيز مشاركة الاغتراب اللبناني في حياة لبنان ويستعيد جيلا ثالثا من المغتربين يكاد يضيع في الدنيا وهو لا يعرف هذا الوطن لبنان”.
ثم قص الزين شريط الافتتاح، وجال الجميع في ارجاء المعرض الذي ضم لوحات تعبر عن الاغتراب.