الأستاذ في ضيافة المعلم

بقلم رضوان عقيل

عند سؤال أي زميل في “النهار” رئيس مجلس النواب نبيه بري عن قضية ما سواء عبر الهاتف أو خلال لقائه في المجلس أو في عين التينة، يكون جوابه أولاً: ” كيف صحة الأستاذ غسان؟” ويجيب بعدها السائل.

يتقصى أخبار عميد “النهار” ليطمئن إلى صحة صديقه غسان تويني الذي يبادله المحبة والإعجاب وكل من موقعه.

حل صباح أمس الأستاذ “نبيه بري” عند الأستاذ “غسان” في منزل العائلة في بيت مري المشلوح وسط حرج من أشجار الصنوبر والزيتون التي يستمد منها “المعلم” أريج قلمه.

تحدث بري عن عشق تويني لهذا الوطن المرفوع على صليب العذاب والقهر، والذي لم يبخل عليه من ينبوع قلمه الأخضر، ليكون ديك “النهار” أحد معالم لبنان، حيث وقف وواجه ونزف على مسرح الإستشهاد والتضحيات.

دخل بري المنزل المسكون بالكلمة والإيمان والذي تزدان جدرانه بالأيقونات وصور غسان وجبران وناديا ونايلة ومكرم وكل الأحفاد، وتغمره السيدة شادية بدفء المحبة.

طبع قبلة على جبينه، ثم جلس إلى جانبه حيث استرعته علبة سجائر طالما رافقته طوال أكثر من ستين عاماً، لكنه ابتعد عنها في الآونة الأخيرة نزولاً عند نصائح الأطباء و”الدكتور بري” الذي عاتبه قائلاً: منذ متى أدعوك إلى طلاق هذه السيجارة؟”

“الست شادية” جلست إلى يسار زوجها، وكانت قبل نحو ساعة قد تبلغت نية رئيس المجلس الحضور إلى بيت مري. وعندما أخبرت تويني رد ب”أهلا وسهلا بهذا النوع من النادر من الأصدقاء الأوفياء في هذا الزمن”.

سأله بري عن صحته ودعاه إلى إلتزام إرشادات الأطباء والسيدة شادية التي قالت: يا دولة الرئيس، لطالما سمعت من غسان في الأشهر الأخيرة نيته التوجه إلى عين التينة عند اعتراضه أو انزعاجه من بعض الطروحات السياسية. فهو يجد في سياستك العلاج الشافي لكثير من الأمراض السياسية في هذا الوطن.

فتح تويني قلبه ليسمع من صديقه الآتي: أولاً أطال الله في عمرك، إن لبنان من دون غسان تويني هو لبنان آخر ومختلف.

يكفيك فخراً أن صحيفتك حضنت نخبة من الأجيال وأطلقتها، وسواء اتفقنا مع سياستها أو اختلفنا معها، فإننا لا نستطيع إلا أن نحترمها وستبقى زادنا الدائم كل صباح.

في مشهد بيت مري أمس لم يكن نبيه بري رئيس مجلس النواب ولا زعيماً سياسياً، بل بدا إنساناً محباً حضر ليطمئن إلى صديقه، ذاك المعين الفكري الذي أغنى بقلمه لبنان ودنيا العرب ولا يزال.

هذه التدوينة نشرت في الرئيس في الإعلام. الإشارة المرجعية.