الثروة الطبيعية اللبنانية بين أطماع اسرائيل والحق اللبناني

قدم الرئيس نبيه بري مداخلة هامة حدد فيها ما هو مطلوب من لبنان وعلى رأس الأولويات وضع استراتيجية وطنية لاستكمال ما بدأ بإستكشاف للمياه الاقليمية منذ عقدين كان آخرها المسح الثلاثي الأبعاد والذي أكد ما سبقه المسح الثنائي الأبعاد، لا بل رفع منسوب التفاؤل ثلاث أضعاف التقديرات الاولية.

وقال الرئيس بري خلال مداخلته: لماذا الكلام الآن فخامة الرئيس؟ إنا طبعاً هذه المستندات التي أتكلم عنها ستوزع، إنما أحببن أن أقول شيئاً، الشركات الموثوق بها، جرى كلام وأنا افتتح مياه عين الزرقا في البقاع الغربي منذ فترة، صار لي 7 ـ 8 سنين أتكلم عن موضوع النفط، الى أن إكتشفنا أن اسرائيل إكتشفت في حيفا، 25 مليار قدم مكعب انا لا أفهم بهذه اللغة كثيرا، واننا نحن وعلى مدى سنة لا نكون بحاجة لطاقة بهدا الامر اذاً، انا قلت هذا الكلام وسجل يومها بحكومة الرئيس السنيورة، ولاول مرة أتفق أنا وإياه على موضوع اقتصادي، يقول صحيح هذا الكلام بأن هناك شيئاً من هذا الموضوع، والشركة النروجية تعدّ قانوناً للحكومة.

عود على بدء، وهنا الربط، لا ننسى موضوع المياه والليطاني، ومحاولات لبنان المتكررة منذ الاستقلال لاستغلال مياهنا وتنفيذ مشروع الليطاني، وفي كل مرة كان يؤمّن الاعتماد، حميد فرنجية رحمه الله، هذا الموضوع دافع عنه في الاربعينات في مجلس النواب وتأمن اعتماد 45 مليون ليرة اذ ان هذا المبلغ كان يكفي يومها لتنفيذ مشروع الليطاني، فامتدت يد خفية ومنعت هذا الموضوع، كل مرة كان يؤمن الاعتماد ويدرج في الموازنة ثم يضيع. وقد بدأ في الخمسينات في القرن الماضي سيرة تاريخ الأطماع الاسرائيلية والصهيونية في المياه اللبنانية وفي الطاقة الآن، نهر الليطاني نهر لبناني مئة بالمئة، من منبعه الى مصبه، اسرائيل استطاعت عبر مؤتمرات دولية عدة، قبل المؤتمرات الصهيونية وبعدها ان تقول بأن المياه ليست سلعة وطنية، المياه هي سلعة عالمية، وبالتالي طالما ان لبنان لا يستفيد من نهر الليطاني او من مياهه هي لها حق ان تمد يدها الى هذا الموضوع، المؤتمر الصهيوني الاول عام 1897 يبيّن ان حدود الدولة من جهة الشمال سيكون نهر الليطاني، من العام 1897.

كذلك المؤتمر الصهيوني المنعقد في سويسرا عام 1919 حاول الصهاينة شراء اراض حول الليطاني، الا ان الرئيس اللبناني ألفريد نقاش أصدر قراراً يمنع اليهود من تملك الأراضي حول الليطاني، في نيسان عام 1920 وجّه بن غوريون رسالة الى حزب العمال البريطاني يؤكد ضرورة ان يكون الليطاني من ضمن مصادر المياه مروراً بمشروع جونستون ومشروع سميث، وصولاً للمشروع العربي، العرب بعد كل هذا التاريخ الحافل مثل العادة التفاهم بعد وقوع المشكل، قاموا وعقدوا مؤتمرات، في مؤتمر القمة العربي قرروا في احد المؤتمرات استغلال مياه روافد نهر الاردن، في العام 1964 ـ 1965، وقرارات القمة العربية في كانون الثاني 1964، وانشاء قيادة عربية موحدة بقيادة المشير علي علي عامر، ماذا حصل؟ جاءوا الى لبنان وبدأوا بالعمل وبعد 4 ـ 5 ايام طلعت طائرة إسرائيلية ضربت ضربتين فهربوا الجماعة، وكانت اسرائيل اعانت قراراً انها لن تنسحب من لبنان من دون تعهدات بالحصول على حصتها من مياه الليطاني، بعد توقيع اتفاق 17 ايار الوسيط الاميركي موريس درايفير قال ان انسحاب اسرائيل من لبنان يرتبط بضمان حصول اسرائيل على حصة من مياه لبنان. هذه كلها وقائع. وصولا للوزاني، وهذه حصلت معنا، معي أنا شخصياً، عندما باشر مجلس الجنوب بكل صراحة بأمر مني انا ان نستفيد، (الناس تحتاج للمياه) قلت فلنستفد بشيء من الماء، حقنا اكثر من 40 مليون مترا مكعبا، الرئيس الحريري رحمه الله قال لي حقنا 50 مليون، جونستون قال حقكم 36 وعندما نأخذ الـ 5 يبقى لي 31، الرئيس الحريري رحمه الله قال لي من قال بأني أقبل بـ 36 فحقنا 50 مليون، الرئيس الحريري قال لي هذا الكلام فقلت له فلنأخذ الآن.

المشروع الذي قدمناه لكي نأخذ 7 ملايين متراً مكعباً، سواء على جونستون او اي شيء 7 مليون، بينما هم اخذوا 21 مليون ولم يقل لهم احد اي كلمة اثناء الاجتياح.

اذاً، حاولنا ان نستفيد من هذا الامر آنذاك لحقوني الى فرنسا، وكان كلام شارون صريحاً ان هذا فعل حرب، وبالتالي لو لم نتشدد كقيادة لبنانية، الآن هناك واحد (اخوت مثل اولاد الجنوب) عايش بالخيال لا يؤمن بقرارات الامم المتحدة، وردت في جريدة النهار، 3 امتار تبعد عن الوزاني، هذا كان في افريقيا جلب اموالا وجاء، قام بمشروع يكلف 3 ـ 4 ـ 5 ملايين دولاراً، شق جبال، وطلعات ونزلات، وبدأ ينشىء منتزهات، ويقوم بانشاء اوتيل 5 نجوم، لمن؟ الناس تعتقد بأن العالم لا تذهب الى هناك، في الصيف العالم تذهب الى هناك، رحم الله الشيخ رشيد الخازن كان له قطعة ارض هناك، على بعد منها بقليل أقام هذا الشخص هذا المشروع وهو يشتغل، وصلت الحالة باسرائيل، ماذا عنده هذا، هل عنده دبابات، اولاً او انه يبعد عن حركة امل وحزب الله مثل هنا واخر الدنيا، ليس له علاقة بنا، يقوم بانشاء مشروع سياحي، اذا كانت اسرائيل صحيح تبحث على سلام في المنطقة، المشروع السياحي يفيدها او يضرها؟

بصراحة، عندها شكوك، هذا ماذا يفعل هنا؟ ما الذي يحصل هنا؟ وهو يشتغل فيه كل يومين وثلاثة يرسلون جنوداً اسرائليين، كي لا يتركوه يكمل المشروع، ولكن اعتقد ان مشروع الليطاني بالتأكيد اسرائيل منعته، الآن هناك خطوات في الحكومة الحالية ان شاء الله، ان ينفذ هذا المشروع، كذلك الامر سترون بأنه سيكون نفس الامر كما تعرقل الغاز والنفط في العام 91 ستحصل محاولات عرقلة، اريد ان اسأل الحاضرين هنا، اذا كنا لا نريد ان نكون وطنيين الا نريد ان نكون اقتصاديين؟ هل تعتقدون ان اسرائيل ستترككم تنفذون هذه الامور، وان يعود لبنان الى عافيته لولا موضوع قوة ردع، قوة الردع هذه علينا ان نتفق عليها، قوة الردع هذه بدون المقاومة ليست قوة ردع، وبدون الجيش اللبناني ليست قوة ردع. هذا هو جو الاسرائليين هذا تاريخهم، هذا شعورهم، انا قلت لكم شيئاً يعود الى ما قبل استقلال لبنان، وصولا الى واحد الآن يقوم بانشاء مشروع سياحي، ويأتون اليه ويقولون له ممنوع.

هذه التدوينة نشرت في الثروة المائية. الإشارة المرجعية.