بسم الله
فخامة الرئيس العماد الجمهورية اميل لحود الحضور الكريم
لهذا العيد الذي لم يكتمل بعد، عيد المقاومة والتحرير أب اطلق المقاومة كعنب في البرية او كباكورة على تينة قبل ان يقع المحظور وحتى لا ينسى ذلك الاب وكي لا تمحى ذاكرة المقاومة منذ الولادة حتى اليوم اسمحوا لي ان اقرأ عليكم بعض الصفحات من كتابه الذي يجب ان يحتويه كتاب تاريخ لبنان: في السادس من تموز عام 1975 عقد سماحة الامام السيد موسى الصدر مؤتمراً صحفياً قال في مستهلة:
اولاً: ان الدولة آنذاك تخلت عن واجب الدفاع في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية التي تتوقف يوماً.
ثانياً: ان الامام رأى ان اسرائيل بوجودها وبما لها من اهداف تشكل خطراً علينا محتماً على جنوبنا وشمالنا على ارضنا وشعبنا على قيمنا وحضارتنا على اقتصادنا وسياستنا.ويقول سماحته ان اسرائيل تشكل خطراً على لبنان الآن وفي المستقبل في المنطقة وفي ابعاد لبنان التاريخية الجغرافية والبشرية.
ثالثاً: ان مجاورة هذا الخطر الدائم يقتضي الاستعداد الدفاعي والسياسي والاعلامي والاقتصادي والاستعداد النفسي وبدون هذه الاستعدادات نعيش حالة استسلام وتجاهل للخطر.
رابعاً: ان معركتنا هذه مع الخطر الذي تمثله اسرائيل هي معركة ذات وجوه كثيرة وهي معركة حضارية طويلة الامد متعددة الجبهات وطنية قومية دينية انها معركة الماضي والمستقبل معركة المصير ان ما تقدم اضافة الى الاعتداءات اليومية التي طاولت مطار بيروت وجمدت الحياة على مساحة الجنوب يشكل الإطار النظري الدافع لدعوة الامام الصدر للاستعداد وتربية اجيال تتمكن من حمل السلاح بيد والمنجل باليد الاخرى.وهكذا ومنذ منتصف السبعينات اخذ شباب امل فدائيو حدود ارضنا المقدسة مواقعهم على تلال الطيبة وبنت جبيل ومارون الراس وبمواجهة سياسات الجدار الطيب ومحاولات التغلل الى الداخل اللبناني واستغلال العصبيات الطائفية حيث اطلت اسرائيل تحمل الدواء والخدمات وتقدم سلاحاً تحت ستار حماية بعض اللبنانيين بيد اخرى لمواجهة ذلك كان الاعلان الشهير للامام الصدر: ان التعامل مع اسرائيل حرام وان الصبر على الاذى والمرض والحرمان على رفض اجراءات اسرائيل جهاد في سبيل الله وانقاذاً للوطن في غمرة تلك الآلام وبعد الاجتياح الاسرائيلي لارضننا في آذار 1978 وبعد ذلك بأربعة اشهر ونصف غيّب وفقد قائدنا الامام موسى الصدر في ليبيا.وفي صيف عام 1982 حدث الاجتياح الاسرائيلي .كان الجميع يتراجعون الى الخلف يسيرون عكس بوصلة القلب ابعد عمق ممكن عن فلسطين عندما وقف ثلة من شباب أمل ابتاء الامام الصد ووحدة من ابناء الاسد في القوات الخاصة السورية وقفوا في العراء تحت عين الله الحارسة وعلى الطريق العام المفتوح يقاتلون بأسلحتهم الفردية في تلك اللحظة اشتعلت الارض بالاسرائيليين وسقط قائد الحملة نائب رئيس الاركان الاسرائيلي يكوتئيل ادام حريقاً بنار المقاومين في خلدة الذين عادوا الى بيروت بما غنموه من ناقلات للجند وبدأ سقوط شارون الاول. ومنذ تلك اللحظة ورغم سقوط ثاني عاصمة عربية بعد القدس هي بيروت لم تهدأ وصمتهم وحدهم ونحن وحدنا قطعنا جبل الصمت الذي لف بيروت حين امطر الغزاة بالنار في منطقة عائشة بكار ثم كرت السبحة فقام البطل القومي خالد علوان بعملية بطولية في الحمرا وهكذا واصلت المقاومة كتابة سجلها الخالد.
عام 1982 وفي اعقاب الاجتياح الاسرائيلي المدمر لبلدنا وعندما اعتقد مناحيم بيغن انه امسك بلبنان وانه بات بمقدوره انتاج نظام سياسي ملائم لاسرائيل وانه اخرج منظمة التحرير الفلسطينية وانه يستطيع احراج لبنان لتوقيع صك الاستسلام في اعقاب ذلك كنا كمواطنيين وكاسلاميين وكمقاومة عامة كنا مع رفاق الدرب بالمرصاد وابتكرنا انتفاضة السادس من شباط لاسقاط 17 ايار وابتكرت المقاومة القبضة الحسينية مقابل القبضة الحديدية ابتكرنا سلاح الاستشهاديين ألم يكن اسلوب بلال فحص واحمد قصير وحسن قصير مفاجئة للكلام وزرعنا قامات اعز ابناءنا في الارض من اجل قطاف التحرير وفي طيعته قائد المقاومة آنذاك محمد سعد وبدأ الاندحار الاسرائيلي بعنوان اعادة انتشار وتحرر الجبل وصيدا والنبطية وصور.
واعترفت اسرائيل ان احتلال لبنان حطم روح اسرائيل واقتصادها هكذا كانت انطلاقة التحرير الاولى وها نحن نحتفل اليوم بالسنة الثانية ومن دواعي سروري الغامر رعاية رئيس الجمهورية العماد اميل لحود لهذا الاحتفال الذي يؤكد وحدة الشعب والارض والمؤسسات.اننا في حركة أمل بالمناسبة نقف بفخر امام الصمود الرائع لشعبنا الذي تحمل كل انواع حروب اسرائيل التي لم توفر نوعاً من انواع الاسلحة الفتاكة والمحرمة دولياً الا واستعملته بما في ذلك قذائف اليورانيوم المستنفد والتي لم توفر البشر والشجر والحجر، نقف بكل اعتزاز لمقاومتنا الباسلة الاسطورية والتي نقدر عالياً ان اخواتنا في المقاومة الاسلامية وحزب الله حافظوا على ديمومتها وزادوها اشراقاً وتألقاً ولمعاناً.
اما حول قرار
اولاً: نرى في هذا المجال ان تقرير امين عام الامم المتحدة يأخذ من اعلان الاسرائيلي الانسحاب من الاراضي اللبنانية ولا يأخذ بعين الاعتبار ان ما جرى في النصف الثاني من ايار لم يكن انسحاباً اسرائيلياً تنفيذاً لقرار مجلس الامن الدولي وانما اندحاراً عسكرياً اسرائيلياً من اجزاء واسعة من الاراضي اللبنانية تحت ضغط المقاومة.
ثانيا: ان تقرير انان يفتح الباب امام قوات اليونيفل المسارعة في حزم امتعتها مما يسمح لاسرائيل بالتهرب من تنفيذ القرار 425 وهي التي بقيت 22 عاماً ضد تطبيقه، هذه المرة الامم المتحدة تساعدها على التهرب من التطبيق.
وبجميع الاحوال لبنان يعتبر ان القرار 425 لم ينفذ طالما مزارع شبعا لم تحرر هناك كلام يقال ان مزارع شبعا صغيرة بلا قيمة، كلا، حقيقة انا اشكر الزميل سمير عازار يوم قال ان هذا القسم من الحدود المفيد حتى لاسرائيل نحن نقول بجميع الاحوال ان لبنان يعتبر ان القرار 425 لم ينفذ طالما مزارع شبعا لم تحرر اما الخط الازرق والاخضر فنحن في الجنوب لا نفهم بعض التقارير الطبية حتى لو صدرت من قبل الاجهزة اللبنانية ولا نفهم بما يتعلق بسيادتنا سوى بالخط الاحمر وحقوق الطبع به محفوظة للمقاومة وللمقاومة وحدها.
واضاف: بالعودة الى المناسبة اتوجه اليكم وقد مضى عام على تحرير وانتم من وضعتم شعار تحصين الانتصار لازالة الاحتلال على ما تحرر من ارضنا بواسطة مشروعات التنمية لاقول لكم بصدق:
ان المحاولات مستمرة وقوية لحرق صورة الدولة والثقة بالدولة الا ان المواطنين في القرى المعلقة على الحدود يراهنون على المسؤولين امام الناس لا على المسؤولين على الناس، وانتم في الطليعة.
وختم: هكذا كانت انطلاقة التحرير الاولى وهكذا كانت انطلاقة التحرير الثانية وهكذا سنواصل الطريق حتى استكمال التحرير دون ان ننسى ذاكرة المقاومين.
يبقى يا فخامة الرئيس ان اتوجه اليك وانت المسؤول الاول لاقول لك ان في القلب غصتين رغم فرحة العيد الذي به نحتفل.
الغصة الاولى: لان العيد لم يكتمل الا بتحرير كامل الارض وتنميتها.
والغصة الكبرى الثانية لان عيد المقاومة والتحرير لن يكتمل الا بعودة الغائب المغيب مؤسس المقاومة وامامها سماحة الامام السيد موسى الصدر مؤكدين يا فخامة الرئيس باسم افواج المقاومة اللبنانية أمل اننا سنستمر بمقاومتنا حتى تحرير الارض والانسان ورفع الحرمان وازدهار الانسان في كل لبنان.
عشتم وعاش لبنان