خطاب الرئيس نبيه بري في الذكرى السنوية السادسة والعشرين لتغييب الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه

قبله، كنا نتقن الشخوص أمام الأطياف ، ونعبد أوثان البكوات ، وكنا نخاف أن نجاهر بترابنا وبزرعنا وبغلالنا .

قبله، كنا ممنوعين من الاجتماع والتجمع ، وكنا ممنوعين من الصرف ، كنا كلمات مجرورة فارغة دون نقاط، وكنا علامة استفهام ميتة في آخر الكلام .

قبله، كنا نقع تحت خط المأساة ، ولا ننصرف للبطولة ، كنا منهوبين في ليلنا ومحرومين في صحونا ، وكنا رغبة مذبوحة تمارس طقوس جهلها .

قبله، كان الاغتراب طموحا” والإقامة مذلة ، وكان الحرمان من الـوطن أهون من الحرمان فيه ، وكنا نغادر مطارحنا التي نحب: جبالنا، عربدة أمواجنا ، تراب حقولنا ومنازلنا غير آبهين بأن يسكنها الفراغ .

وجـاء المدينة – والمدينة صور – رجـل يسعى وقـال كلمة السر : ( أمل ) ، فاستحالت عيوننا الهلعة عيونا” متحمسة مراقبة منتبهة، عيونا” تقاوم المخارز  ، وتحولت رؤوسنا إلى قفير مملوء بالفكر ، ولم تعد خطواتنا تتوقف ، وصار نحلنا يغل عسل الأحلام ، وانتبهنا أننا أدركنا الضوء وصرنا نجالس الصباح ، وانتقلنا من الحزن إلى الفرح الأنقى .

لهذا الرجل

الإمام القائد السيد موسى الصدر

لاسمه الذي أيقظ فينا الحياة والأمل والبطولة

لمدرسته التي علمتنا أن اللحظة اصغر من عطشنا واقل من ندبة في القلب ، وأنها فرصة لصنع المستقبل .

لحركته التي علمتنا :

– أن نؤمن بكرامة الإنسان ، وان الإنسان اكبر رأسمال للبنان

– والتي علمتنا أن الوطن حق وواجب لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر ، وان الحق من دون واجب صفة للمزرعة ، وان الواجب من دون حق استعمار محض ، وكلا الأمرين مرفوض .

– والتي علمتنا أن لبنان يجب أن يبقى وطنا” لجميع أبنائه وان يبقى جميع أبنائه له ، وان هذا الهدف لا يتحقق مع الأوضاع التي سادت منذ الاستقلال والتي يحاول من يحاول إعادة إنتاجها .

– والتي علمتنا أن لبنان دون الجنوب أسطورة ، وان لبنان مع جنوب ضعيف جسم مشلول ، وان لبنان دون قوة الجنوب مغامرة تاريخية، وان الجنوب القوي سياج لبنان واللبنانيين ، وسلاح العرب والحق ، ومصلحة عاجلة وعميقة لكل إنسان في الشرق وفي كل مكان .

وللإمام المفكر الذي علمنا أن الإنسان خليفة الله على الأرض، وعلمنا الجهاد والاجتهاد والعدالة والولاية، والكرامة والمشاركة والممانعة والمقاومة، والاختلاف والائتلاف والحرية والحوار .

لاسمه ولمدرسته ولحركته ولفكره ، ارفع لمقامه باسم هذه الجموع التي تحتشد الآن وفاء لخطه ولنهجه ولأفواج المقاومة اللبنانية ( أمل ) أسمى آيات الاحترام والتقدير وبعد،

بداية أتوجه للنبطية قاعدة جبل عامل الوفية لبطولاتنا في ساحة كربلائها ، ولإمامها الذي يسلك خط الخط ليحملنا على المحجة البيضاء وعلى الصراط المستقيم ، ولأهل هذه المدينة وعلمائها وإعلامها ومؤرخيها ومثقفيها وعامتها وخاصتها ، ولترابها ونداء صوتها وهدهدات مطارحها وأسواقها ومواسمها ، بالتحية على استضافتهم ليوم الوفاء للإمام القائد السيد موسى الصدر ورفيقيه .

وبعد وبعد،  فقد مضى ستة وعشرون عاما” على اختطاف وتغييب الإمام دون أن يمتلك المجرمون على مختلف درجات المسؤولية في النظام الليبي، الذين يواصلون بصلافة جريمة الاختطاف والتغييب ، سوى الاعتراف بجريمتهم الشنيعة .

في السابق كنا نصرخ في برية الله وخصوصا” على مساحة العالمين العربي والإسلامي وعلى مساحة العالم الحر ، من اجل أن نلمس تدخلا” لكشف مصير الإمام الصدر ورفيقيه فضيلة الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين ، وكان الجميع يتجاهل نداءنا ويقدم المصالح على المبادئ ويحاول أن لا يستفز النظام الليبي.

اليوم انتبه الجميع إلى خطر هذا النظام بعد اعترافه بجرائمه الدولية ، وبعد أن انكشف جزء من جرائمه العربية ، وقريبا” سينكشف القناع عن جرائمه الأفريقية .

بعد هذا الانتباه، ربما يقبل البعض السكوت مقابل حفنة من الدولارات ، وهذا شأنهم وشأن ذوي ضحايا طائرة لوكربي والطائرة الفرنسية وملهى برلين ، وربما يترك البعض الآخر أمر المحاسبة على مخططات الاغتيـال وعلى إفساد المعـاني الساميـة لتعبير الوحـدة ، ربما يتناسى القذافي نفسه حق الشعب الليبي وذوي ضحايا الطائرة الليبية التي أسقطتها إسرائيل ، بل ويسلف إسرائيل المواقف ويحاول أن يشتري رضاها بتنازله عن أماني الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير وإقــامة دولته المستقلة ، وتتفتق عبقريته عن مشروع “اسراطين”، وربما يصل به الأمر إلى حد يجعل بلاده مسرحا” للتفتيش عن أسلحة الدمار الشامل محاولا” أن يشرع لأسياده الحق في اتخاذ إجراءات مماثلة لوضع أي بلد تحت المجهر الأجنبي ، ولكننا ومن جهتنا لن نقبل الترغيب ولن نخاف الترهيب ، ولن نقبل الالتفاف حول قضية إمام الوطن وإمام المقاومة وإمام المحرومين السيد موسى الصدر ورفيقي دربه فضيلة الأخ الشيخ محمد يعقوب الذي حمل دمه على كفه من اجل وقف الحرب في لبنان ، واحد المنارات الإعلامي الصحافي عباس بدر الدين ، والمطلوب من النظام الليبي بكل وضوح كشف مصير الإمام الصدر ورفيقيه .

أما بالنسبة إلى من في الدولة اللبنانية ، وبدل استنسابيتهم في محاولة محاكمة حركة أمل فإن المطلوب منهم فتح هذه القضية ، وحيث انهم تجاهلوا نداءنا في العام الماضي بالمطالبة بكرامة وبوجود هذه الدولة تجاه هذا الملف ، عبر تقديم مذكرة إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن وجامعة الدول العربية والمؤتمر الإسلامي ولجنة حقوق الإنسان ، فإن الدولة الآن وبعد تقديم الشكوى الأخيرة إلى القضاء اللبناني اصبح لزاما” عليها أن تتحرك عدليا” وقانونيا” ودبلوماسيا”، للإثبات للعالم أن الاعتداء على أي لبناني ومحاولة تقييد حريته وكتم مصيره هو اعتداء على كل لبنان وعلى كل القيم .

الأخوات والاخوة الأعزاء ،

خلال الأسابيع الماضية كان لنا كلام كثير حول الأزمة الاقتصادية الاجتماعية ووسائل معالجتها وحول مطالب القطاعات المختلفة ، ما أزيد اليوم هو انحيازنا إلى المطالب التي ضمنها الاتحاد العمالي العام لرأيه قبل عشرين يوما” بالتمام والكمال ، وهي مطالب جديرة بالاهتمام والدراسة والعناية .

كما كان لنا خلال الأسابيع المنصرمة كلام حول الإنماء ، خصوصا” إنماء منطقة الحدود الجنوبية التي كانت منقطعة عن عمقها الوطني بسبب الاحتلال ، واليوم اشدد على هذا الاستثناء وأزيد انه لا بد من خطة وآلية عمل حكومية على مساحة المناطق المحرومة في عكار والضنية وأعالي جرود كسروان وجبيل والضاحية الجنوبية ، وخصوصا” البقاع العزيز الذي لازال ينتظر الزراعات البديلة ولازال ينتظر الانتهاء من مشروع الفرز والضم وتنفيذ مشاريع السدود والري .

وبمناسبة هذه المشاريع فإننا نتساءل :

لماذا يحرم أبناء الهرمل من إعطاء رأيهم حول التفاصيل الحقيقية لمشروع إنشاء سد العاصي ، الأمر الذي ولّد انطباعا” بأن هذا المشروع الحلم تحول إلى وليمة مسمومة لأبناء الهرمل ، لأنه لا يراعي الجوانب الزراعية والسياحية وإنتاج الطاقة .

ومن البقاع إلى ثاني المدن اللبنانية طرابلس الشهباء،  فإننا نؤكد أننا معنيون بنهضتها واستعادة دورها الاقتصادي على مستوى إعادة الحياة إلى مصفاة طرابلس ، وتحديث وتعميق مرفأ المدينة وترميم مرافقها الأثرية .

بالعودة إلى مسألة السلطة والدولة، فإن أولى المؤشرات التي تدل على العجز في التحول من السلطة إلى الدولة هي ممارسة التسلط وعدم وجود الشفافية وعدم فصل النظامين القضائي والرقابي عن السياسة ، أقول ذلك لأنهم إذا كانوا يملكون ملفات عن الفساد والهدر وإساءة استعمال السلطة، فلماذا ينامون عليها؟ وما الغاية من عدم تسليمها إلى سلطات الرقابة وسلطات القضاء المعنيـة إلا في اللحظـة التي يرونها مناسبة لاستخدامها للابتزاز السياسي .

إننا في هذا الأمر نرى :

أولا” : في علم القانون نرى أن أول المرتكبين هم الذين يحفظون أو يحتفظون بالملفات ، لأنهم بذلك يكتمون معلومات عن السلطات القضائية والرقابية المعنية ، ويتركون الحبل على الغارب أمام الفاسدين والمرتكبين .

ثانيا” : إن السؤال المطروح هو من هي الجهات أو الأجهزة المعنية بالرقابة على عمل وتصرفات الوزارات والإدارات بمن فيهم الوزراء والمدراء ؟ هل هي الأجهزة الأمنية التي تعتبر نفسها فوق الشبهات وفوق أجهزة الرقابة ، في حين أنها تقع تحت سلطة الحكومة ووزاراتها وأجهزة الرقابة والقضاء ؟ واستطرادا” هل تمتلك هذه الأجهزة الحق في الرقابة على الأشخاص وحياتهم وهواتفهم وتنقلاتهم واتصالاتهم واجتماعاتهم دون الإجازة لها بذلك من أجهزة القضاء والرقابة ؟

لقد وصل الأمر ببعض الأجهزة وعناوينها إلى حد نصب الافخاخ لشخصيات رسمية وشعبية برلمانية وحكومية وإدارية وحزبية نقابية وإعلامية، ومحاولة الإيقاع ببعضهم من اجل ابتزازهم سياسيا” وممارسة الضغـط عليهـم ! فمـن تـراه يسيء استعمال السلطة الممنوحة لـه، ويقوم باستعمال الأموال العامة وهدر وقت العناصر التابعة له والتقنيات التي تمتلكها إدارته على أداء دور عكس المهمة المكلفة بها ، حيث وبدل حفظ النظام الأمني العام وأمن الشخصيات والأمن الوطني يقوم بممارسة الأمن على الشخصيات وعلى الوطن بقصد الابتزاز السياسي بما يؤدي إلى إرباك النظام العام ؟

ثالثا”: ثم وبعد ذلك من الذي يبدو حريصا” إلى درجة انه لا ينقب عن الخلل والهدر والفساد والأخطاء الا ليتصيد حركة أمل وعناوينها الوزارية والنيابية والإدارية والوظيفية ؟

هل لأننا تجرأنا في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العام العاشر لحركة أمل التي انعقدت في الاونسكو بتاريخ 26/7/2002 وكانت منقولة مباشرة على المحطات التلفزيونية وأعلنا خلالها: “إن حركة أمل تقف في هذا المؤتمر كمسؤولة أمام جماهيرها لتؤكد أنها ليست فوق النقد ، والحركة لن تغطي أي مرتكب أو سيئ أو متجاوز أو جاهل في أي موقع كان ولو كان في رئاسة الحركة ، أو وزيرا” أو نائبا” أو مديرا” أو موظفا” من أية فئة كان أو مسؤولا” أو عنصرا” حركيا””.

أم لأن حركة أمل تجرأت حيث لم يتجرأ الآخرون وواصلت مؤسساتها التنظيمية والرقابية حتى اللحظة التحقق من أي خلل أو شكوى أو ارتكاب ، واستدعت كل مسؤول من أعلى الهرم التنظيمي إلى القاعدة عنـدما كثر شاكوه وقل شاكروه ، واتخذت الإجراءات اللازمة ؟ أم لأن حـركة أمل أرادت أن تشكل الأنموذج للقوى السياسية الحية في التصحيح ؟

وأقول بكل حكمة وبكل حزم، أننا لسنا مكسر عصا لأحد، وحركة أمل كمؤسسة سياسية وكأمواج مقاومة في تأسيسها ومسارها وخطها ونهجها، هي حركة فوق الشبهات، وللذين تخشبت أو صدئت ذاكرتهم نعيد إلى ذاكرتهم أنها الأفواج المقاومة التي قاومت عندما تخلت الدولة عن واجب الدفاع، وأنها الحركة التي رسخت بعباءة مؤسسها الإمام الصدر على مساحة انتشارها العيش المشترك ومنعت الفرز الديموغرافي، وأنها الحركة التي تأسست على المستوى الوطني لرفع الغبـن والحرمان وتعزيز مشاركة كل مواطن في كل ما يصنع حياة الدولة .

في كل الحالات، سواء كانوا قد شبعوا أم لا من محاولة تشويه حركة أمل، وسواء استفادوا من الدرس بعد أن فشلوا في حربي التحجيم والتهميش أم لا، وسواء اختاروا المضي في حروب الاستتباع الصغيرة أو الكبيرة ، فإننا ومن على منبر الإمام الصدر وباسم حركة أمل وباسم الآلاف من شهدائنا وجرحانا والذين عانوا من الأسر والاعتقال ، وباسم هـذه الجماهير التي احتشدت وفاء ” للإمام القائد السيد موسى الصدر أدعو :

أولا” : فور انتهاء العطلة القضائية إلى إعلان حالة طوارئ قضائية ، وأدعو أجهزة القضاء إلى إعطاء مهلة لكل من يحتفظ بالملفات ذات الطابع العدلي أو يتكتم عليها إلى تسليمها فورا” تحت طائلة اتهامه بكتم المعلومات والتواطؤ مع الجناة .

كما أدعو فور انتهاء العطلة القضائية إلى إثبات أن أحدا” ليس فوق القضاء وانه ليس هناك من سبيل لطي أي ملف أو لختم أية قضية ابتداء من ملف بنـك المدينة وطائرة كوتونو وتهريب المسؤول عن هذه الكارثة ، وملف التخابر الدولي وملف المرامل والكسارات ، وفتح ملف الأملاك البحرية ووضع اليد على أملاك الدولة، وملف الاحتكار الذي كسر الحكومة بدل أن تكسره ، إضافة إلى قيام بعض الأجهزة بفرض ضرائب ودفع رواتب لمواطنين لأسباب ليست خافية على أحد .

أيتها الأخوات والاخوة ،

بالنسبة إلى وقوع لبنان في قلب المنطقة المستهدفة بحرب السيطرة على مواردنا البشرية والطبيعية والمستهدفة بالأطماع العدوانية الإسرائيلية نرى :

أولا” : أن استمرار إسرائيل في احتلال أجزاء عزيزة من أرضنا وفي طليعتها مزارع شبعا وتلال كفر شوبا، واستمرار الخروقات لمجالنا الجوي ومياهنا الإقليمية ، واستمرار اعتقال عدد من المجاهدين اللبنانيين في السجون الإسرائيلية بما يخالف اتفاقية جنيف الرابعة وملحقاتها، واستمرار إسرائيل في إخفاء خرائط لمناطق واسعة مزروعة بحقول الموت المتمثلة بالألغام ، إن ذلك كله يفرض على لبنان التمسك بمقاومته وتعميمها على مساحة لبنان بكل طوائفه وفئاته .

ثانيا” : أن سوريا في الواقع الراهن وبمواجهة التحديات التي تستهدف المنطقة وخرائط الطرق المتنوعة إضافة إلى مشروع الشرق الأوسط الأكبر أو الموسع، – ان سوريا – تمثل ضرورة لبنانية أمنية وسياسية واقتصادية، وهي أولا” تشكل عنصر التوازن اللبناني بمواجهة أي تحد إسرائيلي محتمل.

إن لبنان لا يمكنه مصلحيا” وتاريخيا” وجغرافيا” واستراتيجيا” إلا أن يتمسك بعلاقته المميزة مع سوريا والتي عبر عنها البلدان باتفاقية الاخوة والتعاون والتنسيق، والتي نعبر عنها في حركة أمل بأنها علاقة مصير ومسار، هي في واقعها وفي إطارها التاريخي تمثل الأنموذج للعمل العربي المشترك، وهي في الإطار الكفاحي علاقة أسسها سيادة الـرئيس الخـالد حـافظ الأسد وسماحة الإمام السيد موسى الصدر أعاده الله، في إطار هدفهما المشترك لصياغة مجتمع المقاومة بمواجهة استشعارهما عن بعد للأخطار التي تهدد امتنا اليوم.

ثالثا”: في المسألة الفلسطينية وانطلاقا” من القدس، فإني أحذر من أن استهداف هذه المدينة المقدسة لا يقتصر على التنظيمات المتطرفة، بل إن “إسرائيل” بكامل مؤسساتها الرسمية وأحزابها تعمل على تهويدها عبر الجدار العنصري الذي يحكم الأطواق الاستيطانية عليها واستكمال تطهيرها عرقيا” .

إن حركة أمل تؤكد انحيازها الكامل والتام إلى جانب الشعب الفلسطيني في كفاحه وجهاده لتكريس حق العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس .

رابعا”: إن حركة أمل إزاء المسألة العراقية تؤكد حرصها على وحدة العراق أرضا” وشعبا” ومؤسسات ، وتدعو ألي إنهاء الاحتلال بكل صوره والى التعجيل في نقل السلطة بالكامل إلى العراقيين وإعطاء الأمم المتحدة الدور المركزي في زعامة عملية نقل السلطة .

خامسا”: نؤكد على مخطط حرب سيطرة على المنطقة .

وبعد أن اتخذت منذ أربعة عقود مسميات مختلفة بدأت بالشرق أوسطية وانتهت بعد القمم الثلاث : قمة الدول الثمانية ، والقمة الأوروبية الأميركية وقمة الناتو إلى مشروع الشرق الأوسط الأكبر أو الموسع .

إن هذه الخطة تستخدم أسلحة الكذب الشامل في تشخيص الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي للأقطار العربية والإسلامية ، وفي كيـل الاتهامات معبرة عن ازدواجية في تعبيرات سياساتها الخارجية أبرزها إغماض العين عن امتلاك إسرائيل للأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل ، بل ومساعدتها على إنتاج وتطوير الأسلحة الصاورخية المتنوعة والضغط على الشقيقة سوريا بسيل من الاتهامات ، ومحاولة وضع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في قفص محاكمة دولية لمجرد سعيها إلى تحقيق وسائل الدفاع عن نفسها .

 أيها الأعزاء

أيتها الأخوات والاخوة ،

أخيرا”  أتوجه إلى زهرات وأشبال وطلائع وجوالة، وعناصر الدفاع المدني والإسعاف الشعبي في كشافة الرسالة الإسلامية بالتحية والتقدير، لحضورهم المميز في الأفراح والاتراح ، في أيام الحبور وفي أيام الشدة ، فالذاكرة في الجنوب والبقاع وعلى مساحة لبنان لن تنسى أن الدم الشجاع الوحيد الذي كان يتحرك في شريان طرقات الوطن خلال حروب إسرائيل كان دم أبطالكم ، وهذا عهدنا وعهد الإمام الصدر لكم، وقد تربيتم في مدرسته ونشأتم على خطه ونهجه، وإنني باسم حركة أمل التي هي الحضن الأم لمؤسستكم ، أعاهدكم على تقديم كافة أشكال الدعم لخطتم الخمسية التي تعاقدنا عليها خلال مؤتمركم الأخير .

في الختام نعود من حيث ابتدأنا إليك يا سيدي الإمام الصدر ، معاهدين أن نحفظ خط الخط، وان نحفظ (أمل) وان نحفظ لبنان وفي قلبه الجنوب، وان نحفظ امتنا وفي قلبها لبنان .

                                                                             عشتم

                                                                   عاش الإمام الصدر ورفيقاه

هذه التدوينة نشرت في ذكرى تغييب الامام الصدر. الإشارة المرجعية.