وكأن إسرائيل تحيرنا أو تخيرنا بين حصارها على المطار والمرافئ وبين حصار عربي، تطلب منا فك عزلتها أو عقدة أمنها على حساب عزلتنا وعلى حساب أمننا.
الحصار
إنني هنا احذر من ان إسرائيل تضع عصيا في دواليب القرار ,1701 فليدلوني على أي بند من بنود هذا القرار، ينص على حق إسرائيل في وضع هذا الحصار. لذلك وبكل بساطة أطالب من اليوم الحكومة اللبنانية:
أولاً: بتحدي الحصار، تماماً كما فعل صيادو الأسماك في صور، بتحدي الحصار، وبتسيير الرحلات الجوية لـ”طيران الشرق الأوسط”عبر “مطار الشهيد رفيق الحريري”.
ثانياً: كما أدعو دول العالم الشقيقة والصديقة إلى تسيير رحلات جوية ورحلات بحرية إلى الموانئ اللبنانية، وإعادة التواصل الإنساني البشري والتجاري مع لبنان، مؤكدين إننا لن نقبل ان تتحول صورة لبنان إلى صورة رصيف تلقى عليه مواد الإغاثة ليظهر الشعب اللبناني في ما بعد بصورة الشعب الذي يصطف للاستعطاء تمام مراكز الإغاثة. لن نقبل هذا الإذلال، لن نقبل هذا الحصار.
للبنان الذي يمتد على مساحة الكون فكرة ورسالة وحديقة للحرية ووطناً للكلمة.
لشماله وجبله اللذين يصعدان من شاطئه الأخضر إلى مجد الأرز وفضاء الله.
لطفولة أزهاره التي يمتد بها العمر زمناً في البراءة.
لبعلبك حارسة السهل الممتنع البقاع، وللبقاع المدمى الذي أثخنته الطيور المعدنية بالجراح من الغرب إلى الشرق، وبقي العاصي والليطاني يحملان جرار ماءها إلى عطشنا في اتجاهات متشاكسة.
للجنوب زهرة اللهفة والرغبة والعفة وزهرة القندول.
للجنوب من بنت جبيل نهر الشعر وصولاً إلى الخيام نهر الكلمات مروراً بنهر التبغ في عيتا الشعب.
وللجنوب نهار الشتاء الطويل وليل الصيف الأطول، وحاكورة المواويل وكرم الحكايات وكتاب المجازر:
لقانا جوهرة النجيع المعتق التي ترصع خاتم الجنوب.
لقانا العرس والبشارة والقيامة
لصور المدينة البطلة التي منها بدأت المسيرة.
لقائد المسيرة الذي علمنا ان قوتنا في صوتنا وفي ضميرنا، وصفاء رؤيتنا، وان قوتنا في التزامنا المصالح العامة ومصالح المعذبين، وان قوتنا دائما” في إيماننا.
للذي علمنا ان إسرائيل شر مطلق وان التعامل معها حرام، وعلمنا المقاومة: كونوا فدائيين إذا التقيتم العدو الإسرائيلي قاتلوه بسلاحكم مهما كان وضيعاً.
للإمام القائد السيد موسى الصدر ورفيقيه:
الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين ولكم ألف تحية وتحية وبعد:
فإني بداية أتوجه بالتحية الطيبة إلى الأوفياء لبناء هذا الشعب، الذين توافدوا من كل لبنان وبصفة خاصة مدن وبلدات وقرى الصمود، هؤلاء المنتصرين المتألمين الذين يحملون في عيونهم وقلوبهم صور شهدائهم وذاكرة منازلهم المحطمة، هؤلاء الذين يعبرون في كل لحظة عن ثقتهم بلبنان ويؤكدون نجاحهم في مدرسة الإمام الصدر، مدرسة الصبر والصمود والمقاومة
أتوجه بالتحية إلى الأمهات والأخوات، إلى الزهرات والأشبال والشباب والرجال، الذين يأتون إلى عيد الوفاء للإمام الصدر وهم يحملون شعلة الأمل وشعلة أمل.
لتوجه بالتحية إلى الشخصيات التي لبت دعوتنا إلى بيت بيوت الأمام الصدر إلى صور، وهي استجابة تعبر عن دعم معنوي للبنان الشعبي والرسمي، بمواجهة إسرائيل التي اغتسلت بدماء شعبنا طيلة شهر، وكانت جرائمها خلاله أكثر سوادا” من الليل.
ليها الأعزاء
في كل عام وفي مثل هذا اليوم، الحادي والثلاثين من آب نجتمع لنؤكد وفاءنا لحرية القول مجسدة بالصحافي عباس بدر الدين، ولحرية المعتقد مجسدة بفضيلة الشيخ محمد يعقوب، ولحقوق الإنسان المتنوعة مجسدة بسماحة الإمام القائد السيد موسى الصدر، لكونه شكل ظاهرة مميزة في هذا الشرق كرجل دين مجدد، وكمحـاور يعبر عن ثقافة عالية، وكمفكر لسلامي واجتماعي وكمفسر وكمبدع حوّل الحرمان من حالة إلى حركة، وكقائد مؤسس لمشروع المقاومة ومنتج لفكرة مجتمع المقاومة.
إن هذا اليوم هو يوم لتذكير العالم بجريمة دولية منظمة نفذها النظام الليبي قبل ثمانية وعشرين عاما” بحق الأمام الصدر ورفيقيه، حيث تم أخفاء إثرهم وهم يلبون دعوة رسمية لزيارة ليبيا
إن المبكي والمضحك في هذه الجريمة الإرهابية المنظمة، هو ان رأس النظام اعترف قبل أعوام باختفاء الإمام في ليبيا، ثم وعندما تراجع عن أفكاره الثورية والوحدوية والعروبية والحمد الله، تراجع عن أقواله ووجد ضالته في قاض إيطالي حكم ان الإمام الصدر ورفيقيه فقدوا في روما.
إننا فيما يخص هذه القضية نتبع بوصلة القلب وبوصلة لبنان وفلسطين، لأن الإمام الصدر إمام المقاومين، وهذه البوصلة لا تخطيء في رسم الاتجاه إلى المجرمين الذين مارسوا كل أنواع الإرهاب من قتل وتفجير وتدمير واختطاف.
ان ما يزيد من قناعتنا بمسؤولية النظام الليبي عن جريمة الإخفاء، هو انكشاف هذا النظام على حقيقته وثبوت مبالغاته في إطلاق الشعارات واغتيال مشاريع الوحدة وتصفية القوى التغييرية والإصلاحية وانكشاف الدوار التي يلعبها لصالح أسياده، والتي كان هدفها تجفيف كل ما هو ومن هو وطني وقومي وإسلامي متمرد.
إننا مجدداً نؤكد ان حكمنا في جريمة إخفاء الإمام الصدر ورفيقيه هو حكم بتحميل مسؤولية هذه الجريمة إلى النظام الليبي وإلى رأس النظام العقيد معمر القذافي شخصياً.
أيها الإخوة
ان ما تعرض له بلدنا من “تسينومي” إسرائيلية عصفت بالبشر والشجر والحجر، تقتضي وفي مقام الأمام الصدر وفي مدينة الإمام الصدر وبمواجهة إبعاد هذا الإعصار ونتائجه ان نبقي صفحة الكتاب مفتوحة على وصايا الإمام الصدر.
في وصاياه أن لا ننس الماضي من اجل أن نبني أساسات الحاضر والمستقبل.
في الماضي ومنذ أواخر الستينيات والإمام الصدر على رأس حركة مطلبية يوجه أعيننا لنتهيأ لكي ندافع عن بلادنا، عن بيوتنا عن شرفنا، عن أعراضنا، عن أولادنا، وعن مستقبلنا.
مضت سنوات وهو ينادي: أيتها الحكومات أيها المسؤولون دربونا على السلاح، خذونا لخدمة العلم، هيئونا للدفاع عن الوطن، مكنوناً من الدفاع عن بيوتنا، فما زاد نداؤنا شيئاً في نفوسهم ولا خلقت صرخاتنا عزماً وإرادة فيهم.
في ذلك الزمن، وعندما لم يعد المواطن يطيق صبراً على الضيم ولا على الذل ولا على التهجير، وعندما تأكد ان الدولة تخلت عن واجب الدفاع، قامت أفواج المقاومة اللبنانية (أمل) وتحملت بشكل أساس وإلى جانبها عدد من القوى السياسية واجب الدفاع، إلا أن إسرائيل التي كانت مستعدة تحينت فرصة ضعف لبنان، والفتنة في لبنان والتفكك في لبنان واجتاحت الجنوب تحت عنوان “عملية الليطاني”، ومثّل هذا العدوان “البعد المائي” للأطماع الإسرائيلية في وطننا، وصـدر القرار 425، وبدل أن تنفذ إسرائيل هذا القرار الذي كان في أساسه اقتراحاً اميركيـاً قامت “بالتكفير” عن خطئها بخطيئة عام 1982، عبر زيادة مساحة الحرب والعدوان لتشمل ثلثي لبنان وتجعل من بيروته العاصمة الحبيبة هدفاً للحصار والرماية بمختلف أسلحة الجو والبر والبحر لمدة اثنين وسبعين يوماً.
وكما اليوم كذلك عام 1982 نجحت الولايات المتحدة الاميركية في حماية إسرائيل، وأفسحت أمامها المجال لتغسل يدها من دم ضحايا اجتياحها اللبنانيين والفلسطينين وصولاً إلى صبرا وشاتيلا.
أيها الإخوة،
أدت معاملة إسرائيل كاستثناء لا تطبق عليها القرارات الدولية، إلى تصعيد المقاومة اللبنانية واعتبار المقاومة أولوية على جدول أعمالنا الوطني، وتمكنا وإلى جانبنا العديد من القوى السياسية وبقيادة الشهيد محمد سعد من تحرير صيدا وصور والنبطية، وانحسر الاحتلال في ما سمي “الحزام الأمني” مع إضافة منطقة جزين في محاولة للضغط على الوقائع وعلى العائلة اللبنانية.
وفي اللحظة التي تولت حركة أمل مسؤولية بناء صمود المناطق المحررة وتنميتها، أخذت المقاومة الإسلامية دورها على محاور المقاومة وتمكنت من تحقيق إنجاز وطني كبير بتحرير المنطقة الحدودية في أيار 2000 باستثناء مزارع شبعا وتلال كفر شوبا.
هنا وقع الالتباس الذي نجم عن سقوط الأمم المتحدة ومجلس الأمن في فخ إسرائيلي عبر أخذها بأقوال إسرائيل، واعتبار إفادتها حول أنجاز الانسحاب من الأراضي اللبنانية كافياً واعتبار القرار الدولي رقم 425 قد نفذ كلياً، وعدم الأخذ بالمطالبة اللبنانية بمزارع شبعا عند ترسيم الخط الأزرق.
إن هذا الأنموذج في التعامل الدولي يقدم دليلاً جديداً على ازدواجية المعايير الدولية خصوصاً على مستوى للأمم المتحدة ومجلس الأمن بالتحديد، وصولاً إلى اليوم حيث تطرح قضية مزارع شبعا بخجل في القرار 1701.
من جهتنا نجدد قناعاتنا بشهادات جميع المختصين في القانون الدولي الذين يعترفون قبل وبعد الحجج التي ابروها لبنان والتأكيدات الرسمية السورية، أن مزارع شبعا تقع تحت السيادة الفعلية للبنان قبل ترسيم الحدود، وهي ارض لبنـانية من حيث الواقع قبل أن يتأكد القانون، وهنا نلفت الأنظار إلى أن كل الدول بينها وبين غيرها مشاكل حدودية فهل هذا الأمر يمنع عنها الدفاع الشرعي عند حدودها الفعلية ؟
إننا نجدد التأكيد أن المشروعية قائمة في أن مزارع شبعا تابعة للبنان من حيث الواقع الذي سيتأكد في التقرير الذي سيقدمه الأمين العام للأمم المتحدة.
وفي كل الحالات، فإن إسرائيل غير مفوضة من مجلس الأمن بأن تضع يدها على هذه المزارع لو كانت محل نزاع بين لبنان وسوريا، ولو ان جهة دولية هي التي تضع يدها على مزارع شبعا إلى ان يحسم النزاع لكان الآمر قد اختلف، إنما إسرائيل هي يد معتدية وهي تمثل احتلالا” ومن ثم يجوز مقاومة هذا الاعتداء وهذا الاحتلال.
لقد نبهت من جهتي وكذلك فعلت كل الحكومات اللبنانية التي تعاقبت منذ أيار عام 2000 من ان إسرائيل تواصل الضغط على الخاصرة اللبنانية عبر استمرار احتلالها لمزارع شبعا وتلال كفر شوبا ، وعبر استمرار احتجازها لعدد من اللبنانيين في سجونها ورفضها تسليم خرائط الألغام، وعبر خروقاتها العسكرية لحرمة الأجواء والمياه الإقليمية والحدود البرية السيادية وان هذا الوضع سيؤدي إلى أوضاع عنيفة ومتفجرة.
ولكن سلطة القرار الدولي ولغاية في نفس يعقوب ركزت اهتمامها بشكل سلبي ومعاكس على تجريد لبنان من عناصر وحدته ومن عناصر قوته عبر القرار رقم 1559.
وفي غمرة هذا التحدي السياسي وقع زلزال اغتيال دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومما استتبع ذلك من احداث ضاغطة على حدود الوطن وحدود المجتمع.
كانت إسرائيل تترقب الفرصة المناسبة للانقضاض على لبنان والانتقام من لبنان.
في الخامس والعشرين من أيار 2006 وبناء على متابعتي الشخصية وعلى عمليات رصد لصورة الحركة الإسرائيلية والكثير من المعطيات الدبلوماسية والمعلومات من مصادر صديقة مختلفة ، حذرت من أن إسرائيل أنشأت بنك أهداف في لبنان، ومن أنها تراكم معلومات عن كل ما يخص لبنان من شبكات الاتصالات إلى الكهرباء والماء والطرقات والجسور والمرافىء الجوية والبحرية والمنافذ البرية والقطاعات السياحية والتجارية والصناعية والزراعية ، إضافة إلى معلومات عن القوى المنخرطة في مشروع المقاومة وحزب الله بشكل خاص.
لقد حذرت في الكلمة نفسها من عملية إسرائيلية جغرافية، وكنت اقصد ولا أزال عملية إقليمية على مساحة لبنان تستهدف أطرافاً في المنطقة، وبشكل لوضح كنت ولازال المس ان إسرائيل تريد أن تجعل من لبنان موقع كمين لسوريا ولإيران.
في الثاني عشر من تموز المنصرم لم تكن إسرائيل قد استنفذت بعد المصطلحات الحربية واستثمرت على تجاوز المقاومة الإسلامية للخط الأزرق للمـرة الاولى مقابل ألاف المرات الإسرائيلية واختطافها لجنديين، لتقـوم بحـرب مبيتة ومخططة ضد لبنان وأطلقت عليها اسم “العقاب المناسب”.
لقد نجحت إسرائيل مؤقتـاً في تحقيق البعد الاقتصادي لهذه الحرب، والمتعلق بتدمير إمكانية قيام لبنان كمنافس محتمل لها في نظام المنطقة في إطار ما يوصف بمشروع الشرق الأوسط الجديد .
اسمحوا لي ولو أخذت بعض الوقت، هناك معمل ألبان وأجبان اسمه “حليب لبنان” يملكه احد زملائنا النائب نبيل دو فريج في منطقة البقاع. لا اعرف ما هي علاقة هذا المعمل بـ”حزب الله” وبالمقاومة، المهم انه جرت مناقصة بين هذا المعمل وبين شركة إسرائيلية، من يزود قوات “اليونيفيل” بالحليب؟ ولآجل “التعتير” وقعت المناقصة على المعمل اللبناني، لذلك استهدفته الطائرات الإسرائيلية ومحته من الوجود. يمكن ان يقال ان هذا الأمر حصل صدفة، هذا الكلام أبلغته حرفيا مع المستندات إلى السيدة رايس وإلى الأمين العام للأمم المتحدة وإلى كل المندوبين. وإذا كان هذا الأمر صدفة، هناك مصنع آخر اسمه “دالال” او “دلال” في الشويفات، وفي تعنايل رست عليه المزايدة. وفي موضوع المباني الجاهزة للجيش الاميركي في الخليج وفي العراق، وكانت منافسته أيضاً شركات إسرائيلية وبسبب ذلك مسح أيضاً من الوجود، وربما يقال أيضاً أن هذه صدفة، هناك مصنع آخر في الشويفات يوزع كوكاكولا في تركيا جرت مناقصة بينه وبين شركة إسرائيلية. ولآجل “التعتير” مرة أخرى رست المناقصة عليه، واستهدفته الطائرات الإسرائيلية أيضاً. يوجد على هذا المنوال ما لا يقل عن 11 شركة، وبالتالي كان هناك 14 استهدافا لشركات لبنانية، ويقولون ان الهدف لم يكن لبنان كل لبنان، ويقولون ان لبنان ليس هو المستهدف .
إن وعدنا المؤكد هو أن هذا النجاح سرعان ما سيتحول إلى فشل ذريع، لأن لبنان كعادته سيقوم مثل طائر الفينيق من تحت الرماد، وسيلملم أجنحة الضوء ويداوي جراحه بفضل إمكانيات شعبه المقيم والمنتشر وبفضل أشقائه وأصدقائه على مساحة العالم.
لذلك فإننا على المستويات السياسية والعسكرية نؤكد
1- إن إسرائيل قد فشلت في تحقيق الأهداف المعلنة لحربها كما فشلت في مشروعها الهادف لعرقنة لبنان.
2- ان استعراض التفوق العسكري الإسرائيلي في جنوب لبنان تحول إلى سيرك مضحك للدبابات التي تشبه الفيل الثقيل الذي يحاول عبثاً القيام بحركات رشيقة على المسرح.
3- إن المقاومة أثبتت عجز القوة الإسرائيلية عن كسر الإرادة اللبنانية، كما أثبتت ان نافذة الفرص العسكرية قد أغلقت أمام إسرائيل، وانه لم يعد بمقدورها فرض تسويات بالقوة وبشروط الأمن الإسرائيلي
4- إن صمود لبنان وانتصار لبنان اقنع العرب ان بمقدورهم الدفاع والصمود في مواجهة إسرائيل، واكتسبوا ثقة بالنفس تؤهلهم لبناء توازن استراتيجي.
5- إن صمود لبنان نجح لساساً في فتح الباب لبناء تضامن وتنسيق عربي وعبر عن ذلك اجتماع وزراء الخارجية العرب في بيروت والإعلانات العربية المشكورة عن دعم معنوي ومادي لبلدنا لغزالة أثار العدوان وأعمار ما هدمته إسرائيل. ولكن هذا القرار سيتأخر إلى شهر أيلول لماذا؟ بل علينا على كل حال ان نسرع هنا في لبنان، كما فعل دولة رئيس الحكومة أمس (أول أمس)، وإني أعطي 10 أيام لان يصار إلى الإعلام عن التعويضات كما حصل أمس (أول أمس) بالنسبة إلى المحلات التجارية والمؤسسات التجارية والحيوانات والمزروعات، وأطمئن مزارعي التبغ المتضررين بأن التعويض عليهم آت وكذلك صيادو الأسماك. وستقدم البيوت الجاهزة إلى أصحاب المنازل التي هدمت كليا أو جزئيا بشكل لم يعد صالحا للسكن.
أيها الأعزاء،
ان الوحدة الوطنية اللبنانية التي برزت خلال تشكيل الموقف السياسي اللبناني من مشاريع القرارات الدولية وصولاً إلى الصيغة في القرار 1701، هذه الوحدة اثبتن أنها ليست ضرورة لبنانية فحسب، بل ضرورة عربية لمواجهة التحدي الذي تمثله إسرائيل للبنان وللأمة وللمنطقة وللأبعاد الإقليمية لهذه الحرب التي استهدفت تعميم الفوضى والتوتر والعنف عبر حدود الأقطار العربية والإسلامية.
إنني هنا أدعو الأشقاء العرب للتوحد حول لبنان ومشاهد البطولة وصور الكارثة فيه، وإلى دعم أسس الوحدة الوطنية اللبنانية وصيانة النظام العام في لبنان، ومنع أي إرباكات سياسية أو اقتصادية أو أمنية، ومنع أي توترات طائفية أو مذهبية أو جهوية أو فئوية.
إنني وبصراحة وباسم الإمام الصدر وباسم شهداء وضحايا وجرحى الحرب الإسرائيلية على لبنان، وباسم كل الذين وقعت الحرب على منازلهم ومؤسساتهم ومواسمهم، باسم لبنان الذي يسلك طرقا” التفـافية للتواصل بين مدنه وبلداته وقراه، باسم المجلس النيابي والحكومة، باسم قانا ومروحين والرملية والأسماء المضيئة المعلقة على حدود الوطن وفي عمق الجنوب والبقاع ، باسم الضاحية الشموس باسم بيروت وجبل لبنان والشمال، أدعو من اجل لبنان ومن اجل مواجهة استحقاقات الحاضر والمستقبل إلى تطبيع العلاقات وبناء الثقة في العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسوريا وجمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية .
الحضور الكريم،
وطالما أننا نتحدث عن سيرة ومسيرة المقاومة والجوار والحوار والوحدة، اسمحوا لي ان أؤكد من موقعي البرلماني ومن موقعي تجاه الحوار الوطني وقراراته الاجتماعية، ومن موقعي الشعبي ومسؤوليتي أمامكم يا أبناء الإمام الصدر ويا جمهور الإمام الصدر وأنا احمل أمانة الإمام الصدر: أمانة الجنوب وأمانة المقاومة وأمانة الوحدة الوطنية وأمانة التعايش وأمانة الحوار، أؤكد لكم باسم حركة أمل وباسم إخواني في حزب الله باسم أخي المجاهد سماحة السيد حسن نصر الله وباسم القوى التي تؤمن بمشروع المقاومة إننا:
أولاً: سنقوم وبأقصى سرعة وعلى طاولة الحوار الوطني بإنجاز استراتيجية دفاعية للبنان وسنواصل داخل مجلس الوزراء وخارجه دعم موقف الحكومة والتزاماتها تجاه تنفيذ القرار 1701 وخصوصا” لجهة تمكين الجيش اللبناني من تنفيذ مهامه بالكامل.
ثانياً: على المستوى الوطني وبمعزل عن الالتزامات الدولية سنعمل من اجل ان يكون الجنوب منطقة منيعة تتحطم عليها أطماع واعتداءاتها إسرائيل.
إننا في هذا المجال ندعو إلى إعلان حالة طوارىء حكومية لإزالة أثار الحرب الإسرائيلية على لبنان، وإعادة بناء ما تهدم ووصل ما انقطع من شبكات طرق ومياه وكهرباء واتصالات، وإطلاق كافة المشروعات المؤجلة التي تعزز الفرص وتوسع خيارات المواطنين عبر مشروعات التنمية العلاجية او التنمية المستدامة خصوصاً لمنطقتي الجنوب والبقاع الغربي اللتين تشكلان خط الدفاع الأول عن لبنان.
إننا الآن أو في المستقبل نؤكد رفضنا كل محاولة لتدويل الأمن على الحدود بما يؤدي إلى الالتزام بشروط الأمن الإسرائيلي على حساب لبنان
ثالثاً: ابتداء من بعد غد السبت، أدعو نفسي وزملائي النواب، كل النواب، من كل الكتل والاتجاهات إلى الاعتصام بصورة دائمة في المجلس النيابي، الاعتصام حتى يفك هذا الحصار، ومهما طال أمده.
وأتوجه من هنا إلى كل برلمانات العالم وإلى كل الذين يدعون الديموقراطية في العالم وخصوصا إلى الاتحاد البرلماني العربي وإلى البرلمان العربي، وإلى الاتحاد البرلماني الدولي وإلى اتحاد برلمانات أميركا اللاتينية للمساندة وللدعم وأيضا للاعتصام إذا أمكن حتى يفك هذا الحصار الجبان.
رابعاً: أدعو جميع الدول العربية ولا اريد ان أزايد وأن احمل الناس ما هو أكثر من طاقتها، ولكن ما هو ليس في طاقتي ان اطلبه منهم.
أدعو جميع الدول العربية إن لم يكن لقطع العلاقات مع إسرائيل فعلى الأقل سحب ممثليها ووقف التبادل الاقتصادي طالما استمر هذا الحصار. أيها الإخوة العرب، ان بلدا هو منكم ولكم أتتركونه في غياهب الجب والحصار وتتفرجون عليه؟
أخيراً من خلال العرب أتوجه إلى اللجنة الثلاثية لأجل كرامتها وكرامة الجامعة العربية، صديقي الدكتور عمرو موسى ورئيس اللجنة ممثل دولة الإمارات العربية المتحدة وأيضا الأخ حمد بن جاسم، هؤلاء جميعا الذين ذهبوا إلى الأمم المتحدة وساعدوا فعلا، وكنا على اتصال دائم معهم لإصدار القرار,1701 أن يتوجهوا إلى مجلس الآمن بالسؤال وإذا اقتضى الأمر بطلب الانعقاد، هذه الإجراءات نتمنى أن تأخذ حيز التنفيذ حتى إشعار آخر، يمكن أن نخطو بخطوات أخرى. وعلى المستوى الوطني وبخلاف الجميع، أجدد ثقتي برسوخ السلم الأهلي. كما أن المقاومة السياسية التي أبدتها الحكومة وأسلوب التشاور الذي اتبعناه من اجل رسم خريطة طريق لحركة الدولة الدبلوماسية والتي حققت إجماعا عربيا، وكذلك حققت تفهما أوروبيا، كل هذه الأمور تؤكد ان الوحدة الوطنية بألف خير إن شاء الله.
رابعاًَ: نجدد نحن والإخوة الفلسطينيون رفضنا القاطع لكل المشاريع الهادفة لجعل الجنوب أو أي مساحة خارج فلسطين وطناً بديلاً للاجئين الفلسطينيين، مجددين التزامنا دعم الشعب الفلسطيني لتحقيق أمانيه الوطنية في التحرير والعودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
أيها الأعزاء
في الوقائع اللبنانية أيضاً وسبل تعزيز وترسيخ الوحدة الوطنية أتطرق إلى مسألتين كانتا في صلب كلمتي العام الماضي في نفس المناسبة مع اختلاف المكان.
الأولى: منع انجرار البلاد خلف أجواء الاحتقان والتوتر الطائفي والسياسي، وهذه الأجواء بالتأكيد ليست صناعة لبنانية بل صناعة مستوردة من مراكز نشر الفوضى الخلاقة.
الثانية: شخصية الدولة وبناء الثقة بالدولة وبأدوارها.
اليوم لعود إلى هاتين المسألتين بصفة خاصة، لأني المس أن أجواء التوتر والاحتقان عادت لتضغط على لبنان الذي لازال يعيش بين مطرقة التهويل بحرب إسرائيلية جديدة ضده، على خلفية ان ما انتهى إليه الوضع هو نهاية جولة وان إسرائيل تستعد لحرب جديدة، وبين سندان التهويل بحرب إقليمية تستهدف سوريا أو إيران أو كليهما مباشرة على مساحة لبنان وهو ما وصفته بالكمين الذي لا استبعده.
إنني هنا احذر من ان إسرائيل تضع عملياً العصي في دواليب عجلة القرار 1701، عن طريق تعزيز البؤر التي تحتلها في الأراضي اللبنانية وتحويلها إلى مواقع عسكرية محصنة، وعن طريق عمليات الإنزال التي يتأكد فشلها دائماً، وعن طريق الحصار البحري والبري والخروقات الجوية.
هنا الفت نظر العالم إلى ان هذا الحصار يشكل انتهاكاً فاضحاً للقوانين والأعراف الدولية، إضافة إلى كونه يشكل خرقاً مؤكداً لمندرجات القرار 1701. فليدلوني على أي بند من بنود هذا القرار، ينص على حق إسرائيل في وضع هذا الحصار. لذلك، إنني أطالب الحكومة اللبنانية بتحدي الحصار تماماً كما فعل صيادوا الأسماك في صور بتحديهم للحصار وبتسيير الرحلات الجوية لطيران الشرق الأوسط عبر مطار الشهيد رفيق الحريري، كما أدعو دول العالم الشقيقة والصديقة إلى تسيير رحلات جوية ورحلات بحرية إلى الموانىء اللبنانية وإعادة التواصل الإنساني البشري والتجاري مع لبنان، مؤكدين أننا لن نقبل أن تتحول صورة لبنان إلى صورة رصيف تلقى عليه مواد الإغاثة ليظهر الشعب اللبناني فيما بعد بصورة الذي يصطف للاستعطاء أمام مراكز الإغاثة . لن نقبل هذا الإذلال، ولن نقبل هذا الحصار.
على المستوى الوطني وبخلاف الجميع، فإني أجدد ثقتي برسوخ السلم الأهلي، واعرف أن الفرقاء الذين اجتمعوا إلى طاولة الحوار الوطني آو الفرقاء غير الممثلين على الطاولة يعترف كل منهم بالفاخر ويقبل كل منهم بمبدأ الحوار، ويؤمنون جميعاً بأن المصالحة الوطنية قد أنجزت وانه لا سبيل للعودة بلبنان إلى الوراء.
كما أن المقاومة السياسية التي أبدتها الحكومة وأسلوب التشاور الذي اتبعناه من اجل رسم خريطة طريق لحركة الدولة الدبلوماسية والتي حققت اجماعاً عربياً، وكذلك حققت تفهماً أوروبياً، كل هذا الأمر يؤكد أن الوحدة الوطنية بألف خير.
في كل الحالات، يبقى المطلوب أن نحتكم إلى الدولة في كل أمورنا.
في هذا المجال واز أشرت العام الماضي وبالمناسبة عينها إلى أننا نرفض اتهام الشيعة بالخروج على العروبة فإننا اليوم نرفض اتهام الشيعة بالخروج على الدولة أو التمرد على مفهوم الدولة.
لقول ذلك وإنا أتطلع إلى الحال البائس للأمة التي تمنح شهادات العروبة والديموقراطية والشفافية والحكم الصالح استناداً إلى شهادات تقدير اميركية.
فالشيعة في العراق مثلاً عرب وديموقراطيون وهم العامود الفقري لمشروع الدولة لاتهم يساهمون في إنتاج العراق الجديد، والشيعة في لبنان إيرانيون وسوريون ( نصف عرب نصف فرس ). وديمقراطيتهم (رغم جماهيرية حركة آمل وحزب الله) ملتبسة، كيف ترانا نفهم هذه الإشكالية في قراءة المسارين للشيعة في العراق وفي لبنان. أفيدونا أفادكم الله ؟
توفيراً للوقت، فإنني تفيد الجميع بما يلي طبعاً استناداً إلى أدبيات الإمام الصدر (حوار صحفي – مجلة الحوادث- 26/10/1973).
أولاً: ان الشيعة في جميع الأقطار العربية يدركون ان الحفاظ على العروبة واجب أساسي وعنصر حاسم في مستقبل الوطن العربي.
ثانياً: الشيعة يدركون ان الحفاظ على عروبة دول الخليج بصفة خاصة، هو واجب أساسي لان تأكيد عروبة دول الخليج وصيانتها تخلق قاعدة التفاهم بين شاطئي الخليج، لأنه يؤمن الجانب للآخر سياجاً قوياً ومحاوراً كفءً شريفاً يكفل الاستقرار والأمن.
ثالثاً: ان الشيعي كمواطن في بلد يعينه، ملتزم بأن يرد عطاء هذا الوطن حباً، وانتماء، وصيانة لكرامته، وذوداً عن حريته واستقلاله، ولذلك فهـو ملزم بالولاء، ملزم بأداء واجبات المواطنية الصحيحة.
بالنسبة للشيعة في لبنان خصوصاً فقد كان لهذه الطائفة وسيبقى دور تاريخي، ثقافي ووطني يشهد به التاريخ باعتزاز، وللطائفة دور جغرافي عميق حيث كان أبناؤها ولا يزالون يسكنون حدود لبنان خصوصاً الجنوبية ويرابطون مخلصين ولم يتخلفوا يوماً عن مسؤولياتهم الوطنية والقومية في كل زمان ومكان.
في هذا المجال أود ان اذكر الجميع بموقف مضيء للإمام الصدر أكد فيه ان ما بين الشيعة ولبنان ميثاق ابدي ونحن حفظة لبنان.
بالنسبة إلى الشيعة في لبنان أيضاً فإني أؤكد على التزامهم:
أ- لبنان وطناً نهائياً وعروبته ووحدته أرضاً وشعباً ومؤسسات.
ب- النظام البرلماني الديموقراطي، وبحفظ السيادة الوطنية بمواجهة الإطماع الإسرائيلية، والنضال لاستكمال تحرير الأجزاء العزيزة من الأرض اللبنانية وفي الطليعة مزارع شبعا وتلال كفر شوبا.
ج- النضال بكل الوسائل الديموقراطية لتحقيق انتقال سلمي من مرحلة السلطة إلى مرحلـة الدولة، ارتكازاً على اتفاق الوفاق الوطني (اتفاق الطائف) بشقيه الإصلاحي والدستوري.
لقد أكدنا في السابق ونؤكد اليوم، ان اتفاق الطائف مثل بالنسبة إلينا اتفاق الضرورة الذي أنهى الحرب وأمّن الانتقال بلبنان إلى مرحلة السلم الجاهلي وإنتاج الدولة، وقلنا وقتها ومعنا حلفاء وشركاء ان هذا الاتفاق يمثل إطاراً جميلاً لصورة مضطربة الخطوط والألوان، ولكنه الاتفاق كالمرأة خير لا بد منه خصوصاً وانه ينبع من صميم العروبة ويشكل مظلة عربية للبنان.
د- التزامهم بأن الوطن حق وواجب ولا يمكن فصل احدهما عن الآخر وان الحق دون واجب صفة للمزرعة وان والواجب دون حق استعمار محض وكلا الآمرين مرفوض.
ه- استعادة دور لبنان في نظامه العربي والإسلامي والمتوسطي والدولي وجعل لبنان قاعدة لحوار الحضارات والأديان وأنموذجاً لإمكانية التعايش في القرية الكونية.
إن هذه الالتزامات المحققة للشيعة في لبنان من شأنها إعادة الأمور إلى نصابها وطنياً، والتذكر بأننا نقع في منتصف دائرة الخطر الناجمة كذلك عن ألازمة الاقتصادية–الاجتماعية التي تفاقمت الآن بفعل الحرب الإسرائيلية على لبنان واستتباعاتها.
أيها الأعزاء،
لأننا نريد دولة المؤسسات والقانون
ولأننا نريد الدولة التي تحفظ السيادة
ولأننا نريد الدولة التي تسعى لتأمين أفضل حماية لحقوق الإنسان وزيادة امن الأفراد والممتلكات والأنشطة الاقتصادية.
ولأننا نرى ان الوحـدة الوطنية المخلصة تشكل مصلحة لقيام الدولة، ولأن هذه الدولة تتجاوز ضرورة الوحدة إلى تأمين عناصر الوحدة.
لاننا نريد هذه الدولة، فإننا نطرح على الجميع في لبنان سؤال الدولة.
الدولة التي يشارك فيها كل مواطن في صنع حياتها وحياة المجتمع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
الدولة التي لا يتم في إطارها عزل أي اتجاه أو تيار أو حركة أو حزب أو جماعة.
الدولة التي يساهم الجميع في صنع شخصيتها.
الدولة التي تعبر عن عهد المشروعية الديموقراطية للسلطات العمومية.
الدولة التي يدخل الجميع من بوابتها إلى آذار واحد والتي ينتصر لها الجميع والتي نستحقها وتستحق ان نهدي لها الانتصار الذي تحقق.
قبل ان اختم لابد أن أؤكد أن النصر لن يكتمل ومشروع الدولة الناجز لن يسلك طريقه ليصبح حقيقة لبنانية قبل إنجاز مسألتين تتصلان بالحقيقة:
– الحقيقة الكاملة التي تقف خلف إخفاء النظام الليبي للإمام الصدر ورفيقيه.
– الحقيقة الكاملة المتعلقة بجريمة اغتيال دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وجرائم الاغتيال المرافقة.
وقبل ان اختم لا بد وان أتوجه لفلسطين الجريحة، لشعبها الصامد البطل بنداء الوحدة الوطنية وبالدعوة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، لان الوحدة والاتحاد هما السلاح الأمضى بمواجهة تحدي الاحتلال.
وأقول لأخوتي في فلسطين أنا كل ما تقوم به إسرائيل مخالف ومناف للقوانين والأعراف الدولية، وان اعتقال الأخ عزيز دويك وتجـاهل حصانته البرلمانية هو انتقام لعجز القوة عن كسر إرادة شعوبكم، واثبات لعجز مؤسسات الغرب عن توليد ديموقراطية، ونجاحها في الانتقام من سوريا ولبنان.
أخيراً ها نحن يا سيدي الإمام الصدر، وبفضل بذرة المقاومة الطيبة في أرضنا الطيبة، قد أسقطنا مشروع إسرائيل تحويل لبنان إلى وطن للاجئين، وأصبح بلدنا يمتلك قيمة الردع لأي عدوان، ثم ها هو لبنان يستعد لسلوك الطريق من السلطة إلى الدولة العادلة والآمنة التي لا بد، وأنها ستعجل بشفائنا وشفاء الوطن من مرض الطائفية، والتي لا بد وأنها ستؤسس لنهاية الحرمان وازدهار الإنسان في لبنان.
عشتم
عاش الإمام الصدر ورفيقاه
عاشت أمل
عاش لبنان.