دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الى السير في خارطة طريق وردت في بنود الحوار الوطني تبدأ من انتخاب رئيس للجمهورية واقرار قانون للانتخابات وتشكيل حكومة اتحاء وطني، مؤكداً الالتزام الدائم والقائم باتفاق الطائف . وقال لا أحد يفكر ان احداً يفكر او مسموح له ان يفكر بشيء تأسيسي ( مؤتمر تأسيسي).
واعرب عن يقينه من انتصار لبنان في الحرب الاقتصادية التي يتعرض لها ، قائلاً ان مال الاغتراب هو مال نظيف ، وان لا شيء يستدعي معاقبة لبنان او طوائفه او احزابه او وضعهم تحت مجهر الموقف السياسي لان ذلك يمثل انتقاصاً من حقهم الانساني في الانتماء والقول ، داعياً الى اعادة النظر بكل القوانين التي تحدّ من حركة المال اللبناني ، محذراً من استمرار القيود القائمة .
كما دعا الجميع الى ان يكونوا حراس الوطن بجانب الجيش والاجهزة والمقاومة ، وان ينتبهوا للخلايا الارهابية اليقظة والمتحفزة لضرب امن لبنان.
واذ دعا الى وقف الاتهامات وتحميل المسؤوليات المتبادلة لبعضنا البعض قال ان تحميل حزب الله المسؤولية بسبب ذهابه لقتال الارهاب في سوريا هو في غير محله لان الارهاب كان سيأتي الينا .
وقال ان اسرائيل هي عرّاب كل الحرب الدائرة في سوريا ، وانهم لا يريدون الاّ ان يبقى العرب والمسلمون يتقاتلون مع بعضهم البعض .
ودعا الى تصحيح العلاقة العربية والخليجية والسعودية تحديداً مع الجمهورية الاسلامية الايرانية واعادة الثقة في ما بينهم .
جاء ذلك في الكلمة التي القاها الرئيس بري خلال افتتاح مؤتمر الاقتصاد والاعمال الذي انعقد برعايته في فندق الموفينبك صباح اليوم في بيروت .
للمراكب الاولى المسكونة بهواء البحر ، للمجاذيف التي وقفت سورا” خلف سور صور وصيدون وجبيل ، وقاتلت الغزاة بحرا” وبرا” ، للصواري التي حملت الاشرعة المكتوبة بالابجدية الاولى ، للبحارة الذين سكنوا منازل العواصف المبنية على صخر.
للابناء الذين كانوا في الحب انقى الانقياء وغادرونا الى الاساطير منذ فجر التاريخ واعمروا بلادا” ومدنا” وحضارات ، وللابناء الذين رمتهم ايدي الاشقاء واصدقاء في الجب وقاموا كالانبياء كيوسف، وصاروا في بلاد الله الواسعة علماً على صدرها : رؤساء ووزراء ونواب ومفكرين ورجال اعلام واطباء واعلام .
وللابناء الذين يزرعون قاماتهم في ارض الله الواسعة وكانوا لبلادهم مواسم قطاف دائم .
وللابناء الذين رأوا ابعد من زرقاء اليمامة اوطانا” خلف غبار الريح ومجرات خلف كواكب الاسئلة ، ومشوا الصحراء الكبرى وابحروا في سهول الماء ولازلنا نشتاق ساعات ايامهم ، وان نسأل بعضنا ابننا العائد المحروم في الوطن ام المحروم من الوطن ؟
للابنـاء الذين سلكوا الطريق الى المنافي ورائحة الوطن تفوح منهم ، ولازالـوا حيث هم في غربتهم منذ اعمار في كوبا في استراليا في البرازيل ، يحملون ذاكرتهم وشريطا” متعبا” يحمل صدى سفيرتنا الى النجوم وكلمات عاصي وطلال حيدر وجوزيف حرب.
لمساكن الوطن البعيدة التي اقامها الابناء بيتا” لبيوت جنسيتهم وحنينهم واشواقهم ثم كـاد ان يشح زيت قنديلها وقد مضى شهرا” ، عمرا” ، دهرا” .
للفرسان الذين سكنوا المرايا ، لاصواتهم المضيئة ، لليلهم الذي اعمروه بالامنيات.
للمغتربين الذين لازالوا يلملمون قمح الحنين ويغسلون عري الماء ويفتحون النوافذ ليسكنوا ضوء القمر ، ويجرون الشمس الصبية بيدها كل يوم من بيتها في الشرق الى استراحتها في الغرب.
بداية لا بد وبمرور عشر سنوات على العدوان الاسرائيلي على لبنان في تموز 2006 لا بد ان نرفع التحية الى ارواح المقاومين المجاهدين من ابناء شعبنا والى جنود جيشنا البواسل الذين وقفوا في الصفوف الاولى يدفعون العدوان الاسرائيلي الذي كان مخططاً ومقرراً على لبنان قبل اشهر من وقوعه. كما نستذكر ارواح المئات من ابناء شعبنا الذين ذهبوا ضحية هذا العدوان وغيره من حروب اسرائيل على بلدنا على كل مساحة لبنان خصوصاً ضحايا المجازر في انحاء الجنوب سيما شهداء مجازر عيترون وصريفا و الغازية وقانا الثانية وصولاً الى العمال الزراعيين في سهل القاع وعلى الطرقات والجسور .ان لبنان الذي انتصر بصموده ووحدته ومقاومته سينتصر اليوم كما على الارهاب كذلك على سياسة التضييق الاقتصادي بفضل جناحيه المقيم والمغترب وسيتمكن من بناء استقراره وازدهار الانسان فيه .
للمغتربين نعقد هذا اللقاء بعنوان الاقتصاد والاغتراب بل الاقتصاد الاغترابي ، اذ لم يكن من امل سوى انتم ولا ابالغ ولم يعد الان امامنا في الوقت الحاضر من امل سوى انتم .
نعم ايها الاخوة الاعزاء لم يعد امام لبنان سوى قوة عمل وانتاج ابنائه المقيمين والمغتربين ، اذ ان جميع الاشقاء والاصدقاء الذين قدموا وقدموا الكثير وخاصةً من الخليج. نحن لا ننكر ولا يمكن ان ننكر وخاصةً اثر الاعتداءات الاسرائيلية كان العرب يعمرون مقابل اسرائيل التي تدمر انما بقي لنا في ذمة العرب الكثير ولم يدفع لنا. نحن لا نطالب بالفوائد نطالب برأس المال .
لقد انتظر لبنان اموالا” مقررة في القمم العربية لمساعدته على ازالة اثار الاعتداءات والاجتياحات الاسرائيلية التي استمرت دون توقف منذ نكبة فلسطين عام 1948 وحتى التحرير عام 2000 وبعد ذلك في عام 2006.
نحن لا ننكر ان اخواننا كما قلنا قدموا الكثير ولكن هذه الاموال المقررة سيما القديمة لم يدفع حتى ثلثها.
ايتها السيدات والسادة ،
على منبر هذا المؤتمر اود بداية ان اشكر مجموعة الاقتصاد والاعمال ورئيسها ومديرية المغتربين في وزارة الخارجية على الجهود التي بذلوها لتنظيم اعمال هذا المؤتمر بعنوان الاقتصاد والاغتراب ، والمحاور التي يتضمنها آملا” ان يقدم اجابات على التحديات السياسية والاقتصادية المتأتية من المتغيرات الحاصلة في عدد من بلدان الاغتراب ، وان يستفيد من المتغيرات التي تفضل وتحدث عنها سعادة حاكم مصرف لبنان في العالم وفي اوروبا ، وان يرسم الدور المحوري للمغتربين في دعم التنمية والاستثمار في لبنان ، وان يرسم افاقا” لتوسع دور المصارف اللبنانية في بلدان الاغتراب.
انني في هذا الامر آمل ان تعود مؤسسات الدولة، ” وهنا مصيبة المصائب”، الى لعب دورها التشريعي والتنفيذي وانجازكافة الاستحقاقات الدستورية وفي الطليعة اولاً وثانياً واحدى عشر كوكباً انتخاب فخامة رئيس للجمهورية اللبنانية ، الامر الذي سيسهم في عملية صناعة القوانين الضرورية لتنشيط العمل والفعاليات الاغترابية والاستثمار في المجالات التي تساعد في توليد فرص للعمل ، وبما يمنع من تصنيف بلدنا كبلد مصدر للموارد البشرية وبما يشجع ابناءنا على وقف الهجرة ، ويمكننا من وقف نزف مواردنا وابنائنا وهم يحملون دمغة صنع في لبنان .
ان ما يجب ان نعيد بناءه وصنعه هو علاقة لبنان بالمغترب وبالعكس .
اننا يجب ان نخرج بصراحة كلية من شرنقة العواطف المتبادلة .علاقة اللبناني بالمهجر باللبناني المقيم هنا اللبناني المتعارف عليه هي ” فيروز مع احترامنا لفيروز، تبولة كم طيبة التبولة، وانه القمر والعتبة والعتمة. كل هذا الكلام جيد للشعر والادب ولكل شيء ولكن هذا لا يطعم خبزا”. المفروض ان يحتاج هذا الامر الى عدة اجراءات هي :
اولا” – بناء معهد دبلوماسي لتنشئة ولزيادة مهارات وكفاءات الدبلوماسيين اللبنانيين العاملين في بعثات لبنان الدبلوماسية في الخارج من اجل توسيع افاقهم ومداركهم في التعاطي مع البلدان المضيفة والمغتربين والمنتشرين اللبنانيين الله. علّقنا بالزمان وعملنا وزارة للمغتربيين العالم اخذها من عندنا ونحن لغيناها هنا. ونحن نقول لهم يا عمّي سفاراتنا بالخارج بالكاد تقوم بواجباتها الدبلوماسية. عندنا في لبنان اقل من 4 ملايين نسمة بينما بالخارج يوجد14 مليون نسمة. نحن موجودون في 19 برلماناً في العالم عدد النواب اللبنانيين هنا 128 وعدد النواب الفدراليين في العالم 163. هنا لا يوجد رئيس جمهورية ، واصبح عندنا رؤساء جمهورية في العالم .
ثانيا” – اعداد برامج اعلامية تعيد لبنان الى ذاكرة المغترب واجياله وانا لا اقصد برامج عن معالم لبنان السياحية بما يضم من تاريخ وتراث انساني فحسب بل عن محافظات لبنان وتشكيله الاداري وموقعه الاستراتيجي ومدنه وبلداته وقراه وشخصياته الوطنية الفكرية والابداعية والثقافية والفنية وانسانه ، وبمـا يبين ان لبنان حديقة للحرية ومدرسة
وكلية تضم نحو خمسين جامعة ومعهدا” للتعليم وكذلك ما فيه من كفاءات في مجال المهن الحرة وقوة العمل والانتاج اذا ما تيسرت الامكانيات .
ثالثا” – رصد الوقائع الاقتصادية وشروط التجارة والاستثمار في البلدان المضيفة واقتراح الاتفاقيات المناسبة معها وصولا” لوضع ميزان تجاري متكافىء .
رابعا” – اقامة مؤتمرات وطنية وقارية للطاقة الاغترابية وانشاء دليل توجيهي للاستثمارات في لبنان وانشاء الاعمال ، وتجاوز مسألة بيع وشراء العقارات واقامة الابنية بإعتبار ان مساحة لبنان لم تعد تستوعب اساسا” نشر الاسمنت الذي اكل وجه الارض والانسان . هذا في لبنان اي مغترب خصوصاً الذي يعود من افريقيا الى هنا ، هذا الواقع لا نراه الا ذهب الى بلده وبنا بناية ب 10 -12 مليون دولار واشترى بناية في بيروت. وهكذا يعيش معتمداً على الايجارات .لا يوجد مشاريع استثمارية ، هذا لا يعني ان الجزء الاول ليس بضروري ، ولكن ليس هذا الذي يعطي انتاجاً بالنسبة للمستقبل .
خامسا” – النظر بأمكانية عقد مؤتمرات واتفاقيات اقتصادية مع الدول التي لدينا جسور بيننا وبينها عنيت بذلك الجسر الاغترابي التي تنفتح على لبنان على غرار مؤتمر الاعمال الاغترابي الذي عقد في بوخارست ، وكان يجب ان نبادل الامر بعقد مؤتمر في بيروت للتأسيس لاعمال في رومانيا صدق او لا تصدق يوجد 1000 شركة لبنانية ، الف شركة لبنانية ، وهذا ما قاله لي رئيس الجمهورية الروماني ، وانشاء مؤسسات ايضاً كما هو جاري تأسيسه مع جمهورية مصر العربية الان .
سادسا” – انشاء مدارس في المغتربات. في الماضي كان ذكر كلمة اسرائيل خيانة ، “اليوم كل العالم عم تحكي مع اسرائيل”. لقد حافظ الاسرائيليون على لغتهم ، وفرضوا بكل المجتمعات الذين وجدوا فيها على كل المدارس تدريس اللغة العبرية الى جانب البرامج الحيّة الموجودة في هذا البلد ، لذلك يجب ان ننشئ مدارس في المغتربات على المناهج اللبنانية ومعترف بها من الدول المضيفة .
سابعا” – توقيع اتفاقيات بين الجامعة اللبنانية والجامعات في دول الانتشار لمعادلة الشهادات اللبنانية .
ثامنا” – رصد الاجيال الجديدة من المغتربين وبناء اوسع العلاقات مع الشباب وابراز دور المرأة في المغتربات .
تاسعا” – ابراز الامكانيات والقدرات في المجال الطبي في المستشفيات اللبنانية من اجل جعل لبنان مركزا” طبيا” ليس للشرق فحسب بل لبلدان الاغتراب. صدقوني اكثر المرضى يذهبون الى انكلترا وفرنسا، واميركا ، و هيوستن فيجدون اطباء لبنانيين هم رؤساء اقسام وفرق طبية . ما الذي يمنع ان نحول هذا الشيء ايضاً الى لبنان هنا طالما لدينا هذه الامكانيات؟
عاشرا” – العمل لانشاء مكتب سياحي لبناني في بلدان الانتشار وكذلك مكتب ثقافي وانشاء معارض للكتب والمنشورات اللبنانية في بلدان الاغتراب .
حادي عشر – رصد الانجازات التي يحققها لبنانيون في المجال العلمي والابداعي والاضاءة عليها .
ثاني عشر – التنسيق مع مؤسسات الجاليات لاطلاق فعالياتها وانشطتها في مجال تشجيع ابناء الجاليات على استعادة الجنسية اللبنانية .
هـذا الامر جزء اساسي يجب ان نقوم به لعله يخفف من الطائفية . واذا اردت ان تتكلم بأي شي في الغاء الطائفية يقولون لك ان المسلمين في لبنان اكثر من المسيحيين وهذا صحيح ، ولكن المسيحيين في الخارج اكثر من المسلمين وبالتالي علينا ان نجنّس لان اللبناني في الخارج ليس عندهم مسلماً او مسيحياً لديه الهوية اللبنانية فقط .
هذا غيض من فيض مما يجب ان نحققه في لبنان المقيم والمغترب ، وهو يحتاج الى تعاون المجالس الوطنية التمثيلية للمغتربين والمجالس القارية والجامعة اللبنانية الثقافية والجامعة الثقافية في العالم التي نأمل استعادة وحدتها ووقف سياسات تفكيكها ، وهي المهمة الاولى التي نلقيها منذ الان على العهد القادم انشاء الله في التحضير لمؤتمر يوحد طاقات الاغتراب ويوحد جامعته مؤتمر لا بد ان ينطلق مع انتخاب رئيس للجمهورية يحقق انتخابه علامة مضيئة لديموقراطيتنا التوافقية.
يا سادتي وسيداتي:
إنني بالمناسبة ادعو الى السير في خارطة طريق وهذا تماما” بنود الحوار تبدأ من انتخاب رئيس للجمهورية ومن اقرار قانون للانتخابات النيابية ،على كل حال الانتخابات البلدية “طبشتنا” فكيف النيابية؟ . يلحظ موقع الاغتراب وتمثيله ودوره والكوتا النسائية وخفض سن الاقتراع ، والى اجراء انتخابات طبعا” مع تشكيل حكومة اتحاد وطني كان قد لحظها اتفاق الطائف لا احد يفكر ان احداً يفكر او مسموح له ان يفكر بشيء تأسيسي( مؤتمر تأسيسي). الالتزام دائم وقائم باتفاق الطائف وهذا امر نهائي . هذا الكلام قلناه في الحوار وفي بالمجلس واكرره الان . وعندما ننهي كلامنا يقولون كلا ان وراء الاكمة ما وراءها . فلنخرج من هذه العقد . اتفاق الطائف ليس قرءآن ولا انجيل ولكن لا احد وارد عنده الآن تغييره ، لان افضل من الموجود غير موجود. هل نفذتم اتفاق الطائف ؟ نفذوا اتفاق الطائف وتعالوا بعدها وقولوا لنا اننا نريد ان نطوره او نحسنه او نعدله.
و على صعيد قضايا الاغتراب والاستهداف المالي بادرنا بالتنسيق مع سعادة حاكم مصرف لبنان وفور صدور القانون الاميركي وما سبقه لشنا نحن واياك من قبل وطال لبنانيين من قرارات الى ارسال رسالة الى الرئيس الاميركي اوباما وايفاد وفد برلماني وتشجيع وزير المال ووفد جمعية المصارف على زيارة واشنطن ، لتوضيح ان مال الاغتراب هو مال نظيف ويجري تحصيله بالكد والجهد والعمل ليل نهار ، وهناك اجيال ونماذج لبنانية مقيمة في الولايات المتحدة وغيرها من البلدان الصناعية الكبرى اثبتت على الدوام تمارس اعمالا” قانونية وان اللبنانيين بنوا مؤسسات وفق قوانين وشروط البلدان المضيفة ويدفعون الضرائب ، وانه اذا كان هناك من خلل قانوني ارتكبه افراد معينيين فهذا الامر يفعله اميركيون او غربيون او شرقيون انفسهم ، ولا يستدعي معاقبة لبنان او طوائفه او احزابه او وضعهم تحت مجهر الموقف السياسي لأن ذلك يمثل تصنيفا” وانتقاصا” من حقهم الانساني في الانتماء والقول .
إننا على منبر هذا المؤتمر ندعو الى اعادة النظر بكل القوانين التي تحد من حركة المال اللبناني ومن تحويلات الاغتراب ورجال الاعمال لان مبلغ 7 مليارات ونصف تقريباً الذي يحول الى لبنان سنوياً من الاغتراب اذا بقيت هذه القيود قائمة نخشى كثيراً بأن تنخفض ، وهذا امر مخيف ، مع الاشارة الى الاحترام الدائم للقوانين الوطنية المرعية الاجراء في هذا المجال شريطة ان لا تميز بين لبناني واي جنسية اخرى، مثلي مثل غيري. لماذا يريدون معاملتنا هكذا ؟ واعطي مثلاً ، الا يحصل في اسرائيل تبييض اموالاً ابداً ؟ لا يوجد في لبنان تبييض اموال اساساً . هل يعطوننا ثلاثة مليارات دولار او اكثر اذا انتقل مركب يحمل 5 او 6 نازحيين سوريين من بيروت الى اوروبا كما يفعولون مع غيرنا ؟ طبعاً لا . لقد استقبلنا اكثر من مليون ونصف المليون من الاخوة السوريين اضافة الى نصف مليون فلسطيني وقلنا هؤلاء عرب واهلنا واخواننا ونتحمل. لم نحاول ان نضايق غيرنا بالعطاءات التي تعطى مع ان لبنان يعطى اقل شيء ، لماذا لاننا لا نهدد ولا نستعمل العنف . لا ضرورة ابداً لاستعمال العنف علينا .
ايها الحضور الكريم
لقد حذرت في السابق وقبل سنوات واعود الى التحذير من ان لبنان يقع على منظار التصويب الاسرائيلي ، لأنه يشكل العقبة الكأداء بوجه اسرائيل الكبرى لا اتكلم الان عسكرياً انا اتكلم اقتصاديا” بعد فشل مشروعها الجغرافي من الفرات الى النيل بسبب الممانعة العربية والمقاومة اللبنانية .
ان اسرائيل وقد ازعجها النظام المالي والمصرفي اللبناني المرتكز الى النظام الاقتصادي الحر وصمودهما طيلة سنوات الحرب الاهلية وامام عواصف ونتائج الاجتياحات الاسرائيلية ، وما اكتسبته قطاعاته من خبرات وكلمة سر لبنان المتمثلة بلبنان المغترب الذي هو خزان لبنان البشري وقرشه الابيض في اليوم الاسود – ان اسرائيل – تخوض حربا” ضد لبنان انطلاقا” من محاولة تدمير بنيته التحتية كما جرى صيف 2006 وتدمير اقتصادياته عبر تشويه سمعته ومحاولة وصمه بالارهاب واظهاره كمعـوق غير قادر على النهوض بنفسه وزيادة مشاكله وارباكاته .
اليوم نبوح بأشياء كثيرة ، انا اعتقد ان كل الحرب الدائرة في سوريا العرّاب لها هو اسرائيل . لا يريدون الا ان يبقى العرب والمسلمون يتقاتلون مع بعضهم البعض، وطبعاً هذا يصيب المسيحيين واليهود غير الاسرائليين وكل الاطياف الاخرى، وكأن المطلوب ان لا تتوقف الحرب في سوريا حتى نصل الى التقسييم والتفتيت . كل واحد “بينتش نتشة” . ونحن نظن ان كل واحد منّا عم يشتغل ليربح .
اني متأكد من انتصار لبنان في هذه الحرب الاقتصادية بفضل صمـود ابنائه المقيمين الذين تعودوا على الممارسات الارهابية الاسرائيلية ، وبفضل صمودكم وانتباهكم وصمود المصارف والبنك المركزي وانتباهه ونظافة كفكم وشفافية معاملاتكم ومحبة المجتمعات المضيفة لكم وترابطكم ، وانه لا ينقصكم سوى اجتماعكم في مؤسسة اغترابية تمثل اللوبي الاغترابي اللبناني في العالم وخاصة في الولايات المتحدة حيث يترك العقل العربي تاركاً هذا الامر. للاسرائيليين اسأل كم عدد العرب بأميركا ؟ كم عدد السعوديين، الكويتيين، اليمنيين ، الفلسطنيين ، اللبنانيين ؟ يوجد اكثر من مليون ونصف مليون لبناني .كم عدد العرب هناك ؟ لقد اقاموا ” لوبي” موحد ليكون لهم دوراً في التصويت في الانتخابات . بماذا قوة الاسرائيلي هناك ؟ قوته فقط بأمرين : الاعلام والانتخاب، هم يؤثرون بالانتخابات ونحن الحمدالله ترانا موزعين اذا لم نتوزع لا نكون عرب .
ايها الاعزاء ،
انا لم استغرب ان تمتد يد الجريمة المنظمة والارهاب التهجيري الى القاع ، ولم استبعد ان يكون لبنان امس واليوم وغدا” هدفا” دائما” للارهاب ، ليس على حدوده الشمالية والشرقية فحسب وليس على حدوده مع ارهاب الدولة الذي تمثله اسرائيل ويهدد لبنان في الجنوب بل على حدود المجتمع ايضاً .
انا استدعي انتباه الجميع لكي يكونوا حراس الوطن الى جانب الجيش والاجهزة والمقاومة ، وان ينتبهوا الى الخلايا الارهابية اليقظة والمتحفـزة لضرب امن وامان لبنان. حتى الان والحمدالله حمداً دائماً ان لبنان ، استطيع ان اقول افضل، حتى من بعض الدول الاوروبية من الناحية الامنية وافضل من اي بلد آخر حولنا بالنسبة للناحية الامنية ، ولكن لا نريد ان ننام على حرير ، لاننا ننام الان على حرير او “على السبعة والنص” الان ، والارهاب هو الذي يقتل ويدمر ويفجر في الاوطان كافة وعبر حدود الاوطان والقارات .
واقول للجميع على المستوى الوطني اوقفوا كيل الاتهامات كفى ان نستمر بتبادل التهم بين بعضنا البعض، اصبحنا نعرف رأي بعضنا البعض، وكررنا على طريقة ام كلثوم ” جددت حبك ليه” اصبحنا نعرف هذه القصة . اوقف كيل الاتهامات لبعضنا بالمسؤولية اذ ان تحميل المسؤولية لحزب الله مثلا” بسبب ذهابه لقتال الارهاب في سوريا هو امر في غير محله ، فالارهاب كان سيأتي الينا وهو سبق ودق ابواب اوطان من المغرب الى الخليج والاردن واوروبا وافريقيا وآسيا الى المملكة العربية السعودية دون ان تكون منخرطة او مشاركة في اي حروب من اساسها. هذا واقع حاصل .
آن لنا ان نصدق بعضنا وان نتفهم بعضنا وان نصدق خطر الارهاب الذي يهدد وطننا وجوارنا ومنطقتنا والعالم وبالتالي ان نتخذ الاهبة الوطنية لمواجهة الاسوأ .
ايها الاعزاء
يبقى ان لبنان ليس جزيرة معزولة عن محيطه ونحن يجب ان نرى ما يحدث من تحولات كذلك عبر العالم .
ان الحروب في المنطقة ضد الارهاب سوف تتصاعد على وقع مشاريع وخطط واستراتيجية الفوضى البناءة ومع الاسف لتقسيم المقسم وانشاء مخافر اجنبية تحت شعار حماية الكونفدراليات، وفي الواقع لحراسة نقاط علام للمصالح الدولية والاقليمية على خارطة مشروع الشرق الاوسط الكبير .
اننا في لبنان لا زلنا نستدعي تصحيح العلاقات العربية والخليجية والسعودية تحديدا” وعدّاً ونقداً بالجمهورية الاسلامية الايرانية واعادة بناء الثقة فيما بينها لانها تشكل ضرورة لبنانية وسورية ومصرية وعراقية ويمنية وبحرانية اضافة الى انها ضرورة سعودية وايرانية بل واسلامية.
انني هنا لن استدعي لا وحدة ولا تنسيق ولا اطلب كتاب محبة ” ولا عمل عربي مشترك على الاقل ان يحصل سلاماً بارداً بين هذه البلدان يبرد هذه الاجواء حتى نمر من هذه الازمات ، اذ ان الغفلة تستمر رغم وقع الحروب والموت والدمار وليس لنا والله الا انتظار صدمة كبرى مع ايماننا ان امتنا اذا ما صبت النار على رأسها واقعة ( كما يقول الشاعر العربي مظفر النواب).
يبقى اننا سنبقى ننحاز الى الشعب الفلسطيني الذي يواجه اعتى قوى ارهابية عسكرية في العالم وهي تواصل استباحة المسجد الاقصى المبارك ومحاولة تهويد القدس وكلي امل بأن الشعب الفلسطيني سيتمكن بتضحياته من تحقيق امانيه.
ايها الاعزاء
اخيرا” وليس آخرا” اكرر شكري لكم لدعوتي رعاية هذا المؤتمر وهو امر يشكل مسؤولية تجاه لبنان المغترب كما المقيم ، آملا” ان يساعدني الله على رأس المؤسسة التشريعية وعلى راس القوة السياسية البرلمانية التي ارأسها في ان اتبنى واسعى لتحقيق ما ترونه من توصيات .
في الختام وآخيرا” للايادي التي لوحت بمناديل الوداع وهي تنتظر على شرفة المطار والموانىء اياب الغياب .
للذين يملكون القلب ولا نرضى سوى ان يرجعوا ويعيدوا الى لبنانهم مجد الارز ومواسم تينه وزيتونه .
للبنان الذي حمل الحرف الى العالم فحمل اليه الحرب.
لكم جميعا” تمنياتي بأن يسهم مؤتمركم في عودة استقرار وازدهار لبنان .
عشتم وعاش لبنان