كتب غسان همداني
قد يعتبر البعض أن هذه المقالة تندرج في باب المغالاة أو المبالغة أو التبخير أو التزلف أو.. خاصة وأن شهادتي في دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري مجروحة لإنتمائي الى حركة أمل التي يرأسها. إلا أن ما يخفف من هذا الإعتبار أن خصوم دولة الرئيس قبل محازبيه ومناصريه ومريديه وحلفائه أقروا له بالفضل وأنه قطب الرحى في العمل السياسي في لبنان، ومبتدع الحلول، ومدور الزوايا وصاحب الباع الطويل في تخريج الحلول حينما تستعصي على أهل الحل والربط.
إن الشواهد كثيرة لكني لن أعود إلى الماضي البعيد بل سأكتفي بقرائن من الماضي القريب لأدلل على صحة ما أقول:
– بعد الزلزال الذي أصاب لبنان نتيجة إغتيال الرئيس رفيق الحريري وما رافقه من تطورات وتشنجات وتغييرات في التحالفات وفي موازين القوى والإصطفافات الطائفية والمذهبية والحزبية والسياسية، كان للرئيس بري اليد الطولى والدور الأساس في إنجاز التحالف الرباعي الذي نفس الإحتقان وسمح بحصول الإنتخابات النيابية في جو من الهدوء والإستقرار.
– إبتداعه لطاولة الحوار وجمعه الأطراف المتنازعة في وقت كانت الأجواء مشحونة، والغيوم تتلبد في سماء الوطن، منذرة بعواصف أمنية و”شر مستطير”. وبإعتراف الجميع فإن مجرد الجلوس على طاولة واحدة ومناقشة المواضيع الخلافية وما إتفق عليه وما تم تأجيله أو ترحيله ساهم إلى حد بعيد في تبديد هذه العواصف وإنقشاع الغيوم، ناهيك عما أحدثه من إرتياح لدى المواطنين.
– إخراجه حل تمويل المحكمة بعدما كانت الأمور تنبئ بإنقسام الحلفاء أنفسهم ما يهدد مصير الحكومة، ويضع البلاد على كف عفريت، ويدخلها في نفق لا يعلم إلا الله إلى أين يؤدي.
– إدارته لجلسات مجلس النواب بطريقة نالت إعجاب الجميع بمن فيهم مناوئيه ومعارضيه، وقدرته الجبارة على إمتصاص الصدمات وترطيب الأجواء.
دولة الرئيس المتفائل دائماً، حتى في أحلك الظروف وأخطرها، والباعث الأمل في نفوس اللبنانيين الذين يعتمدون على حكمته وحنكته ومهارته في تنفيس الإحتقان وتفكيك الألغام.
قديماً كان يقال “نيال من له مرقد عنزة في جبل لبنان” وذلك نتيجة الإستقرار والإطمئنان وعدم الخوف الذي كان يعيشه ابناء جبل لبنان بسبب إعفائهم من الخدمة والسخرة في الجيش العثماني، واليوم ونتيجة وجود رجل الحوار، المبتدع للحلول وصمام الأمان في لبنان، يحق القول “نيال لبنان لأن لديه دولة الرئيس نبيه بري”.