بسم الله
ثم ها نحن يا سيدي، كلما قلنا عسى كلما اشتد الرحال، وكلما حللنا أحجية تنفتح أمامنا أحاجي، وكلما كسبنا نهاراً تبدد من عمرنا نهار، وكلما عاودنا حلم تعصف بنا كوابيس، وكلما أقمنا بيتاً على ضفة القلب أو ضفة النهر أو شاطئ البيلسان، تمتد بنا الأرض أو تفر النجوم من صفحة في السماء.
ثم ها نحن نعود إليك، إلى نهاراتك وليلك وأيامك ومدرستك، حتى لا نسقط ضحايا الخوف أو الإحباط.
فإلى نهاراتك التي علمتنا فيها كيف نشارك في كل ما يصنع حياة الدولة والمجتمع.
للياليك التي علمتنا فيها كيف نحلم بقيامتنا من الموت.
لكـل الأيام التي علمتنا فيها الوطن والمواطن والمواطنية والعاصمة، وكيف نضرم أرواحنا وكيف نتقدم الإعصار لنحمي حدود الوطن.
لأضواء قلبك التي عبرنا فيها إلى الصباح.
لمدرستك التي علمتنا فيها كيف ننهض من نومنا إلى الصحو، وكيف ننهض من أعمارنا إلى الوجد والمجد.
لمدرستك التي علمتنا فيها كيف نغادر غربتنا إلى الوطن، وكيف لا نبقى محرومين منه وفيه .
لمدرستك التي تعلمنا فيها ثقافة التعايش والتي انرت بها قلوبنا بالمحبة والتسامح.
لمدرستك التي تعلمنا فيها أن لا يفاجئنا الموت، وعلمتنا فيها أن حجارة الجدران لغة الممانعة والانتفاضة، وان الأشجار والأمطار كلمات سر نستأذنها عندما نفتح كتاب تاريخنا على المقاومة، وان أطفالنا ونساءنا ورجالنا لا يمكن أن يمنعهم عدو أو حالة طوارئ من التجول في حواكيرهم ولا الاستماع إلى تغريد المواسم في الحقول.
لمدرستك التي تعلمنا فيها أن اللغة ليست عربدة على منبر أو في ساحة، والتي تعلمنا فيها أن الينابيع يجب أن تجري إلى البساتين لا إلى البحر، والتي تعلمنا فيها أن الألم لا يمكن أن يفتدي جرحاً نافراً في القلب، وان من حق الناس نشر شبكة للأمان الصحي قبل نشر شبكات المخبرين بعنوان الأمن والمعلومات.
لمدرستك التي تعلمنا فيها الصراحة، والتي تعلمنا فيها أن الدولة يجب أن تعبر عن الحداثة لا عن التخلف.
لك يا سيدي من هذه القلوب والحناجر تحية الوفاء والوعد، بضمان وحدتنا وتعايشنا الوطني وبعد وبعد .
في البداية أتوجه إلى كل الدولة في لبنان وخصوصاً إلى الحكومة لأقول باسم المحتشدين في هذا اليوم يوم الوفاء للإمام القائد السيد موسى الصدر ورفيقيه الأخ العزيز الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، إن لبنان أعطى كل الفرص الممكنة للنظام الليبي، ووافق على المبادرات العربية باتجاه ذلك النظام من اجل كشف مصير الإمام الصدر، إلا أن ذلك النظام استمر منذ ما يزيد عن ربع قرن محاولة في غسل يديه من جريمة إخفاء الإمام وتجاهل مصيره ورفيقيه أن لبنان أعطى كل الفرص الممكنة للنظام الليبي .
منذ 25 عاماً ونيف وأنا أعطي كل الوقت لهذا النظام ووافق على كل المبادرات العربية والإسلامية آخرها في الجمهورية الإسلامية في إيران برئاسة الأخ فخامة الرئيس محمد خاتمي في اتجاه ذلك النظام من اجل كشف مصير الإمام الصدر ورفيقيه إلا أن ذلك النظام استمر منذ ما يزيد على ربع قرن يقول أن الإمام ورفيقيه اختفوا في إيطاليا. بعد 22 عاماً اعترفوا بأنهم اختفوا على الأراضي الليبية ولكنه دائماً ولا يزال يحاول غسل يديه من جريمة اغتيال الإمام ورفيقيه. إننا اليوم مع تقديرنا لما ورد في البيان الوزاري وللمرة الأولى تستفيق حكومة لبنانية وهذه نقطة نسجلها لحكومة دولة الرئيس السنيورة فللمرة الأولى يرد في بيان وزاري كلام وان كان كلاماً معقولاً إلى حد ما وخجولاً إلى حد ما، في ما يتعلق بهذه القضية الوطنية والإنسانية الكبيرة إننا نطالب الآن بحمل هذا الملف.
ودعا إلى طرح قضية الصدر في المحافل العربية وفي الطليعة جامعة الدول العربية وفي كل اجتماع على مستوى مجلس الجامعة والقمة العربية.
ونقل هذا الملف عبر الأمم المتحدة ومؤسساتها والمطالبة بفعل دولـي ضاغط لكشف مصير الإمام ورفيقيه في ليبيا وفي لدن النظام الليبي، وفي داخل الأراضي الليبية في المرة الماضية قلت في بعلبك اثر اتفاق لوكربي أننا عرب وهم ليسوا عرباً نحن مسلمون وهم ليسوا مسلمين قلت نحن اقرب منكم إليكم منه وقلت هم يريدون مالاً وقبضوا مالاً على كل شخص سقط عشرة ملايين دولار، ونحن لا نريد شيئاً سوى معرفة الحقيقة ومصير الإمام الصدر ورفيقيه وللمرة الأخيرة نقول يجب أن تعتبر أن الموضوع لا يخص حركة أمل ولا يخص الشيعة والمسلمين بل يخص لبنان كل لبنان أي انه يخص العالم اجمع ً .
أيها الأعزاء،
تتعرض المنطقة ولبنان في قلبها إلى تحديات وضغوط بوسائل وأساليب متنوعة، تهدف إلى تمرير مشاريع مشبوهة، من ضمنها إعادة إنتاج أنظمة المنطقة أو إعادة إنتاج الجغرافية السياسية للمنطقة بما يخدم أهداف حرب السيطرة.
إن المتتبع لصورة المشهد على مساحة العالمين العربي والإسلامي لا بد وان يلمس وجود محاولات مستمرة لجعل كل قطر عربي واسلامي يعاني على حدة من أزمات متنوعة، تمنعه من التفكير بأشقائه وجيرانه والنهوض بسمؤولياته تجاههم.
إننا على المستوى الفكري ندعو :
أولاً : إلى تعزيز ثقافة الوحدة داخل الأقطار العربية والإسلامية مقابل ثقافة الفوضى والفرقة.
ثانياً إلى اعتبار أنموذج التعايش اللبناني أو العيش اللبناني صالحاً كحل لجميع المشكلات العرقية او الطائفية او المذهبية.
على المستوى العملي وإزاء عجز النظام العربي والإسلامي عن بلورة مشروع للمواجهة أو على الأقل تنسيق المواقف، فإنني كرئيس لحركة أمل إحدى القوى السياسية، وكبرلماني لبناني مسؤول تجاه البرلمانات العربية والإسلامية، أدعو القوى الشعبية العربية والإسلامية من أحزاب ونقابات ومؤسسات للرأي العام التصدي لمشاريع التقسيم والفدرالية حتى لو من باب التكتيك من المحيط إلى الخليج، وفي الطليعة في العراق الشقيق ودعم عروبة ووحدة هذا البلد أرضاً وشعباً ومؤسسات.
إننا في نفس الإطار وإزاء الضغوط المتصاعدة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية فيما يتعلق بالملف النووي أو الخيارات السياسية لشعب هذا البلد نقول، إذا كان العالم والدول القابضة على سلطة القرار الدولي تقبل التعايش مع الأسلحة النووية وأسلحة الرعب الإسرائيلية، فإن على العالم وعلى تلك الدول أن تقبل بأن تمتلك بقية دول العالم تكنولوجيا نووية للأغراض السلمية وللأغراض الدفاعية، وعلى تلك الدول أن تقبل بالخيارات الديموقراطية السياسية للشعب الإيراني وغيره.
أما في المشهد اللبناني، فإننا أمام وضعين متعاكسين، حيث أن بلدنا في واقع التاريخ والاستراتيجية عاش ويعيش معاناة مستمرة نتيجة حروب إسرائيل على أرضه، وجراء استمرار احتلالها لأجزاء من أرضنا، ومحاولتها جعل بلدنا مشوه حرب، في حين أن سوريا التي تمثل عمق لبنان الاستراتيجي والتي لم تقصر في دعم صمود ومقاومة شعبنا، لازال يحكمها مع لبنان حاجة مشتركة ملحة لاستكمال تحرير الأجزاء المحتلة من أراضي البلدين والأراضي العربية المحتلة، وبناء السلام العادل والشامل ارتكازاً على القرارات الدولية.
ارتكازاً على ما تقدم نؤكد مقابل كل ما يستهدف لبنان وسوريا على التنفيذ الكامل لاتفاقية التعاون والتنسيق والاخوة بين البلدين كإطار عام للعلاقات وعلى كل الاتفاقيات الثنائية الموقعة، ونشير إلى أن أية محاولة للمساس بتلك الاتفاقات يشكل ضرراً بلبنان وإجحافاً له لا يمكن إصلاحه، واذكر أن معاهدة الاخوة والتعاون والتنسيق وغالبية هذه الاتفاقات كان الدافع الأساسي إليها الصديق الشهيد الرئيس رفيق الحريري وإني أعطي أمثلة فقط بمقدار الضرر لئلا نغالي في الضرر بمصالحنا.
فعلى صعيد الكهرباء مثلاً، عملية مراجعة الاتفاقات ستدفع سوريا للمطالبة بالفوائد على الديون السابقة.
وعلى صعيد الغاز ستؤدي إعادة النظر في السعر واعتماد السعر العالمي وإلغاء الحسم الممنوح سابقاً.
وعلى صعيد لبنان الطالبي يفيد، الطلاب اللبنانيون من منح لكليات الهندسة والطب، بينما الطلاب السوريون يقبلون بالآداب والحقوق فحسب.
أما على صعيد النقل فهناك مجموعة كبيرة من الامتيازات المعطاة للجانب اللبناني ( مثل نصف سعر للعبور المفروض على الشاحنات العربية يفرض على لبنان 00 رسم فارق سعر المازوت رسم صيانة طرق، رسم خروج المواطن السوري إلى لبنان 000 الخ ).
وعلى صعيد التبادل التجاري والزراعي 00 معظم موسم البطاطا يباع إلى سوريا، على صعيد الاقامات وإجازات العمل، يوجد نحو 70 إلى مائة ألف لبناني يقيمون في سوريا منذ الخمسينيات وخلال الحرب الفتنة، وهؤلاء يعاملون معاملة السوري : إعفاء من رسم الإقامة والإجازة وغيرها 000
تكفي العودة إلى ملف المياه لنبين مقدار الضرر الذي يلحق بإعادة النظر بالاتفاقات في لبنان، فالمزايدات التي في غير محلها والتعصب الأعمى يؤدي إلى افدح الأضرار.
علماً أن مجلس النواب وأنا افخر أنني كنت أمثله ولا أزال كان له شرف التصديق على هذه الاتفاقات. وهناك بعض الأصوات أيضاً في سوريا تطالب بتعديل هذه الاتفاقات وتعلم أن تعديلها يعود لمصلحة سوريا ضد لبنان.
أيها الأعزاء،
بالانتقال إلى الساحة اللبنانية وما يرتبط بها فإننا :
ما زلنا نقع ضمن دائرة الضغوط نفسها التي تستهدف تفكيك العلاقات اللبنانية السورية والتي بدأت مع إصدار القرار 1559 للانتقال من ثم لتفكيك الوحدة في كل من البلدين.
إننا في هذا المجال، نرى أن بلدنا وفي واقع الجغرافية يقف جنوباً والعدو الإسرائيلي من أمامه، وغرباً البحر من ورائه، وليس له، ولنا، والله، إلا سوريا من بقية الجهات، وسوريا بالمعنى الجغرافي والاقتصادي ولا أريد أن أتكلم قومياً بل أريد أن أتكلم مصلحيا ً تشكل ضرورة لبنانية كما أن لبنان الآمن، والمستقر والمزدهر يشكل ضرورة سورية.
وعلى هذا الأساس ندعو إلى وقف تعكير العلاقات بين البلدين، وإذا كان هناك من موجب للمحاسبة في بعض المسائل فإن هذا الأمر يجب أن يتم بين دولتين وبين المؤسسات والإدارات في البلدين وفق الاتفاقات والقـواعد المتبعة بين الجيران الذين تحكمهم الكثير من الخصوصيات على اقل تقدير.
في موضوع المقاومة وسلاحها فإننا :
أولاً – لا نفهم كيف أننا متفقون لبنانياً وفلسطينياً على الوقوف ضد التوطين والقول في ذات الوقت بضرورة انهاء المقاومة ؟! كيف ذلك؟
إننا نؤكد على أن المقاومة هي العامل الحاسم لمنع التوطين.
ونعيد التأكيد أن المطلوب سحب سلاح العدوان الإسرائيلي وتقديم الضمانات إلى لبنان بعدم لجوء إسرائيل إلى الحرب والعدوان ضد بلدنا أو التلويح بذلك، والانسحاب من الأجزاء العزيزة المحتلة من أرضنا وفـي الطليعة مزارع شعبا وتلال كفر شوبا، وتحرير الأسرى والمعتقلين، وتقديم التعويضات للبنان جراء احتلالها وجراء حروبها ضد شعبنا وبلدنا.
في هذا الإطار نسأل: “إلى متى لا تدفع التعويضات لأهالي الجنوب ونحتشد عند كل لازمة للإشادة ببطولاته ؟ “
والى متى لا تبنى البيوت التي هدمت بفعل الاحتلال ؟
والى متى لا تدفع التعويضات التي تقررت وقررت مراراً وتكـراراً ودورت من عام إلى عام ومن موازنة إلى أخرى ، وتذرعوا بأشرف واهم مؤسسة قامت بواجبات شعبها، واقصد مجلس الجنوب لاستهدافه بدلاً من تعليق الأوسمة للقيمين عليه !
إن كامل ما انفق على مجلس الجنوب لا يعادل قيمة دراسة مشاريع عديدة في أماكن أخرى، فهل المطلوب تجريد الجنوب من وسائل صموده ووضع أبناء الجنوب أمام اعتى احتلال ليقاوموا باللحم الحي !
الحق الحق أقول لكم، إننا إذا لم ندافع عن حدودنا كما فعلنا سابقاً فسيطرق العدو أبواب عاصمتنا وجهاتنا مجدداً، وليس عام 1982 لا بل أعوام ثلاثة وتسعون وستة وتسعون وتسعة وتسعون ببعيدة ؟!! وشارون ليس بعيداً
في الوقائع الداخلية بالرغم من الجريمة الزلزال التي ضربت لبنان عبر اغتيال دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه.
وبالرغم من أجواء التهديد الواقعي لحياة معظم العناوين السياسية للبنان وقد نصحني كثر بإلغاء هذا الاحتفال، بل ونصحوني بعدم المجيء والمخـاطرة ورغم أن هناك محاولة حقيقية لتعطيل الحياة المدنية في لبنان.
وبالرغم من سلسلة التفجيرات النقالة التي ضربت الموسم السياحي وعكرت أجواء البلاد.
وأقول أن هذه التفجيرات سنيين ( موقعة ) معلبة، يرسمها الرسم.شيء غريب عجيب. بعد اغتيال الرئيس الحريري وبعد الاغتيالات الأخرى وقبلها محاولة اغتيال الصديق مروان حماده مروراً بالجميع، باسل فليحان سمير قصير، جورج حاوي، ومحاولة اغتيال الوزير الياس المر. وبصرف النظر عن هذا الموضوع هذا الشق له شق آخر فهذه المحاولات أولاً وقعت في الشرقية.
ماذا يعني ؟ يعني الطابع المسيحي. محاولة اغتيال الرئيس رفيق الحريري كانت أهم أعمال العنف القائم الذي بدأ في العراق بمحاولة الفتنة بين السنة والشيعة. وانتم تعلمون ذلك أما في الشرقية، فكان المطلوب أن يحصل تفجير طائفي بين المسيحيين والمسلمين.
لماذا هذه التفجيرات ” سينييه ” قبل آخر كل شهر هناك تفجير، هناك مناطق إسلامية في الشرقية لا يطاولها التفجير بل المناطق المسيحية. والتفجيرات تحصل دائماً في مناطق صناعية وسياحية لتخريب الاقتصاد وصولاً إلى وجع اقتصادي كي تحصل ثورة عند المواطنين.
هناك حرص دائم كتر خيرهم على ألا تحصل خسائر في الأرواح. وكل آخر شهر نقول أننا انتهينا والناس تنتظر وفي آخر مرة في 22 الشهر حصل الانفجار في الزلقا. وهناك أيام لا يعرف كيف يحصل الانفجار. لماذا ؟ لأننا تركنا الأجهزة الأمنية تسير من دون رؤوس تركنا الوضع في هذا الشكل، أردنا أن يكون البلد في فلتان رغم سلسلة التفجيرات النقالة.
وبالرغم من كل ما تقدم، فإن تراث الرئيس الشهيد رفيق الحريري في عملية صناعة سلام لبنان وبناء ما هدمته الحرب، منع انجرار البلاد خلال الأشهر الماضية خلف أجواء الاحتقان والتوتر الطائفي والسياسي الذي لم يكن صناعة لبنانية، بل صناعة مستوردة من مراكز نشر الفوضى الخلاقة واحد تشظيات العراق والفتن والفيدراليات والأعراق والطوائف ورفع العروبة عن بعض تشكيلات الشعب العراقي.
أتذكرون القول عندما خلفوا اللبنانيين وأوجدوا الخلاف العميق بينهم قالوا أن لبنان ليس عربياً بالكامل وانه ذو وجه عربي وبدأنا نتقاتل على عروبة لبنان إلى أن اكتشفنا أن العروبة الحقيقية هنا وليست في مكان آخر.
الآن يقولون أن الشعب العربي في العراق هو عربي ما هذا ؟ أي بلاد يسكنها عرق واحد ؟ المطلوب بسيط جداً.
ليس عرقنة لبنان، بل لبننة العراق، والعيش المشترك الوفاقي بين العراقيين كما بين اللبنانيين.
واليوم وبازاء استمرار محاولات تعميم الفوضى في لبنان ومحاولات دفع البلاد إلى فتنة، نؤكد أن حكمة القيادات الروحية والسياسية في لبنان ستمنع الانزلاق في هكذا مخطط، كما أننا في حركة أمل ومعنا كل قوى المقاومة سنكون حراس الوحدة الوطنية إن شاء الله، وسنكون عين لبنان الحارسة، وسنقدم قرابين الدم إذا اقتضت الحاجة لمنع انزلاق لبنان إلى آتون اية فتنة طائفية أو مذهبية.
الحضور الكريم،
في المستوى الوطني أيضاً وأيضاً، فإن أحداث تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية يجب أن ينطلق من إيمان قوي لدى مختلف أطياف وقواه الشعب اللبناني، بالدولة وليس بموقع هذه الطائفة أو تلك الفئة بالدولة، ويجب أن ينطلق من قاعدة، أن أي طائفة أو فئة لا تملك دون مشاركة الآخرين حق تقرير السياسات أو وضع ” فيتو” على القرارات الوطنية.
إنني على الصعيد السياسي وباسم حركة أمل أؤكد على استكمال جميع عناصر المصالحة الوطنية، واشدد على رفض مبدأ عزل أي اتجاه أو تيـار أو حزب أو جماعة ممثلة في مجلس النواب الجديد أو خارجه.
إن من حق الجميع المساهمة في صنع شخصية الدولة وفي صنع السياسات الوطنية، وصنع هذه السياسات في لبنان لا يمكن أن يكون إلا ثمرة التوافق وليس تعبيراً عن غلبة فئة على أخرى.
ونقول أن الانتخابات النيابية الأخيرة برهنت على أن لبنان قد دخل نهائياً عهد المشروعية الديموقراطية للسلطات العمومية، التي استدعت وتستدعي تفاهمات ليس في إطار التحالفات الانتخابية فحسب، بل في إطار التوافق العام والحفاظ على صيغة التعايش في لبنان.
وآمل في أن افهم جيداً هنا، فمتى نبدأ التحدث عن آذار واحد أحد لبناني ؟ ليس فيه تناقض بين 14 آذار و 8 آذار ؟ ألم يكن العلم اللبناني هو إياه ولا يزال لنا جميعاً ؟ ألم نتشارك بعضنا مع بعض في الانتخابات حلفاً هنا وحلفاً هناك، ألم يتم انتخاب رئيس مجلس أيضاً من 14 آذار و 8 آذار ؟ ألم يتم تشكيل الحكومة أيضاً من الاثنين إلى متى ؟ وحسب معلوماتي الطقسية إن شهر آذار شهر بين الشتاء والصيف، علينا أن نتمسك بشهر آذار لبناني لنا جميعاً.
ما أود التأكيد عليه في هذه العجالة هو أن سير العدالة تعرض لأسباب سياسية إلى مشكلات جمة، وبالتالي فإن استقلالية القضاء تشكل شرطاً ضرورياً لبناء دولة القانون والمؤسسات.
إن تعزيز هذه الدولة يفرض نفسه لتأمين حماية افضل لحقوق الإنسان وزيادة أمن الأفراد والممتلكات والأنشطة الاقتصادية.
ونرى أن هذا المسار وحده يعزز الوصول إلى الدولة الآمنة والخلاص من الدولة الأمنية.
إن هذا المسار وحده يجعلنا نستعيد لبنان ومؤسساته بدلاً من مجلس الأمن وهو إياه .
ما يجعلني ويجعل أي لبناني مشدوداً أمام قضاء بلدي، وجميعنا يريد الحقيقة لمعرفة من قتل رفيق الحريري ورفاقه. الحقيقة لا يخشى منها فهي تجمع ولا تفرق أبداً.
وختم بالنسبة إلى التحقيقات والتوقيفات والاستدعاءات وما يشاع ويقال هنا وهناك نحن ننتظر نتائج التحقيقات ولا نعلق على خطوات في سياق عمل لجنة التحقيق الدولية طالما أن إجراءاتها والياتها تتم في إطار ما هو متفق عليه مع السلطات اللبناني وموافقة القضاء اللبناني. نحن نريد الحقيقة وأود أن اذكر بأن مجلس النواب اتخذ صفة الادعاء الشخصي في جريمة اغتيال الرئيس الحريري وباسل فليحان ورفاقهما وكذلك في محاولة اغتيال الرئيس الحريري وباسل فليحان ورفاقهما، وكذلك في محاولة اغتيال النائب الصديق مروان حماده، ومجلس النواب أوصى أساساً بقبول لجنة التحقيق الدولية ونحن الأكثر اهتماماً بكشف المحرضين والمخططين والمتواطئين والمقصرين والمنفذين لا نزال أقصى العقوبات بهم ، بل وشمول معرفة المجرمين في الجرائم الأخرى التي أودت بسمير قصير وجورج حاوي وكادت أن تودي بالياس المر وكذلك التفجيرات التي طاولت المنطقة الشرقية.
صراحة إن تأخرنا عن حسم الأمور الأمنية والأجهزة والتعيينات لا بل عدم معالجتنا لإصلاح العدالة وشؤون القضاء شجع الآخرين على الاستخفاف بنا وبمؤسساتنا.
أخيراً ومن اجل أن نكون واضحين، فإن مشاركتنا كحركة سياسية في أي حكومة أمر لا يعني التزامنا مجمل السياسات الحكومية، فنحن نـوالي السياسات عندما يقع الأمر في مصلحة الشعب والدولة، وسنعارض السياسات التي نرى أنها تضعف الدفاع عن حدود الوطن كما السياسات التـي تضعف الدفاع عن حدود المجتمع وتجعله قابلاً للاختراق.
ثم ها نحن يا سيدي الإمام الصدر، نجدد الوعد والعهد بأن نعجل بشفائنا وشفاء الوطن من مرض الطائفية، وبأن ننتصر لمشروع الدولة في لبنان، وبأن تصبح الدولة حصن الوطن والمواطن، وبأن نحفظ لبنان وفي قلبه الجنوب وبأن نحفظ الإنسان الذي هو رأسمال لبنان، وبأن لا نهدأ طالما انك رهين الطغاة الظالمين، وبأن لا نهدأ طالما هناك محروم واحد من وطنه وطالما أن هناك محروماً في لبنان.
عشتم
عاش الإمام الصدر ورفيقاه
عاشت أمل …
عاش لبنان …