من كان يصدق ان العين تقاوم المخرز وان الدم ينتصر على السيف وان حفنة من الشباب باعوا جماجمهم لله هزموا اعتى الجيوش الارهابية في العالم.
من كان يصدق ان كربلاء تنبعث من جديد في بلدات وقرى الجنوب والبقاع الغربي وان يزيد العصر اسرائيل تندحر.بهذه الصورة التي ارعبت المستوطنين و”صقور جيش الدفاع” و”نوابغ البنتاغون” وكل مخابرات العالم.
من كان يصدق بأن الزمن الاسرائيلي قد انهار تحت ضربات ابناء الامام القائد السيد موسى الصدر الذي كان اول من اطلق صرخة قاتلوهم بأظافركم، بأسنانكم بسلاحكم مهما كان وضيعاً بكل ماتملكون، قاتلوهم حتى تخرجوهم من دياركم وما النصر الا من عند الله.
من كان يصدق بأن اسرائيل هذا الكيان الذي ارعب العالم وهزم كل العرب والتي لم يجبرها على اعادة حساباتها الا بطل التشرينين الذي هزمها في حرب تشرين وحطم الاسطورة بقوة الارادة وصلابة المواجهة،
هذا الكيان الاسرائيلي سقط بالضربة القاضية من قبل المجاهدين والمقاوميين الذي صبروا وجالدوا وواظبوا حتى نال منهم الشهادة ونال آخرون وسام النصر، فكانت الشهادة ام النصر وكان النصر عنوان الشهادة.
من كان يصدق بأن ابناء الجنوب والبقاع الغربي ومعهم كل المخلصين من ابناء لبنان، استطاعوا بعطائهم وثباتهم وايمانهم ان يصنعوا مجدداً تاريخ لبنان، وبصفحات جديدة ناصعة لا يشوبها شائبة.
من كان يصدق بأن لبنان قد ولد من جديد في يوم المقاومة والتحرير يوم العزة والكبرياء والبطولة، يوم لن ينساه لبنان ولن ينساه العرب ولن ينساه العالم وفي هذا اليوم بزغ فجر استقلال جديد ليس فيه لبس او اشكال او لغو.
انه يوم الاستقلال الحقيقي الذي دفع الجنوبيون ثمنه دماً ودموعاً ودماراً وتهجيراً وقتلاً وسجناً، انه يوم انتصار الثكالى على احزانهم وانتصار امهات الشهداء على سواد الثوب وحرقة العين وغم الفؤاد.
من كان يصدق ان اطفال ونسوة الخيام يحطمن بأيديهم ابواب باستيل الجنوب وان تفل الارادة الحديد وان الغضب اقوى من الموت وان الاصرار على النصر هو اصرار على الحياة.
من كان يصدق ان اطفال الجنوب مزقوا اعمارهم ونشروها على حدود الوطن فغدت ازاهير تبشر بالحرية والنصر.
ومن كان لا يصدق ذلك، فليتعظ من الجنوب ومن شهداء الجنوب ومن مقاومي الجنوب.
ففي ارض الجنوب كل شيء قابل للتحقيق ولامكان لثوابت القوانين او لجمود الحركة وفي الجنوب الحقيقة ليست شفافة فقط بل شاملة وواسعة وليس فيها زوايا مغلقة او نواح محددة.
ففي الجنوب الحقيقة متوهجة لدرجة انها لا تحتمل التأويل، ولا تحتمل الشك. في الجنوب حقيقة ساطعة كنور الشمس، تنشر على روابي الجنوب اشعة ناصعة ولا تظلل الا ابناءها.
وفي الجنوب كتب تاريخ الصراع العربي- الاسرائيلي بأحرف من دم وبأسطر من التضحيات والعطاء وبصفحات تتحدى التاريخ وكأن هذه الصفحات تقول:
ملعون من لا يؤمن بالحق، ملعون من يشك بضوء النور، ملعون من يخاف وهج الشمس ملعون من يتعامل مع عدو، ملعون من لا يشهر سيفه ويقاتل الظالم والمعتدي، ملعون من يصدق ان اليهود شعب الله المختار ملعون من لا يؤمن بالمقاومة.
والحق الحق ان الشهداء هم صناع التاريخ وان خط الرسالة والاستشهاد هو خط الانبياء والرسل.
وان افواج المقاومة اللبنانية- امل آمنت وما تزال بهذا الخط ولهذا انتصرنا وبهذا حققنا يوم المقاومة والتحرير فهنئياً للمجاهدين والشهداء وهنيئاً لكل من قاتل بدمه وجسده وماله وكلامه وغضبه وايمانه.
وهنيئاً للوطن كل الوطن.
ونهدي النصر الى امام الوطن امام المقاومة امام المجاهدين الى الامام القائد موسى الصدر ونقول: سيدي هذا زرعك اثمر نصراً وتحريراً. وهذا لواء حامل الامانة يرفرف (نزرع اجسادنا والقطاف آت وهو التحرير).ها هو التحرير أتي، لأننا كنا المؤمنين بأن الوطن باقٍ والاحتلال الى زوال.