أجرى الحوار: زين حمود
*امارات المدن والزواريب والجهات والفئات كلها ستذوب
*فلسطين وحّدتنا وعندما تناسيناها عدنا الى الفتن والقبلية
*العروبة حاجة من المحيط الى الخليج في مواجهة مشروع الفوضى
*سعيت دائماً ان لا تصل العلاقات السعودية- الايرانية الى نقطة الانكسار
*أراهن على دبلوماسية الكويت الناعمة لتطبيع العلاقات العربية – الايرانية
*أنا مستعد للقيام بأدوار بين السعودية وايران وقد تمنيت على السيسي العمل لرأب الصدع بينهما
*ما يؤجل زيارتي الى السعودية هو الاولويات بالنسبة لقيادتها وأولوياتنا
*تمكنا في حوار المستقبل وحزب الله من خفض سقف التوترات وابعاد شبح الفتنة
*سايكس بيكو انتهى والدولة المركزية مستهدفة لانتاج فدراليات وكونفدراليات على أساس الاديان والمذاهب والاعراق
*السنّة والشيعة لن يقعوا في مشاريع تقسيمات متنابذة والاسلام سينتصر
*لا أصدق ان أميركا وروسيا تريدان وقفاً للنار في سورية ويستمر إطلاقه
*أبحث عن إبرة سورية في كومة قش لعبة الأمم
*سلام بارد ولد بين ايران والسعودية يساعد على حلحلة ملفات المنطقة ومنها الملف اللبناني
*حركة أمل تقود ثورة بيضاء نحو قانون انتخابات عادل ونسبي وعصري
*قانون الستين يوقع نكبة سياسية بلبنان بجعله مرتهناً لعمر سياسي ينتمي للأمس
*نحتاج الى جبهة وطنية موحدة لخوض معركة المستقبل السياسي للبنان
*علاقتي بجنبلاط استراتيجية وثابتة والحريري ضرورة وطنية ويمثل مكوناً أساسياً
*الحوار مع حزب الكتائب سيتكثف بعد رمضان
*الحريري شاب مجدد يعترف بالأخطاء ولا يكابر وهو يقدم تضحيات سياسية لأجل الوطن
*اختلافات بيننا وبين حزب الله حول إدارة العديد من الملفات ولكنها لا تفسد في الود قضية
*ننتقد المغالاة اللبنانية في الالتزام بمندرجات القانون الاميركي 2279 ومحاولات تطويع القطاع المصرفي اللبناني والاقتصاد الحر
في الحوار مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ثمة مشكلة لا بد من الوقوف ملياً أمامها.
المشكلة ليست في إجراء حوار خاص معه، وهو أمر نادر حتى لا نقول انه صعب وأقرب إلى الاستحالة في هذه الظروف، وقد خصنا الرئيس بري به مشكوراً بما يثير تساؤلات عديدة حول خلفياته وأسبابه، فضلاً عن انه مدعاة ((حسد وغيرة)) أو ((عتب)) من قبل البعض لـ((الشراع)) وأسرتها.
والمشكلة ليست في ما قد يثيره هذا الحوار الشامل من ردود أفعال، وربما سجالات في بلد اعتاد الخلاف وامتهن الانقسام حول كل شيء في أغلب الاحيان.
كما ان المشكلة ليست في جرأة رئيس مجلس النواب وإقدامه المعهود على طرق أبواب أية مشكلة أو أي ملف دون وجل أو مهابة، ومقارعة الحجة بالحجة ووضع النقاط على الحروف، من منطلق الباحث دوماً عن مظلة تقي البلد من الوقوع في بؤر الانهيارات وما أكثرها وتحمي استقراره وسلمه الأهلي.
المشكلة، تقنية صرف. وتتصل بإمكانية إيجاز أو اختصار الحوار معه مطولاً كان أو مختصراً بفكرة أو بضع أفكار، بموقف أو ببضعة مواقف، بمعلومة أو ببضع معلومات، وبرؤية أو بضع رؤى.
ولكثرة ما يزخر به الحوار مع بري من مواد تتصل باللحظة الراهنة، وفي الوقت نفسه بمراحل سابقة وأخرى لاحقة، تنساب المفردات على لسان رئيس المجلس الممسك بعصا حكمة وبعد نظر تلقف ما حولها من زوايا وأبعاد ما هو أمامه من ملفات وأزمات ومشاكل، في الداخل أو في الخارج القريب أو الأبعد. فلا تفوته شاردة أو واردة، ولا تغيب عن إجاباته المتراصة والمرصوفة بإتقان النحات وريشة الفنان، البوصلة الأصل أو الأم، والمعنونة بما عمل من أجله منذ دخوله المعترك السياسي وحتى الآن، من العروبة إلى فلسطين إلى نبذ الفتنة والتطرف، إلى السعي للعصرنة والتحديث والاصلاح..
ولذلك فإن الحوار معه لا يختصر بعناوين، فثمة عناوين وهاجة، في كل إجابة. ومع كل موقف أو فكرة أو معلومة ينطق بها، يستوقفك ما قد تستبطنه إجاباته من أفكار غير مباشرة أو من نوع تلك المخفية وراء الأكمة، وما أكثرها، ليس تعبيراً عن رمي أفكار ما يمكن أن توصف بأنها ((حمالة أوجه))، بل كمرآة لعمق تجربة طويلة ومريرة وخبرات مكّنت رئيس حركة ((أمل)) من بناء صروح من الانجازات، كل حجر منها يمثل ضمانة لبلد الـ10452 كلم2 وكل مدماك فيها ينسج شبكة أمان يعترف بأهميتها الحليف والقريب، وكذلك الخصم أو البعيد.
لا كليشيهات في الحوار مع بري، على غرار الخطب الدارجة هذه الأيام، وخاصة من نوع تلك التي توصف بأنها من صنف اللغة الخشبية، بل واقعية سياسية تكتسب مفرداتها من خلال تجسيداتها على أرض الواقع وجعلت لبنان بمنأى منذ ما سمي الربيع العربي الذي يسميه رئيس مجلس النواب الربيع الإسرائيلي عن الحرائق التي ستشعل الأخضر واليابس، التي توقع الموفد الدولي إلى سورية الأخضر الابراهيمي قبل سنوات حدوثها.
في هذا الحوار وعلى جري عادته يفتح رئيس المجلس النيابي آفاقاً واسعة للحلول لمشاكل المنطقة ولبنان.
معروف عن الرئيس بري انه يحفر بالإبرة ثغراً لأي مشكلة أو أزمة، ويثابر على الحفر، حتى تتسع الرؤية من الثقب نحو الأمل الذي يبدو إليه مشرقاً، وكثيراً ما نجح بإقناع الآخرين المتخاصمين أو المتحالفين بما يراه، ويواصل العمل حتى يحقق ما يتمناه.
من هنا، أطلقت عليه العديد من الألقاب الجامع المشترك فيها انه ((ابو الحلول)) وملاذ الجميع من كل الأفرقاء في معسكري الانقسام العامودي والأفقي، 8 و14 آذار/مارس، حتى أثناء ((موتهما السريري)) كان بري الطبيب على إخراجهما من الغيبوبة العميقة التي أوقعا نفسيهما فيها، ليس لإعادة الانقسام، بل لتوحيد الرؤى والتطلعات من أجل إنقاذ الوطن، منطلقاً من الجوامع المشتركة التي يتفق عليها الطرفان، مطلقاً في هذا الصدد مبادرات متعددة، من دون كلل أو ملل علّ في النهاية يركب الجميع مركبه إلى شط الأمان، وكثيراً ما كانت صرخاته في البرية تجد صدى وإصغاء في الصالونات الفارهة مهما كانت سماكة جدرانها، فهو دائماً مرجعية الحلول لأزمات كل فريق.
صحيح ان الرئيس بري يربط الحلول في لبنان، ولا سيما موضوع رئاسة الجمهورية بأحداث وتطورات المنطقة، لكن عنده، ليس هذا القدر النهائي، بل يرى ان اللبنانيين قادرون هم أيضاً على صناعة قدرهم فهم جزء من هذا العالم وليسوا مجرد متلقين للحدث وكرات النار.
المنطقة تغلي وتغور براكينها، لكن التاريخ وواقع الأمة يستولدان آمالاً كبيرة في نفس الرئيس بري الذي يؤكد ان الخلاص قادم وان كان يرى تعقيدات مستعصية على الحل حالياً، ورؤيته للخلاص أساسها ان العروبة حاجة من المحيط إلى الخليج في مواجهة مشروع الفوضى الذي يغرق المحيط والخليج؟
أما نقطة البداية، فهي تحسين العلاقات الايرانية – السعودية أو على الأقل سلم بارد بين الجانبين وعندها سيلوح الفرج حتماً، ومن رؤيته هذه سعى دائماً إلى ان لا تصل العلاقات بين الطرفين إلى نقطة الانكسار، مضيفاً انه قام بأدوار عديدة لهذه الغاية وهو مستعد لتكرار مساعيه في هذا المجال، وبالتوازي هو يراهن على دبلوماسية الكويت الناعمة لتطبيع العلاقات العربية – الايرانية.
الطريق إلى كل الحلول هو الحوار ثم الحوار لافتاً إلى ان الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله خفّض نصف التوترات وأبعد شبح الفتنة، لكن المطلوب المزيد.
يعترف بري، بصراحة عن وجود خلافات بين حركة أمل وحزب الله حول إدارة العديد من الملفات لكنها ((لا تفسد في الود قضية)). ويرى في المقابل ان الرئيس سعد الحريري شاب مجدد يعترف بالأخطاء ولا يكابر ويقدم تضحيات سياسية لأجل الوطن، لذلك هو ((ضرورة وطنية)).
في الحوار، يؤكد بري ان سايكس بيكو انتهى منبهاً إلى ان ما يجري من أحداث سيستهدف الدولة المركزية لإنتاج فدراليات وكونفدراليات على أساس الأديان والمذاهب والاعراق، لكن ((السنّة والشيعة لن يقعوا في مشاريع تقسيمات متنابذة)) وفي النهاية ((الاسلام سينتصر)).
آمال كبيرة
تتوالى فصول التصعيد في عدد من أزمات دول المنطقة المفتوحة على كل ما هو أسوأ وأكثر تشظياً وانقساماً هل باتت مشاريع أو أحلام الاعلام الكبار والمجددين في تاريخنا العربي من الشيخ محمد عبدو وجمال عبدالناصر وعبد الحسين شرف الدين وغيرهم حول الوحدة والتكامل والنهوض والتجديد أضغاث أحلام، أم ان الأمل ما زال معقوداً بقيامة عربية وإسلامية جديدة؟
– أنا ما زلت أعيش آمالي ولا أقول أحلامي:
الوحدة العربية، الامن العربي المشترك، السوق العربية المشتركة، تحرير فلسطين، لبنان غداً كما هو على صورة آمال سماحة الإمام السيد موسى الصدر
هذه الآمال الشعارات لا تشيخ ولا تسقط بفعل التقادم.
أتذكر في العام 1995 انني كنت أرعى احتفالاً نقابياً وانني كالعاده تطرقت في كلمتي الى المقاومة والى ضرورة إلزام إسرائيل تنفيذ القرار الدولي 425. يومها قال تيمور غوكسيل الناطق بإسم قوات الامم المتحدة (اليونيفل) ومستشارها السياسي لأحد أطر فريق عملي انه (لم يعد إلا صاحبك بالدنيا مصدقاً تنفيذ القرار 425). لم تمض بضع سنوات حتى تحقق تحرير معظم الأراضي اللبنانية في أيار/مايو 2000 وأُجبرت إسرائيل على الاندحار دون قيد أو شرط.
أنا عندي ايمان كبير بقدرة شعوبنا، بما تختزنه من إمكانات ومفاجآت، انظر الشعب الفلسطيني بعد أجيال كثيرة على النكبة و68 عاماً على الاحتلال و49 عاماً على احتلال القدس لم تتمكن إسرائيل واحتلالها ومصادرتها للأراضي واعتقالها آلاف الفلسطينيين من إحباط آمال هذا الشعب الشقيق في تحقيق أمانيه الوطنية وهو يقاوم بـ( الشبرية وأحياناً سكين المطبخ والحجر).
أنا أملي كبير بقيامة عربية وإسلامية خصوصاً بعد الحروب الصغيرة والكبيرة الجارية. بل أنني متأكد ان إمارات المدن والزواريب والجهات والفئات كلها ستذوب بعد حمامات الدم الجارية.
لا يتمسك العرب بتاريخ الكبار عبدالناصر مثلاً ولو فهم المسلمون الاسلام لمحمد عبده وعبد الحسين شرف الدين لما صرنا الى ما نحن اليوم.
# كسياسي لم تفارقه منذ بدايات دخوله المعترك السياسي فكرة العروبة كهوية وانتماء ومصير هل تجد ان تراكمات أجيال من النضال اليوم في ظل أجواء استثارة الفتن وتقسيم المقسم، وما هو تفسيرك لأوجه القصور العربي في مواجهة الاخطار الداهمة وعلى رأسها الخطر الصهيوني الدائم وما هو السبيل للحد أولاً من الاخطار المماثلة؟
– مما لا شك فيه ان النظام العربي بعد مرحلة الاستعمار والانتداب الاجنبي أضاع الافكار القومية وبوصلة العروبة والاهداف من وراء إنشاء جامعة الدول العربية، وكل نظام استقل حتى الموت بعاصمته ورسم حدوداً للعلاقات مع الآخر ولكن ها نحن نحصد اليوم خيبات الأمل والنظام العربي يتهاوى.
تراكمات النضال العربي لا تضيع. هي تبقى جاذباً لحركة المستقبل. هل يمكن لنا ان نمحو مثلاً مرحلة صعود الناصرية؟ الثورة الفلسطينية؟ الآن الآمال التي كـانت معلقة على ما سمي الربيع العربي؟ الداعشية السياسية والحروب الجارية؟ هل يمكن لأحد ان يزيل من الذاكرة اللبنانية حركة المشاركة المطلبية التي قادها الإمام الصدر؟ تأسيسه للمقاومة بمواجهة العدوانية والاحتلال الاسرائيلي؟ انتفاضة 6 شباط والمشاركة في الدولة وأدوارها، المقاومة والتحرير والانتصار؟
ان تفسيري لأوجه القصور العربي هو اننا أضعنا البوصلة.. وبعد وان كانت القدس قبلتنا الاولى أضحت فلسطين بعد إنشاء الكيان الصهيوني بوصلتنا السياسية منذ عام 48 للعرب كل العرب وكل المسلمين والمسيحيين والاحرار في العالم، فوحدتنا عربياً واسلامياً ومسيحياً وعلى مستوى كل الاحرار في العالم وعندما تناسيناها عدنا الى الفتن والقبلية.
# هل انتهت العروبة أساساً كما يذهب بعض المفكرين الى الاستنتاج؟
– العروبة هي شعور تاريخي وهي مشروع ايديولوجي وسياسي واجتماعي وهي – العروبة – في بعض الاقطار مشروع تنظيمي.
العروبة اليوم حاجة من المحيط الى الخليج بمواجهة مشروع الفوضى الذي تمثله صورة حركة ((داعش)) الارهابية والتمذهب داخل الاقطار العربية وعلى حدودها وداخل مجتمعاتها.
العلاقات العربية – الايرانية
# هناك علاقة ملتبسة بين العرب وايران وكونك من أبرز الدعاة الى علاقات عربية – ايرانية تكاملية وطبيعية وكان لك محاولات معروفة من أجل تطبيع هذه العلاقات ورسم مشهد جديد لها بما يخدم الجميع. من المسؤول عن وصول هذه العلاقات الى ما وصلت إليه من تأزم وقطيعة وهل من الممكن القيام بخطوات ما من أجل تصحيح هذا الوضع.
كما ان علاقتكم بإيران جيدة وكذلك بالسعودية ودول الخليج فضلاً عن مصر ودول عربية أخرى وكونكم على معرفة بما يريده كل طرف من الآخر هل ما زلت على تفاؤلك السابق بإمكان الوصول الى تفاهمات ايرانية – عربية أم انك أصبحت مع المتشائمين بإمكان الوصول الى مثل هذه التفاهمات؟
– نعم، هناك علاقه ملتبسة والسبب انه لم يجر بناء وصنع مؤسسة لتحرير العلاقات العربية – الايرانية من بعض المشكلات التاريخية. وكذلك لشرح الفوائد المصلحية لوجود علاقات مفتوحة فيما بين العرب وايران خصوصاً ان المعاناة مشتركة وكذلك التهديدات والاطماع الاجنبية ببلداننا.
كان من المفروض البناء على التحول الايراني نحو المصالح العربية وخصوصاً انحياز الثورة الاسلامية في ايران الى قضية الشعب الفلسطيني بعد سقوط الشاه ولكن..؟
الذي شهدناه هو النتائج المدمرة للحرب التي شنها نظام صدام البائد ضد الجمهورية الاسلامية.
اليوم نحن أمام وقائع جديدة من أبرزها: الاتفاق النووي الايراني بين الجمهورية الاسلامية الايرانية ودول 5+1، والتطورات في اليمن وسورية والعراق والبحرين ولبنان وفلسطين. نحن لا نستطيع ان ننكر ان ايران والدول الخليجية وتركيا لا تتفق مصلحياً ولا مبدئياً على قراءة مشتركة للأوضاع المتصلة بهذه النقاط بل ان هناك استراتيجيات متناقضة، واتهامات لإيران بالتدخل في الشؤون العربية و..
أنا محاولاتي السابقة انصبت على منع التصعيد على خلفية مشكلة الجزر الثلاث، وهناك قبول بالتحكيم الدولي. قمت بأدوار لمنع وقوع تصعيد سلبي في العلاقات المصرية – الايرانية ووجدت مشكلات جرى مراكمة أسبابها من أسماء شوارع وتسجيل مواقف سابقة وفي العلاقات السعودية – الايرانية سعيت دائماً ان لا تصل الى نقطة الانكسار بحيث لا يعود بالإمكان ترميمها
الآن ومنذ خمس سنوات على الاقل وأنا أنادي بضرورة إعادة بناء الثقة في العلاقات الخليجية – الايرانية وتحديداً السعودية. أجزم بالترافق مع ذلك ان هناك قناعة عُمانية بعدم وجود أي ضرورة لوجود علاقة سلبية أو ملتبسة وهناك أدوار قامت بها سلطنة عمان لترميم هذه العلاقات واليوم تقوم الكويت بهكذا دور وأراهن على الدبلوماسية الناعمة والبعيدة عن الاضواء من الرياض الى طهران الى صنعاء وعدن التي تقوم بها الكويت بتوجيه من صاحب السمو أمير دولة الكويت، من جهتي أنا على استعداد للقيام بأي أدوار تسهم بتطبيع العلاقات العربية مع الجمهورية الاسلامية وقد قمت بمسعى لدى سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية وتمنيت عليه بذل مساعيه لرأب الصدع وبناء الثفة في العلاقات الخليجية خصوصاً السعودية مع ايران
بالإضافة الى عملي من خلال ترؤس الاتحاد البرلماني العربي بدبلوماسية برلمانية اذا صح التعبير لتوحيد الصفوف وهذا ما ظهر ولو على مستوى برلماني خلال المؤتمر الذي دعوت اليه في مبنى جامعة الدول العربية في القاهرة في شهر نيسان/ابريل الماضي.
# ماذا عن الدعوة الموجهة إليكم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لزيارة المملكة العربية السعودية، هل يمكن ان تلبوها قريباً في حال توافرت ظروف نجاحها للدفع بإتجاه حصول تفاهم سعودي – ايراني، أم ان الظروف ليست مهيأة بعد أمام حصولها؟
– أولاً، ليس هناك داع للربط بين الدعوة وارتباط ظروف نجاحها للدفع بإتجاه حصول تفاهم سعودي – ايراني. الدعوة لم ترفق بجدول أعمال أساساً، وهناك عشرات العناوين التي تستدعي بحثها خصوصاً اللبنانية منها. ما يؤجل الزيارة الاولويات بالنسبة للقيادة السعودية وأولوياتنا، وأنا حين أتمكن من زيارة المملكة سأتحدث عن أهمية العلاقة السعودية – الايرانية وانعكاساتها على قضايا المنطقة وبرأيي نصف حلول هذه المسائل والملفات هو محلي لبناني – لبناني أو سوري – سوري أو.. ولكن نصفه الآخر عربي / اقليمي أي خليجي (سعودي) – ايراني.
# ماذا عن اتحاد البرلمانيين العرب الذي ترأسونه هل من مبادرات ممكنة لكم على صعيد تعبيد الطريق للتفاهمات المرجوة؟
– الاتحاد البرلماني العربي مؤسسة عمل عربي مشترك ليس عندها ضرورات الحاكم والالتزامات الحكومية نفسها وان كانت لا تتجاوز على السلطات العربية.
الاتحاد يستطيع القيام بدور هام لحل القضايا الخلافية داخل الاقطار العربية أو فيما بينها أو داخل الاقطار الاسلامية بالتفاهم مع الرئاسة والامانة العامة لاتحاد برلمانات دول منظمة المؤتمر الاسلامي أو بالتعاون مع البرلمانات الآسيوية أو اللاتينية أو اللغوية أو الجهوية أو الاتحاد البرلماني الدولي.
في إطار الاتحاد لجان من أجل فلسطين، وأعدنا العمل بلجنة المرأة، واللجنة الاقتصادية ولجنة السوق العربية المشتركة وفي أول اجتماع للجنة التنفيذية ستطرح مبادرات برلمانية.
الدبلوماسية البرلمانية هي أساس في تحقيق تفاهمات وفي بحث صريح للأزمات بعيداً عن دبلوماسية الحقائب السوداء.
# المناخات السائدة حالياً هي مناخات لا ثقة على أكثر من مستوى، وهذه المناخات أفضت الى فتن في ساحات عديدة بشكل يثير المخاوف من إمكان ان تؤدي الى الفتنة الكبرى هل يمكن قطع الطريق على هذه الفتنة الكبرى وكيف؟
– نعم يمكن قطع الطريق على الفتنة بالوعي والحوار وقيام المؤسسات المرجعية الدينية بدورها وتعميم افكارها بمواجهة الغلاة.
في لبنان تمكنا من خلال الحوار الثنائي من خفض سقف التوترات وإبعاد شبح الفتنة إذا لم نقل قطع دابرها.
القضايا التي نعاني منها على حدود مجتمعاتنا يجب ان تكون مطروحة ومبسطة ويجب ان يجري التعامل معها دون لف أو دوران.
بالأمس عبرت عن إدانتي للإرهاب التهجيري وتشريد الأقليات من العراق وعبرت عن سروري باللقاء بين شيخ الازهر وقداسة البابا وأتابع بدقة أعمال المؤسسة الاسلامية للتقريب بين المذاهب.
أقول ان الحوار ضرورة ومصلحة وأول الاعداء المشتركين عدا عن إسرائيل: الفتنة والجهل والفقر وهذه العناوين تمس الجميع.
# بعد الازمة المالية العالمية خلال السنوات القليلة الماضية بدا واضحاً ان ما تشهده المنطقة كان بمثابة الحروب البديلة للحروب العالمية التي كانت تؤدي إليها الازمات المالية السابقة كما حدث في الحربين العالميتين الثانية والاولى. هل وصلت الحروب البديلة بين الكبار على ساحاتنا الى نهاياتها أم ان المزيد منها ينتظرنا؟
– الحروب الاقتصادية والمالية والنفطية هي جزء من الحروب وليست حروباً بديلة أو حروباً بالقفازات. الحصارات الاقتصادية، العقوبات الاقتصادية والمالية، والحروب السلعية كلها وسائل حربية وهي ربما لا توقع ضحايا ولكنها تخرّب اقتصاديات وتصيب قوى العمل والانتاج.
انعكاسات الحروب الاخيرة رأينا آثارها عربياً عبر أحداث البورصة وخلال الطفرة النفطية ثم تدني أسعار النفط وما أصاب الاحتياط النقدي للكثير من الدول وكيـف تستفيد احتكـارات السلاح مـن تجارة الحروب وكيف تتحول دول الى (بياع) للمواد الاغاثية التموينية.
نهاية سايكس بيكو
# سايكس بيكو انتهى نظرياً على الاقل وباتت الدماء على حدود الدول وعابرة لها، هل هناك اتجاه الى قيام وحدات اقليمية عناصرها العرق والدين والمذهب أم محاور سياسية منسجمة في ايديولوجياتها وتوجهاتها تحت وصايات أميركية وروسية وأين موقع لبنان في هذه الخرائط؟
– سايكس بيكو انتهى نظرياً وعملياً.
منذ مطالع الألفية الثالثة يجري العمل على ترسيم مشروع الشرق الاوسط الكبير أو الموسع وجرى تقديم مشاريع اميركية ومشاريع من الجوار الاوروبي ومشروع ياباني الى ان اتفقت الدول الصناعية الكبرى على مشروع موحد في قمة سي أيلاند: (مشروع الشرق الاوسط الكبير).
المشروع اعتمد استراتيجية الفوضى البناءة، وتحالف راغبين عسكري كما في افغانستان وتحالف جوي كما العراق او سورية.
ما هو جارٍ يستهدف الدولة المركزية وينتج فيدراليات وكونفيدراليات على اساس الاديان والمذاهب والاعراق. لقد كنت أول من حذّر من اننا نقف أمام مشروع تقسيم المقسم.
دعوت الجميع للتنبه، للمحافظة على وحدة الشعب والارض والمؤسسات دون ان يسمعنا أحد. فقط الشعب المصري أعاد الامور الى المربع الاول في ثورة 30 حزيران/يونيو حيث كان شمال سيناء مرشحاً في جانب غزة ليكون الوطن البديل.
لقد جرت تجربة تقسيم السودان الى الجنوب والشمال وفتحت شهية دارفور واثنيات لا تعد ولا تحصى وكادت ان تحول ليبيا الى ((ثلاث ليبيات)) والمحاولة مستمرة.
أنا ليس عندي شك ان الشيعة والسنة لن يقعوا في مشاريع تقسيمات سكانية – جغرافية متنابذة، الاسلام سينتصر. نحن نشعر باللائتلاف وبالاختلاف الروسي الاميركي ونسمع مصطلح لافروف – كيري محل سايكس – بيكو. نعرف ان للدول الكبرى مصالحها ولكن مصلحة الجميع تكمن في التجمعات الجغرافية والتنمية وليس في الكانتونات أو الاسرائيليات لأن التكاليف العسكرية للمحافظة على هذه الثكنات الفيدراليات كما هو حال إسرائيل هو أعلى بكثير من تكاليف التنمية على مساحة التجمعات الجغرافية.
ابرة في كومة قش
# ماذا يجري الآن في سورية وقد دخلت الحرب فيها عامها السادس؟
– الذي يجري في سورية هو تآكل لسورية الجغرافية كما البشرية، ليست هي لعبة عسكر وحرامية، انها حرب تريد اسرائيل كما هو ثابت من تدخلاتها واجتياح حكومتها في الجولان ثمناً للموافقة على وقفها ليس أقله ابتعاد الموقف السوري عن معاداة اسرائيل وتأجير الجولان، و تريد تركيا عدم عودة حلب الصناعية وان تصبح سورية سوقاً للسلع التركية وضمان نظام رئاسي حاكم في تركيا ويريد الجميع في المنطقه الحفاظ على مصالحهم وجماعتهم والسؤال أين سورية وسط ذلك ووسط الحضور الروسي والاميركي الغربي.
أنا شخصياً ابحث عن إبرة سورية في كومة القش هذه, وفي ما يسمى لعبة الامم.
وما يسمى بالربيع العربي بالحقيقة هو ربيع إسرائيلي.. لو استعملت اسرائيل كل ترسانتها ضد سورية لما استطاعت ان تصل الى مستوى الدمار الحاصل.. وأخطر من دمار البناء تدمير البنية الوطنية والشعبية. ما حصل في سورية مؤامرة بدأت ولم تزل.
ولو أريد لسورية نهاية لهذه المعاناة وهذا النزف فكما نجح حوار ايران مع 5+1 لماذا لا يكون حوار سورية 6+1؟
واني اعتذر بعدم قناعتي ان اميركا وروسيا تريدان فعلاً وقفاً لإطلاق النار.. ويستمر إطلاقه.. اسمحوا لي ان لا أصدق.
# ماذا عن الحروب الاستباقية ضد الارهاب؟ هل هي حقيقية أم انها مظلة لحروب أخرى لفرض مخططات تفتيت تمتد لعقود؟
– هناك حرب متواصلة ضد الارهاب. لا يوجد حرب استباقية ضد الارهاب. هناك عمليات استباقية ضد الارهاب، حروب بوسائل متعددة ضد الارهاب.
الاساس ان الارهاب آفة دولية وهو يخوض حروباً ضد البشرية جمعاء ويجب ان تدير غرفة عمليات دولية برعاية الامم المتحدة الحرب ضد الارهاب.
المخطط يستخدم كل الوسائل وكلما اصطدم بمقاومة بمكان ينتقل الى أمكنة أخرى وبوسائل أخرى.
المدرسة الارهابية الاولى هي: إسرائيل من عصابات الهاغانا وشتيرن الى إرهاب الدولة وبالوسائل نفسها وبجميع الاسلحة الفتاكة فقط يختلفان في المظهر الايديولوجي.
والذي يجري من تصدٍ لها برأيي لا يكفي بل يجب إعادة النظر بالبرامج التربوية والدينية في أكثر من بلد عربي وإسلامي وكذلك بمحاربة الفساد وتأمين فرص العمل في هذه الاوطان.
# في ظل هذا الوضع الاقليمي والدولي المتأزم ألا تخشون من انهيارات في أي وقت تطيح قشرة الامن والاستقرار القائمين اليوم؟
من خلال اتصالاتكم ولقاءاتكم الدولية والعربية فضلاً عن الداخلية ما هي أبرز الضمانات للحفاظ على الستاتيكو القائم في البلاد اليوم؟ وهل ان ملاءمة لبنان لشروط العالم بتحوله الى مخيم للنازحين هو أبرز شرط للاستقرار لضمان عدم انتقالهم الى أوروبا والعالم؟
– لا يوجد ضمانات، قرار الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن و الامم المتحدة هو الحفاظ على الاستقرار النقدي والامني في لبنان مع ملاحظة حال التوتر السياسي والمذهبي والطائفي.
اعتقد ان لا أحد في لبنان يريد العودة بالبلد سنوات الى الاجواء التي سادت أيام الحرب الاهلية.
تجربة لبنان السابقة التي أدخلت الموت والخراب الى كل بيت هي السد المنيع أمام نوازع الفتنة والحروب.
تعلم اللبنانيون ان لا أحد يمكنه إلغاء الآخر.
الآن القوى السياسية الحية التي كانت في أساس الحرب أو التي قامت على خلفيتها تتمتع بالحكمة ولديها تصميم على الحفاظ على السلم الاهلي.
هناك أكثر من قشرة أمن كما ورد في مصطلح سؤالك. هناك أمن.
والأدلة كثيرة: تجربة الاجتياحات الاسرائيلية التي لم تتمكن من إحداث فوضى بل توحد اللبنانيون، انعكاسات الحرب السورية، الانعكاسات المستمره لضغوط الظل العربية الاقليمية، الاهداف الكامنة وراء التفجيرات التي استهدفت لبنان.
هناك حرب منابر؟ نعم. ولكنها لا تترك آثاراً ولا توقع دماء.
لبنان هو الذي يتحول الى مخيم نازحين والتوطين مرفوض فلسطينياً وسورياً أما في لبنان فهو في مقدمة الدستور ويرفضه جميع اللبنانيين.
# لم تتوقف مبادراتكم عن السعي لإحداث اختراق ما ومن ذلك تحول بعض ما اقترحتموه الى مؤسسات ضامنة للسلم الأهلي وعلى رأسها الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله وطاولة الحوار الوطني فضلاً عن استمرار حكومة المصلحة الوطنية أو حكومة ربط النزاع برئاسة الرئيس تمام سلام، ومبادرتك الأخيرة الثلاثية الأبعاد يبدو انها لن تصل الى ما هو مرجو منها هل ان هذه المبادرات هي لملء الوقت بدل الضائع بانتظار حلول لحظة التسويات في المنطقة؟
– أنا لا أمسك طرف الخيط ولا أدير مسرح دمى محلياً.
أنا أسعى لحلول وأرى ان هناك أولويات مختلفة في الطابق الدولي من البناء الثلاثي، وهنا انشغالات وأولويات عربية واقليمية تستبعد لبنان، أنا أحاول ان أجمع قوى الفعل الوطني لأن ذلك أمر يمثل مصلحة لبنان المقيم والمغترب. أنا في ذلك لا أبيع الأمل ولا أمثل بياع الخواتم في مسرح الرحابنة.
الحوار والوفاق مصلحه لبنانية ولا يوجد بديل عن الديموقراطية التوافقية التي سبق لي ان قدمت عرضاً نظرياً عنها في ندوة أقيمت ذات يوم في قطر.
ما يجري بين تيار المستقبل وحزب الله ليس تقطيع وقت. هو بحث في اليوميات المتوترة وطنياً في الشارع السياسي وهو جلسة تفقدية للتأكد من انخفاض سقف التوترات وهو جلسه مفتوحة لمحاولة الاتفاق على عناوين وطنية وفي الحوار الوطني الامر نفسه ولكن على مساحة جميع المكونات الوطنية حيث على الطاولة جميع المسائل الأساسية مطروحة.
نحن جميعاً لا ننتظر اللحظة الاقليمية المناسبة، نحن جميعاً ندرك ان الحوار الثنائي هو الحديقة الخلفية التي يجري من خلالها حوار بارد بدل المواجهات الاقليمية الساخنة، والحوار الوطني هو فرصة للحل، الحوار يجب ان يتحول كالديموقراطية الى نهج حياة.
نحن لا نفتح دكاكين أو مؤسسات غير دستورية. مجلسا النواب والوزراء، هما السلطة التشريعية والتنفيذية، طاولة الحوار هي مكان للقرار السياسي المفترض.
البلد مخطوف
# هل يكفي انتخاب رئيس للجمهورية لتأمين الانفراجات المطلوبة؟
– انتخاب رئيس الجمهورية أولوية أساسية وحيوية. لا تكفي وحدها، تحتاج الى قانون انتخابات وإجراء هذه الانتخابات وحكومة اتحاد وطني وبالتالي كل ما ورد في جدول أعمال الحوار.
البلاد لا تستطيع الاستمرار في السير دون رأس للبلاد ولا نستطيع القبول ببقاء البلد مخطوفاً على هذا النحو.
# من المسؤول عن عدم انتخاب رئيس للجمهورية حتى الآن؟ هل هي ايران كما يتهمها البعض أم الفيتو السعودي على ترشيح عون؟
– بالنتيجه نحن دون رئيس للجمهورية.
نحن في لبنان لدينا أوهام وهواجس مثلاً نرهن السلام الاهلي أو قيام الحرب على قبول أو رفض إسرائيل للاتفاق النووي الايراني. اليوم هناك من يربط خروج لبنان من أزمته بالمسأله السورية أو استئناف المفاوضات الفلسطينية – الاسرائيلية أو تحرير الرقة والموصل والبعض يربط الامور بالانتخابات الأميركية الرئاسية، جاء في كلمتي بمناسبة إفطار مؤسسة الشهيد هذا العام ان لبنان لا يقع على جدول أعمال المرشحين للرئاسة الأميركية.
المسؤول هو ان كلاً من المرشحين يعتبر الانتخابات الرئاسية فرصته غير اني اعترف ان سلاماً ولد بارداً بين ايران والسعودية يساعد على حلحلة ليس في الملف اللبناني فحسب بل لحل أغلب ملفات المنطقة.
# ماذا عن الكلام بشأن عدم حدوث انتخابات رئاسية في لبنان قبل حسم مسألة بقاء الرئيس بشار الاسد في سورية؟
كما ان هناك من يعتقد ان انتخابات الرئاسة في لبنان معلقة كما يبدو الى ما بعد الانتخابات الرئاسية الاميركية هذا هو منطق السياسة في لبنان، بعيداً عن المجاملات أو الاخلاقيات السياسية، في الواقعية السياسية البلد ماشي من دون رئيس وماشي بحكومة بالكاد تجتمع وبمجلس نيابي لا ينعقد الا تحت عنوان تشريع الضرورة فلِمَ الضغط وخلق تشنجات وسجالات لا تقدم ولا تؤخر على هذا الصعيد أليس مصلحة البلد أهم من كل شيء؟
– الكلام عن ربط الانتخابات الرئاسية ببقاء الرئيس الاسد مجرد تحليل، لعب على الكلام وهو كذلك بالنسبة الى الانتخابات الأميركية.
الاميركي لا يعرف إسم أقرب مدينة كندية عليه. الانتخابات الاميركية لا تحكمها السياسة الخارجية.
نحن في لبنان كالراعي نكذب الكذبة ونصدقها وما يجب ان نفعله هو انتخاب رئيس للبلاد.
هناك من يربط الامور بعضها ببعض كالقول لا تشريع في غياب الرئيس ولا رئيس إلا بعد الاتفاق على قانون انتخابات ولا..
ان الامر يشبه أغنية الاطفال: ((والمفتاح عند النجار والنجار بدو مسمار والمسمار عند الحداد والحداد بدو)).. نحن بدنا لبنان.
# قانون الانتخابات النيابية التي تصر على إجرائها رافضاً بأي شكل التمديد للمجلس النيابي هذا القانون بات هاجس القوى السياسية المختلفة واللبنانيين عموماً واللجان المشتركة فشلت في التوصل الى صيغة توافقية ترضي الجميع ورفعت المشكلة الى هيئة الحوار الوطني فهل تستطيع الهيئة التي تضم الاطراف نفسها في اللجان ان تعالج هذه المسألة؟
– نعم أنا أصر على إجراء الانتخابات النيابية وأرفض إجراء هذه الانتخابات على أساس قانون الستين بتجاهل وجود سبعة أجيال جديدة فليتعظوا من الانتخابات البلدية ونتائجها.
أرجو ان لا يضعوا لبنان أمام الامر الواقع ويحرقوا الوقت لصالح قانون الستين. أرجو ان لا يحرجونا فيخرجونا.
نحن في حركة أمل سنقود ثوره بيضاء نحو قانون انتخابات عادل ونسبي وعصري.
على طاولة الحوار هناك سلطة القرار السياسي. أنا أستدعي موقف هؤلاء القادة.
في 2 و3 و4 آب/أغسطس المقبل موعد خلوة أو اجتماعات متتابعة وسيكون عند جهينة أو عند الناس من الناقورة الى النهر الكبير الجنوبي الخبر اليقين.
# سبق ان قلتم ان قوى 8 و14 اذار في حال موت سريري ولذلك اطلقت مبادرة بتكليف اللجان درس قانون انتخابي جديد ولكن يبدو ان الفريقين خرجا من موتهما السريري بدليل عدم الاتفاق على قانون انتخاب جديد، هل توافقون على ذلك وهل يمكن التوصل قبل موعد الانتخابات على قانون انتخاب وفق قانون حكومة الرئيس نجيب ميقاتي؟
ماذا لو أصبح قانون الستين أمراً واقعاً بحكم كونه القانون النافذ هل تخوضون الانتخابات النيابية على أساسه في حال تعذر التوافق على قانون انتخاب جديد؟
– سأجيب على هذا السؤال من الآخر، نحن ليس لدينا مخاوف من إجراء الانتخابات على الستين أو السبعين أو على أي سرعة. الانتخابات البلدية الاخيرة أثبتت رسوخ التحالف بين أمل وحزب الله وقدرتنا على الانتصار بثقة الناس واستيعابنا بالنسبة لكل المكونات السياسية، نحن لم نعتبر اننا نخوض معارك، في حركة أمل أطلقنا فعلاً جزءاً من الماكينة الانتخابية ولم نرصد موازنات لعمليات النقل، التصويت لخارج اللوائح المشتركة لم يعترض على خط التنمية والمقاومة وإنما على أشخاص.
نحن ننادي بالنسبية وإذا كان ذلك صعب الهضم على بعض القوى فنحن نقبل باقتراح قانون المختلط أو مشروع قانون حكومة ميقاتي ولكن يكفي وضع العربة أمام الحصان وجر لبنان الى الخلف ثمانية وستين عاماً، هذا الامر لا ينتج قانوناً لمصلحة لبنان بل يبقي لبنان إدارياً مفصلاً على قياس قوى سياسية واشخاص.
قانون الستين يوقع نكبة سياسية بلبنان، يجعله مرتهناً لفئات عمرية أو لعمر سياسي ينتمي للأمس.
والطائف كما الدستور نص على انتخاب على أساس وطني لا طائفي يسمح باستحداث مجلس شيوخ فلماذا لا يعمل على تطبيق الطائف والدستور؟ والاساس العريض يبقى مع المحافظة على المناصفة، دوائر كبرى، النسبية.
بالنسبة الى بداية السؤال أنا ما زلت على اعتقادي بالموت السريري لـ٨ و١٤ آذار لم يبـق منهما إلا ذاكرة لمرحلة سياسية سوى ارقام لم تعد تحمل أي معنى.
نحن في لبنان نحتاج الى إنتاج جبهة وطنية موحدة تخوض معركة المستقبل السياسي للبنان على قاعدة السعي لإلغاء الطائفية السياسية وإنتاج نظام برلماني ديموقراطي ملموس يرتكز على قوانين عصرية للإنتخابات واللامركزية الادارية وقانون للأحزاب ويرتكز على مشروع اقتصادي يفتح فرصاً للعمل ويتبنى سلسلة الرتب والرواتب ودفاعياً وأمنياً يتبنى المشروع الالتزام بزيادة عديد القوات المسلحة وتزويد الجيش بالسلاح الحديث والعتاد اللازم وأنا في هذا المجال اقترح مشروع افتتاح اكتتاب في المصرف المركزي لصالح القوات المسلحة.
# ماذا قصدت عندما تحدثت عن دوحة جديدة هل معنى ذلك ان المطلوب هو الاتفاق على قانون انتخاب جديد مقابل انتخاب رئيس أي ان يأخذ ميشال عون على سبيل المثال قانون انتخاب مناسب له مثلما حاز على قانون الستين عندما قبل بميشال سليمان رئيساً؟
– عندما تحدثت عن دوحة جديد كنت أقصد سلة اتفاق على خارطة طريق أشرت الى مضمونها تقريباً في مضمون الجواب على أحد أسئلتكم.
خارطة الطريق تشير الى ضرورة إنجاز الاستحقاق الدستوري المتمثل بانتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة وحدة وطنية والاتفاق على قانون للانتخاب وإجراء الانتخابات التشريعية في موعدها.
خارطة الطريق يجب ان تتضمن الاتفاق على استكمال تنفيذ اتفاق الطائف دون استنسابية و اتفاق على حزمة قوانين تتصل بالمستقبل السياسي للبلد ابرزها قانون للاحزاب واللامركزية الادارية واجتماعياً إنصاف الطبقات المدقعة وقوننة سلسلة الرتب والرواتب والكثير من القوانين غير ذلك والمتصلة بتنظيم القطاعات التربوية وفتح الباب لمشاركة المرأة والشباب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
– هل يمكن ان تحصل انتخابات نيابية واقعياً ودستورياً قبل انتخاب رئيس جديد للجمهورية؟
– نحن نريد إنجاز الاستحقاق الدستوري المتمثل بالانتخابات الرئاسية ولكن أثبتت الانتخابات البلدية ان لبنان قادر على دخول باب استحقاق الانتخابات التشريعية في موعدها.
العلاقة مع الحريري وجنبلاط
# العلاقة بينكم وبين الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط وفقاً لما هو شائع جيدة وهناك من يتحدث عن حلف ثلاثي بينكم. هل وصلت العلاقة بينكم الى هذا المستوى؟
– العلاقة مع النائب وليد جنبلاط وما يمثله وطنياً وتاريخياً استراتيجية وثابتة. والنائب سعد الحريري رئيس تيار المستقبل يمثل ضرورة وطنية ويمثل مكوناً وطنياً أساسياً.
أنا لست أحد أطراف مثلث لمحور سياسي، أنا رئيس لمجلس نواب كل لبنان، مواقفي كرئيس لقوة سياسية حية هي حركة أمل ورئيس لتكتل برلماني هو كتلة التنمية والتحرير – مواقفي – متقاربة وأحياناً متماثلة مع النائب جنبلاط منذ مطالع الثمانينيات. نحن صمدنا سوياً بمواجهة الاجتياح الاسرائيلي وآثاره وضمناً اتفاقية ١٧ أيار حتى إسقاطها في نتيجة من نتائج انتفاضة ٦ شباط 1984.
النائب سعد الحريري اتخذ قرار الانخراط في الحوار الثنائي مع حزب الله رغم بعض المعارضة في تياره وسعد الحريري مع تحرير كل الاراضي اللبنانية وحفظ السيادة الوطنية والدفاع عن حدود الوطن الشرقية والشمالية كما الجنوبية وهو ينحاز الى لبنان كوطن نهائي لجميع أبنائه.
نحن في حركة أمل حلفاء لحزب الله وطبعاً لدينا علاقات تاريخية مع الحزب القومي والعديد من الاحزاب والتيارات الشعبية ونحن بدأنا منذ مدة حواراً مفتوحاً مع حزب الكتائب سيتكثف بعد شهر رمضان حول مختلف القضايا والملفات.
# ما رأيكم بعملية النقد الذاتي الواسعة التي بدأها الرئيس سعد الحريري والنفضة التي يعتزم إجراءها في تيار المستقبل هل تؤيدونه في مساعيه وتتعاطفون معه؟
– أعتقد ان على مختلف القوى القيام بعملية مراجعة تنظيمية وسياسية بعد تجربة الانتخابات البلدية، لا يمكن لأحد دفن رأسه في الرمال. الرئيس سعد الحريري شاب مجدد وهو يعترف بالأخطاء ولا يكابر وهو يقدم تضحيات سياسية لأجل الوطن.
# هناك تمايزات في المواقف بينكم وبين حزب الله وهو امر معروف وشائع خاصة بالنسبة للعلاقة مع بعض الحلفاء. هل ان هذه التمايزات عابرة وما هو تأثيرها على الثنائية القائمة بينكم وبين الحزب؟
– هناك اختلافات مع حزب الله حول إدارة العديد من الملفات وهذه الاختلافات لا تفسد في الود قضية، نحن سوياً نمثل جبهة وحاضن المقاومة وأي تفريط بهذا التحالف هو خدمة للعدو الاسرائيلي.
بالنسبة الى تحالفات حزب الله وخياراته وكذلك بالنسبة لنا، نحن نلتزم الوحدة الوطنية التي هي سلاح لبنان الامضى بمواجهة العدو الاسرائيلي.
حزب الله لديه خيارات سياسية ونحن لدينا خياراتنا المهم ان تخدم خياراتنا مصلحة لبنان ومستقبله.
حرب باردة
# ثمة خشية من ان يضع نظام العقوبات الاميركي ضد حزب الله لبنان على سكة تصعيد غير مسبوقة تهدد اقتصاده وتوازناته وأمنه وقد ذكرتم ان تفجير بنك لبنان والمهجر يستهدف إرباك الوضع في لبنان وحزب الله والقطاع المصرفي هل يمكن تجاوز هذا القطوع الجديد وكيف؟
– نحن منذ اللحظة الاولى لصدور القانون الاميركي 2279 اتخذنا عدة مبادرات ومنها انتقال وفد برلماني الى واشنطن وإجراء محادثات بشأن هذا القانون، كما شجعنا زيارة وزير المال الى واشنطن وكذلك وفد المصارف والاتصالات التي أجراها المصرف المركزي.
نحن ننتقد المغالاة اللبنانية في الالتزام بمندرجات القانون الاميركي، وننتقد محاولات تطويع القطاع المصرفي اللبناني والاقتصاد الوطني الحر.
في اللقاءات مع مختلف الشخصيات الاميركية خصوصاً ممثل لوزارة الخزينة الاميركية شرحنا مخاطر القانون وانه يطال رجال أعمال لبنانيين وتحويلات اللبنانيين في مختلف أنحاء دول الانتشار اللبناني في العالم.
نسأل الله ان لا تطول هذه الحرب الباردة ضد الاسواق اللبنانية وان لا تنتقل عدوى هذا القانون والاجراءات التطبيقية له الى أوروبا.
أنا قلت واؤكد ان التفجير الأخير على مدخل بنك لبنان والمهجر إنما يستهدف في الوقت عينه النظامين الامني والنقدي اللبناني والمصارف وحزب الله بقصد إلصاق التهمة به، لبنان تجاوز هذا القطوع الذي يستدعي ان يكون كل مواطن خفيراً وأن نحمي القطاع المصرفي اللبناني ذا الخبرة العريقة المميزة.
# السؤال الاخير ونشكر سعة صبركم دولة الرئيس: لم تعلن حتى الآن موقفاً صريحاً من ترشيح أي شخصية سواء كان النائب ميشال عون أو النائب سليمان فرنجية أو ما سمي بالمرشحين الاربعة الاقوياء أو التوافقيين أو من موظفي الدرجة الاولى بصراحة من هو مرشحك للرئاسة؟
– أنا كنائب ناخب وكتلتي نضع الورقة في الصندوق الانتخابي عندما تحين الساعة نحن أيدنا مروحة خيارات القوى المسيحية، ولا نستطيع تأييد اختلافها، أو وضعنا أمام خيارات.
المهم ان يتم انعقاد جلسة الانتخابات وبعدها نحن لدينا الكفاءة الكاملة لنصادق بشرف ونختلف بشرف ولما فيه مصلحة لبنان.