سلام بعد زيارة الرئيس بري: السعي جاد لتأليف الحكومة والتأخير لا يفيد

تمام سلام

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري عند الثانية عشرة والنصف من بعد ظهر اليوم رئيس الحكومة المكلف تمام سلام على مدى ساعة، وعرض معه للتطورات الراهنة وموضوع الحكومة.

وبعد اللقاء قال الرئيس سلام: لقائي مع دولة الرئيس بري يأتي بعد مضي ما يقارب الشهر ونصف من لقائنا الأخير، الذي نستكمله اليوم بعدما حصل ما حصل على مستوى السلطة التشريعية من بحث لقانون الإنتخابات ومن ثم التمديد ومن ثم الطعن، نستكمل البحث في ما يعود بالخير لبلدنا ولأهلنا. ولا بد اليوم في البداية من القول أن الأحداث التي تشهدها مدينتنا الحبيبة وأهلنا الأحباء في صيدا هي شغل الجميع وهي هاجس الجميع، وأنا كنت قبل يومين قد أشرت الى ما يجب أن نحسب له من فتنة نقالة نتابعها في لبنان من منطقة الى أخرى، ومن مدينة الى أخرى، ومن بلدة الى أخرى، ومن مجموعات هنا وهناك. اليوم الوضع المأساوي الذي يهدد الأمن والإستقرار بل أكثر من ذلك يدخل البلد في متاهات في الصراعات على أشكالها المختلفة ومن أخطرها طبعاً الفتنة الطائفية. من هنا الجميع يدرك أهمية أن يكون للدولة والسلطة الشرعية في البلد الدور الحاضن لهذه الحالة وغيرها من الحالات وأن يكون القرار حازماً وشاملاً لوضع حد لما يمكن أن تتطور اليه الأمور، من هنا أقول أنه إذا كنا قد ضمنّا عدم الفراغ على مستوى السلطة التشريعية فلا بد أن نسعى جاهدين الى ضمان أيضاً عدم الفراغ على مستوى السلطة التنفيذية، واليوم الدليل الساطع لما للسلطة التنفيذية من دور مطلوب في رعاية المؤسسات الأمنية هذه المؤسسات التي تبقى ملاذ كل اللبنانيين وتبقى هي الضمانة لدرء الفتن والمصائب عن لبنان واللبنانيين. نعم السعي جاد وهذا ما أعوّل عليه وما استند اليه في موضوع تأليف الحكومة فطالما أن هناك جدية طالما سأعطي وأولي موضوع التأليف كل ما يحتاجه، وانا صريح وواضح الوضع لم يعد يحتمل التأخير، فالبلاد لا تعيش في الفراغ، والسلطة الشرعية لا يمكن لها أن تستمر في حالة من الفوضى أو من التسيب المبني على ضعف في مؤسسة من مؤسسات هذه الدولة. وكما السلطة التشريعية أم المؤسسات فإن السلطة التنفيذية أيضاً الذراع الفاعل والعامل لإحتضان كل ما يواجهه البلد من أمور وقضايا بحاجة الى علاج. الحياة عند الناس غالية ونحن علينا أن نحرص على ضمان هذه الحياة بشكل لائق ومحترم إن كان على المستوى الأمني أو على المستوى الإقتصادي أو الحياتي والمعيشي أو الإجتماعي. نعم كانت مناسبة للتواصل مع الرئيس بري وللمضي في تأمين مستلزمات تعزيز المؤسسات وتعزيز الشرعية.

سئل: هل هذا يعني أن هناك ولادة قريبة للحكومة؟

أجاب: كما قلت أن الجهود تبذل، وطالما أنها جدية فالمطلوب أن تثمر والتأخير في هذه الظروف لا يفيد وخصوصاً في ظل ما تشهده البلاد ونعود فنقول أننا نتطلع جميعاً الى حزم الدولة أمرها والى حزم السلطات الأمنية في غطاء كامل وشامل من الجميع بدون استثناء وفي وجه الجميع من دون استثناء. فلا أمن بالتراضي وخصوصاً عندما تصل الأمور الى ما وصلت اليه بالأمس واليوم في مدينتنا الحبيبة صيدا.

هذا نموذج قد يتكرر وقد يحدث في كل لبنان، وشهدنا أمس وحصل في الأسابيع والأشهر الماضية فلماذا الصبر ولماذا الإنتظار؟ يجب أن يتحمل الجميع المسؤولية كاملة ولا يعتقدن أحد ان هناك من هو يمكن أن يكون خارج الإستحقاق أو خارج المحاسبة أو خارج الإجراءات الأمنية الصارمة والحازمة. وفي هذه المناسبة لا بد من التوجه الى كل الذين هدر دمهم في هذه المواجهات وفي المقدمة طبعاً ضباطنا وعناصرنا في جيشنا الباسل وفي القوى الأمنية الى جانب المواطنين الأبرياء الذين يدفعون أثماناً غالية، ولا يمكن لهذا الأمر أن يبقى أو أن يستمر إذا تضافرت كل الجهود من المخلصين لوضع حد له.

سئل: هل بحثتم بصيغة معينة مع دولة الرئيس بري حول الحكومة؟

أجاب: البحث متواصل مع كل الأفرقاء ومع كل الجهات والقوى السياسية. الحكومات يجب أن تأخذ بعين الإعتبار كل المعطيات السياسية وبالتالي تتشكل في جو ينتج ما دعوت إليه وما زلت أدعو إليه من حكومة مصلحة وطنية.

ورداً على سؤال قال: في ظل الأجواء الأمنية السائدة اليوم وبالأمس، وفي ظل التسيب والفلتان الأمني، طبعاً أي موضوع بما فيه الحكومة يصبح من الصعوبة التعاطي فيه، ولكن كما قلت هذا يوجب علينا جميعاً أن لا نتوقف عند رأي من هنا أو من هناك بل نمضي بعقول وقلوب مفتوحة من قبل الجميع لننقذ بلدنا من خلال تأمين سلطة تنفيذية تتمثل بحكومة في وقت قريب.

وكان الرئيس بري استقبل النائب علي عسيران.

هذه التدوينة نشرت في أخبار ونشاط الرئيس. الإشارة المرجعية.