عون والحلفاء في 8 آذار: خلافات مُتنقلة أم أزمة علاقة ؟ بري: كلّ تحالف يشمل المبادئ ولا يُطاول التفاصيل

اتصال

لا ينكر احد من القيادات الاساسية في 8 اذار وجود خلافات داخلها حول العديد من القضايا والخلافات المطروحة فالتباين ظاهر للعيان ولا يخفى على احد. والحقيقة ان هذه الخلافات ليست جديدة فقد حصل مثلها في فترات متفاوتة منذ نشوء هذا التحالف وحتى اليوم. غير ان ما جرى ويجري مؤخرا لا سيما بين العماد ميشال عون واطراف سياسية اسياسية في الفريق المذكور طرح ويطرح اسئلة عديدة حول مصير العلاقات داخل 8 اذار.

والمستجد في هذا الشأن هو بداية تصدع داخل تكتل التغيير والاصلاح بسبب الخلاف بين عون من جهة ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس الحزب الديموقراطي طلال ارسلان من جهة اخرى حول التمديد للمجلس النيابي ثم التمديد اليوم لقائد الجيش العماد جان قهوجي عدا على قضايا اخرى لم يجر تسليط الاضواء عليها. يبدو ان «الجنرال» اخذ في السير بمنهج جديد يعزز خصوصية موقفه وموقعه لاعتبارات وحسابات سياسية تتجاوز اسباب الخلافات مع الاخرين في البيت الواحد حول القضايا المثارة علنا. ويبرز في هذا المجال التقارب بينه وبين المملكة العربية السعودية الذي وان لم يحسم مصيره بعد قد خلق «نقزة» جدية لدى حلفائه لا سيما «حزب الله» خصوصا انه جاء في وقت يتعرض له الحزب لاعنف هجوم من الرياض لا بل يقال ايضا انها كانت مساهمة اساسية في طبخ القرار الاوروبي ضده. وقبل فتح الابواب والخطوط بين السفارة السعودية والرابية، كان للعماد عون ايضا موقف حول مشاركة «حزب الله» في القتال ضد المجموعات المسلحة المتطرفة السورية في القصير وما بعدها، والذي قيل عنه بانه موقف ملتبس يحتاج الى توضيح، وحسب المعلومات فان هذا الامر من ابرز المواضيع التي نوقشت بينه وبين سماحة السيد حسن نصرالله في لقائهما الاخير. ولا شك ان هذه البرودة في العلاقة بين «الجنرال» تمتد ايضا الى اطراف وقوى داخل 8 آذار، هذا عدا عن الحالة الخاصة التي تتسم بها العلاقة بينه وبين الرئيس نبيه بري منذ البداية، حيث يذهب البعض الى القول ان «الكيمياء» غير موجودة في هذه العلاقة التي اصيبت بجرح غير عادي في الانتخابات النيابية لا سيما في جزين. ورغم كل ذلك فان الحديث عن تحول الخلاف بين عون وحلفائه الى خصومة امر مبالغ فيه، لا بل انه في غير موقعه او على الاقل ليس واردا في المرحلة الراهنة. واذا كان جنرال الرابية لا يتردد في اطلاق التلميحات واكثر ضد الرئيس بري في فترات متفاوتة مثلما يحصل في الوقت الراهن، فان رئيس المجلس يرد عليها بأسلوبه المعروف أكان مباشرة او بواسطة احد نواب كتلته، او من خلال الزوار وبعض الاصدقاء المشتركين. وينقل الزوار عن الرئيس بري قوله ان التحالف لا يعني ولا يفرض الاتفاق بين اطرافه على سائر القضايا والامور المطروحة، لا بل ان التباين حول قضايا ملفات داخلية امر طبيعي طالما ان التوافق مستمر حول ركائز هذا التحالف. ويضيف ان التحالف بين طرفين او اكثر لا يعني التطابق في الموقف والرأي حول كل شيء، والا لكان تحول الى حزب او تنظيم او تيار او حركة واحدة. فهو عبارة عن بناء كبير تشكل المبادئ الاساسية له اعمدته الكبرى، مثل عروبة لبنان، وموقعه، وسيادته، ودور المقاومة. اما القضايا التفصيلية فيمكن ان نتفق عليها او نختلف دون ان يعني ذلك انهيار العلاقة التحالفية. ويشير بري الى ان هناك تحالفات عديدة ظهرت فيها خلافات حول عدد من القضايا والتفاصيل المطروحة، ومنها على سبيل المثال تلك التي سجلت مؤخرا بين الدكتور سمير جعجع وحزب الكتائب من جهة والحلفاء في 14 اذار وعلى رأسهم تيار «المستقبل» في شأن القانون الارثوذكسي للانتخابات. لكن رئيس المجلس لا يخفي انزعاجه من طريقة اثارة او التعامل مع مثل هذه الخلافات والتباينات حتى من قبل اصحاب الشأن. ويعتقد مصدر سياسي مطلع ان هذه الازمة في العلاقة بين العماد عون وبعض حلفائه نتيجة الخلافات الاخيرة حول بعض الملفات قد تتكرر في اي وقت، طالما ان هناك تباينا في التوجهات حول العديد من الاستحقاقات القادمة.

المصدر: جريدة الديار_محمد بلوط

هذه التدوينة نشرت في الرئيس في الإعلام. الإشارة المرجعية.