اعلن دولة رئيس مجلس النواب الأخ الرئيس نبيه بري أنه لن يستسلم للفتنة، وأكد أن صعوبة الفتنة في لبنان هي بوجود 362 ألف زواجاً مشتركاً بين الشيعة والسنة. وقال: كل مسلمي لبنان مليونان أو مليونان ونصف وهذا يعني أن لدينا النصف أقارب، وهذا يعني أن كثيراً من السنة ينادون لجدهم يا جدي وهو شيعي، وكثيراً من الشيعة ينادون يا جدي وهو سني.
واعتبر في حديث إلى صحيفة “القدس العربي”، إن إسرائيل ترى في الفتنة فرصة العمر، وسأل: كيف دخل الإسرائيليون إلى لبنان في المرة الأولى؟ دخلوا لأننا كنا مفرقين، ووصلوا من خلال بعض المناطق إلى منطقة المتحف ووقفوا على مسافة 500 متراً من بيتي في بربور فمن هنا يجب الحذر كثيراً من أي إنقسام.
وعلق الرئيس بري على الأجواء الساخنة التي تعيشها الساحة اللبنانية حالياً، فقال: يمكن أن تلاحظ هواءً خماسينياً في لبنان اليوم لكن هذه الرياح ليس مصدرها لبنان بل هي تأتي مرات من الصحراء ومرات أخرى من فلسطين، إنما الأساس والسبب في مثل هذه الرياح الساخنة هو عدم توحدنا وعدم إتخاذنا موقفاً واحداً. وأضاف ساخراً حتى تكون عربياً يجب أن تكون هناك تفرقة.
ولاحظ الرئيس بري أن الوضع الآن مذهبي أكثر مما هو طائفي، وأن التشظي العراقي بدأ يأخذ منحاه، وهذا شيء مستغرب. وقال: إذا أخذنا إيران، فهي عندما كانت ميالة لإسرائيل كانت في نظر البعض حامية للخليج وكانت لها صداقات مع سياسيين لبنانيين ومع عائلات شيعية لبنانية، ويومها لم يكن يتكلم أحد بسني أو شيعي. وعندما تحولت سفارة إسرائيل إلى سفارة فلسطين، وأعتقد أن الشيعة يقربون السنة في فلسطين أكثر من إسرائيل، صار التركيز على إيران focusليس من العالم العربي بل من الغرب. وجاءت قصة اليمن والبحرين والحديث عن الهلال الشيعي، وهنا قلت للرئيس حسني مبارك إن الهلال الشيعي يكون ضمن القمر السني. وأشار أن القصة سياسية بإمتياز، وأن التمذهب يستعمل لهذا الموضوع الذي برزت تجلياته في العراق.
وتوقف الرئيس بري عند بعض الظواهر التي تحاول إثارة الفتن وإنتقد من سماه هذا الآدمي الكويتي بالمعنى العكسي طبعاً { في إشارة منه إلى رجل الدين الشيعي ياسر الحبيب الذي ذهب إلى لندن وأطلق تصريحات بحق زوجة الرسول عليه السلام السيدة عائشة}. وأضاف: شيخ الأزهر قال: على علمي ليس هناك قرآنان عند المسلمين بل قرآن واحد. إذاً ولا سطر في قرآن هنا ليس في قرآن هناك، أو سكنة يختلف عليها، حتى بالتفاسير لا تجد فارقاً. هذا كقصة قس أميركا الذي لا يمثل أكثر من 50 شخصاً وأراد إحداث فتنة مسيحية إسلامية، وهذه كلها عدة إسرائيلية كما أكد الرئيس بري. ورداً على سؤال هل سيكون لبنان ساحة للفتنة؟ أجاب: ليس اختيار لبنان لأنه لبنان بل لأنه معتاد على التنوعات، والفسيفساء موجودة، وإذا ألغيت هذا التنوع تبقى جبال لبنان لكن لبنان لا يعود لبنان.
وعن دور المحكمة الدولية في إحداث الفتنة، رأى الرئيس بري أنهم يعولون على القرار الظني كفتيل للإشتعال، لكنه استدرك بالقول: طالما أن العلاقة السورية السعودية جيدة طالما أن لبنان بمناعة من هذه الفتنة. وأضاف: لكن الحل مطلوب أيضاً من اللبنانيين، فأنت تساعدني ولكن لا تحل مكاني. الآن هناك مظلة تمنع الفتنة وإنما الحل يجب أن يكون من لبنان. وذكر أنه في 31 آب قال كانت هناك خلافات بين اللبنانيين وحُلت، كنا مختلفين على العروبة واتفقنا، كنا مختلفين اذا لبنان عربي الانتماء والهوية واتفقنا، وقلنا أن لبنان وطن نهائي، وأقرينا العلاقة مع سوريا وأن لا للتقسيم ولا للتجزئة ولا للتوطين بعدما كان أناس يفكرون بالتوطين والتقسيم، وعملنا عقداً إجتماعياً إسمه الطائف. فهذا العقد إذا كان فيه خلل تعالوا لنبحث فيه، تعالوا نطبق العقد، وأعطي أمثلة عن عدم التطبيق: المجلس الدستوري ساعة نمشيه وساعة لا نمشيه، أين المجلس الإقتصادي الإجتماعي؟ أين الهيئة الوطنية العليا لإلغاء الطائفية؟ مجلس الشيوخ هل أسسناه؟ وقوانين الإنتخاب هل أقرينا مرة قانوناً إنتخابياً بحسب الأصول؟
وعن صحة ما يتردّد عن نزول حزب الله إلى الشارع في حال صدور القرار الظني؟ قال الرئيس بري: يعتقدون أن القرار الظني عنوان الفتنة لكن كما عبّرت عنه هو الفتيل.
أنا مهنتي قبل أن أكون رئيساً للمجلس هي المحاماة ونعرف أن التحقيقات سرية ولا أحد يعرف متى يصدر القرار الظني. إنما نحن منذ ارتكاب جريمة إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الله يرحمه، إغتيل عند الساعة الواحدة إلا ثلاث دقائق فلم تقطع الساعة الواحدة إلا وكانت التهمة جاهزة وقالوا إنهم السوريون. ويومها قالوا أيضاً إنهم الشيعة لأنهم حلفاء سوريا، ولكن سها عن بالهم أن السنة ورفيق الحريري كانوا أيضاً حلفاء سوريا قد الشيعة 60 مرة.
مرت السنوات والإتهام لسوريا قائم، وبلّينا يدنا بالسوريين وخرجوا من لبنان وقتل أكثر من 50 عاملاً سورياً إلى أن أتانا خبر من لو فيغارو و دير شبيغل بأن ليست سوريا هي المتهمة بل حزب الله. وبينما كان 18 شخص من حزب الله قيد الإستماع، حددوا موعد صدور القرار الظني وأبلغوا السيد حسن نصرالله بذلك. فلو كان أحد مكان السيد حسن نصرالله هل يقبل وضع الجريمة بظهره؟
وسئل الرئيس بري ماذا ستفعلون إذا صدر القرار الظني؟ أجاب: هذا السؤال يطرحه علينا السفراء وهو أحد أسباب التوتير؟ فكيف يعلم السفراء بالقرار الظني؟ يعني أن المحكمة مسيّسة.
وتطرّق الرئيس بري إلى زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى لبنان، مستشهداً بموقف (قائد القوات اللبنانية) سمير جعجع في قصر بعبدا عندما وصف زيارة الرئيس الإيراني بأنها لائقة وبروتوكولية من رئيس دولة إلى رئيس دولة. ولفت إلى أن الرئيس نجاد منذ تسلمه مسؤولياته لم يبدل مواقفه طيلة 6 سنوات. هو ترابي، وقناعاته لم يغير شيئاً منها. واستغرب الهجمة الأميركية الأوروبية على زيارة نجاد إلى لبنان واعتبارها إستفزازية.
قلت للرئيس نجاد في المطار زيارتك مهمة جداً لنا كأصدقاء، ولكنها أصبحت أكثر أهمية بفضل أعدائنا. وأنا أسأل هل تريدون أن تكون أميركا أكرم منا في لقاء نجاد؟. يجيبني سفراء ولكن نجاد لم يزر أميركا بل زار نيويورك. قلت بلى زار جامعة كولومبيا وألقى خطاباً تناول المحرقة واستغلالها لتبرير الإساءة إلى للشعب الفلسطيني. وقال لي أحد السفراء ولكن أميركا ليست على حدود إسرائيل، فقلت له معك حق أميركا في قلب إسرائيل.
ولفت الرئيس بري إلى أن جميع الفئات اللبنانية شاركت في إستقبال الرئيس الإيراني، وقال: عندما كان الرئيس نجاد هنا في لبنان أقام له رئيس الجمهورية غداءاً تكريمياً كذلك فعل رئيس الحكومة، وأنا أقمت له عشاء. وقد شارك الجميع وسمير جعجع كان حاضراً في القصر وجورج عدوان كان هنا في عين التينة، وشانت جنجنيان كان في المطار.
وشدد الرئيس بري على احترام الرئيس الايراني لجدول المحادثات، وهو كان على استعداد للموافقة على تسليح الجيش اللبناني ولكن هذا الموضوع لم يناقش معه. وأنا شكرته في العشاء على الإستعداد غير المشروط لتسليح الجيش وقلت اننا لا نقبل استعدادات للتسليح مشروطة.
وتذكر الرئيس بري اهمية الحوار وضرورة التقاء اللبنانيين، وقال: في حوار عام 2006 وجهت دعوات الى 14 شخصية سياسية لبنانية بينهم اناس ليست بينهم اي علاقة ولم يروا بعضهم من قبل الا على شاشات التلفزيون.
واستطعنا التوصل الى اتفاق بسرعة على المحكمة وعلى العلاقة مع سوريا وتنظيم السلاح الفلسطيني وغيرها.
ليخلص الى انه ليس في لبنان اعداء بل خصوم. ولدى سؤاله هل يصح هذا الامر على د. سمير جعجع، اجاب: جعجع خصم وليس ابداً عدوا. إسألني عن اناس شيعة اقول انهم خصومي. الشيعي مثل الماروني مثل غيرهما قد يكونون خصوماً او اصدقاء، وأنا لا اميز نائباً من حركة امل عن نائب مسيحي او غير مسيحي. وعن وضع الرئيس فؤاد السنيورة بالنسبة اليه وهل هو صديق ام خصم أجاب إطلع منها.
وبالنسبة الى موضوع الحقوق المدنية الفلسطينية، فقال: اقرّينا جزءاً من الحقوق الاجتماعية والانسانية ولم نتمكن من اقرار حق التملك للفلسطينيين بسبب بعض الاعتراضات.