بسمه تعالى
للقرى التي تمرمرت شفاهها في مواسم العطش وهي تحرس النهر ، فيهرب من بين يديها أو يُهرّب منها ليملّح البحر.
للقرى التي تمرمرت عيونها وهي تلملم الضوء بأهدابها ، وتشقى وهي ترى دمها يزاحمه البكاء.
للقرى التي خبأت وجهها في دمها وهي تدفن حنينها في التراب لموسم آت مزدهر باللغة والأمل.
للجنوب الذي يجد الطريق إلى جهته وبحره وبره ، رغم الطرقات المحكومة بالظلام والظلال.
للجنوب الذي تعلمنا في مدارسه كيف نقرأ البرق والرعد ، وكيف نقرأ التراب ونحفظ الأرض عن ظهر قلب ، وكيف نقرأ العتم ونحفظ الليل حتى لا نتيه في الصحراء ونحن نشق دربنا إلى الصباح .
للجنوب الذي يحالف الوقت ولا يضجره الانتظار والزمن ، ويرابط ويعبر ولا تذوب في عيونه صور أبنائه ، ولا يخطئ تربة أشعاره ، ولا يخطئ نبضه قلوب محبيه .
لصور الوردة البيضاء في حديقة الجنوب ، سيف وكف البر ومرفأ البحر الصبي .
لجويا زيت سراجنا وزهره شمسنا ومشتل رياحيننا .
للشهابيه ملح خبزنا وضحكة أطفالنا ، والحنان الذي يسري في عروق مسائنا .
للعباسية التي حاولت الطائرات المعدنية اغتيالها في مسجدها عام 1978 ولكنها قامت ، ” حقا” قامت ” .
لبدياس مزمار داودنا وصباح كرومنا ، ووجه قمرنا ولحن نشيدنا ، وصرخة دمنا التي أطلقها مرشد النحاس .
ولبرج رحال التي ترتفع على منازلها وردة الأمل مطرزة بالصدق .
لحسن وحسين الساحلي، وحسن ومحمود الجندي، وعلي المعاز وحيدر حسن شور والعبدة صفا وعباس كلش وعلي ابو خليل ومحمد صبرا ومحمد بواب ومحمد حمود وحسن عبد الكريم وحسين عون .
ولعايده نصرالله التي اكدت بدمائها ان الحق لؤلوة في قلب الصيف تحملها الشمس في جداول ضوئها فلا ينطفىء .
ولبرج رحال النجمة السابعة في عقد ليلنا ، التي أرضعت ابناءها حليبا” بلا خوف ، والتي اكدت ان الحق قوة في جذع قصلة القمج وجنح الدواري ، وان القبضة الحسينية العارية اقوى من القبضة الحديدية ، لأن الايمان معناه احترام الارض ، ولأن الاحتلال معناه احتلال الارض .
للجنوب ولمجلس الجنوب ، هذه المؤسسة الوطنية المميزة بالاعمال لا بالاقوال ، والتي تقيم على اسماء شهدائكم الصروح التربوية وابراج الماء ، ولكل العناوين والاسماء ، ولمحمد سعد الذي لازال يحرس تلالكم ولا يغيب عن حصة المدرسة ، ولخليل جرادي الراهب المجاهد ولكم الف تحية في عرس اعراسكم عيد التحرير .
وبعد وبعد .
وحدنا في هذا العالم الخائف على نفسه وعلى معتقداته وتقاليده وتراثه الذين لا نرتجف كقصبة في مهب الريح .
ووحدنا في هذا العالم المحكوم الى الصواريخ الذكية والصواريخ الخفية والقذائف الموجهة بأشعة اللايزر والاقمار الصناعية ، وحدنا لسنا خائفين ، لأننا نقف على ارضنا ولم نبادر يوما” الى العدوان ولا الى الحروب ، ولأننا لـم نرتكـب الآثام
ولا المجازر ولا جرائم الحرب ، ولأننا أقوياء بحريتنا ومشاركتنا وبديموقراطيتنا ، ولأننا لا نقف سوى على خط تماس واحد هو خط التماس مع بعض الاجزاء العزيزة من ارضنا التي لا تزال تحت الاحتلال الاسرائيلي ، واقصد مزارع شبعا وتلال كفرشوبا .
اقول وحدنا ويا وحدنا ، لأنني من جهتي استغرب اساسا” محاولة اشاعة الخوف على مساحة بلدنا ومساحة عمقنا الاستراتيجي واقصد سوريا تحت ستار المطالب والشروط والاتهامات .
واستغرب محاولة تضليل الرأي العام المحلي والعالمي ومحاولة اغرائه بإستكمال الحرب على الارهاب واسلحة الدمار الشامل وتوجيهها نحو لبنان وسوريا .
استغرب ذلك من ناحية ان الحقيقة تجافي المزاعم ، الا انني ومن جهتي لا انفي ( نظرية المؤامرة ) التي تستهدفنا ، واؤكد ان ذلك يقع في اطار حرب سيطرة تستهدف الموارد البشرية والطبيعية ولا انفي كذلك ان هناك محاولة للتدمير النفسي والمعنوي لحالة المقاومة والممانعة لدى شعوبنا .
واؤكد في هذا الاطار ان هناك مخططا” للطرق المسدودة يهدف لتفريغ القضية الفلسطينية وقضية الشرق الاوسط من محتواها التاريخي والسياسي .
هل تراني ابالغ في قول ذلك ؟
اجيب على ذلك بالقول انه وقبل الحرب على العراق تجرأ ساسة اميركيون وصحافيون وكتّاب وجامعيون على التحذير من صورة الحروب القادمة التي تم تصورها في اسرائيل ، وحتى الآن هناك في عالمنا العربي والاسلامي وفي العالم المسيحي والعـالم الحـر ، مـن لا يـريد ان يصـدق وجـود ما يسمى بـ ” المحافظين الجدد ” الذين حولوا البنتاغون الى شركة عسكرية قابضة تقوم بتنفيذ حروب اسرائيل بالوكالة .
كما ان هناك من لا يريد الانتباه الى ان السياسة الواقعية للولايات المتحدة التي كانت متعاطفة مع اسرائيل الا انها لم تكن متطابقة معها قد تبدلت بسبب عدم الاستثمار العربي بصفة خاصة على نشر الوقائع المتصلة بالعالمين العربي والاسلامي السياسية والاقتصادية والاجتمـاعية والثقافية وعدم ابراز الفائدة المتبادلة للعـالمين العربي والاسلامي من جهة وللولايات المتحدة الاميركية ، المترتبة على تطبيع العلاقات بين الجانبين وعلى زيادة التبادل المتنوع ، وعلى انشاء وسائل الاتصال العصرية السمعية والبصرية مع الرأي العام والادارات الاميركية في الوقت الذي استفادت اسرائيل ومؤيدوها من الوقت وقاموا بإنشاء شبكات تضم مراكز ومعاهد ومؤسسات ، وضموا اليها نخبا” من المفكرين والباحثين والاعلاميين والعسكريين والمروجين ، هدفها توجيه سياسات الولايات المتحدة بما يلائم ويخدم مصلحة اسرائيل .
انه ومنذ مطلع التسعينيات اطلقت المبادرات للتأسيس للحروب القادمة ، وفي العام 1996 نشرت بعض الافكار في دراسة عنوانها نهاية سريعة : استراتيجية جديدة لتأمين السلام هدفها البعيد رسم البيئة الاستراتيجية لاسرائيل على قاعدة تخليص اسرائيل من جميع اعدائها ، وجعل محيطها نظيفا” من أي تهديد عسكري او امني .
ان هذه الدراسة وغيرها تركز على فتح الباب امام اسرائيل لاستكمال تشريد الشعب الفلسطيني من جهة ، ومن جهة اخرى تضع الى جانب سوريا وايران كلا” من الاردن ومصر والسعودية على منظار التصويب .
واقول لكم ان احداث الحادي عشر من ايلول ( سبتمبر ) فتحت الباب من الجهة الخلفية لتنفيذ المخططات تحت زعم استهداف الارهاب واسلحة الدمار الشامل وما يسمى بـ ” اعادة بناء الامل ” .
واقول لكم ان الحرب التي بدأت من افغانستان وانتقلت الى العراق هي الحرب العالمية الرابعة ، اذا افترضنا ان الحرب الثالثة انتهت بإنتهاء الحرب الباردة وتفكك الاتحاد السوفياتي .
واقول لكم ان التفجيرات الارهابية المستنكرة والمدانة التي استهدفت الرياض ومن ثم الدار البيضاء هدفها اعطاء زخم وتبرير استمرار حروب السيطرة على مواردنا وانتاج انظرتنا بما يلائم العصر الاميركي .
وقد يقول قائل ولكن التفجيرات تستهدف الوجود الاميركي والاجنبي فكيف ندعي انها ستعطي زخما” لصورة الحركة العسكرية والسياسة والاقتصادية التي تستهدف منطقتنا .
اجيب على ذلك بالقول ان الاسلام لا يعطي وكالة لأي جهة او طرف لخوض حرب اشباح بالمتفجرات عبر العالم .
واقول ان هذه الحرب السمعية والبصرية مع ما يرافقها من مشاهدة دموية هدفها حشد الرأي العام العالمي الى صوابية الحرب ضد الاسلام تحت ستار الحرب ضد الارهاب وهو الارهاب ذاته الذي كان في اساسه يلقى الدعم والرعاية خلال مراحل الحرب الباردة وهو يستخدم اليوم لتبرير الحرب العالمية الرابعة .
انني اوجه عناية سلطة القرارين العربي والاسلامي الى ان منظمات الاشباح التي نجحت حتى الان بخدمة التوجه الاسرائيلي في جذب توجيه انظار الرأي العام العالمي بعيدا” عن الارهاب الرسمي وارهاب الدولة الذي تمارسه اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني – هذه المنظمات تستدعي توحيد الجهود الحازمة للنظامين العربي والاسلامي من اجل اسقاط مشروعيتها الايدولوجية وتقليم اظافرها خصوصا” وانه تحاول اعطاء انطباع بأنها تستثمر على مظلومية الشعب الفلسطيني ومن ثم تخدم بأعمالها محاولة وصم المقاومة بالارهاب .
وعلى نفس الصعيد اتوجه من الجنوب الى كل اللبنانيين والى كل العرب والمسلمين والعالم بالقول ان اسقاط مثل تلك الذرائع وتفادي الحروب او ابعاد شبحها عن اقطارنا لا يكون بدفن الرؤوس بالـرمل او بإشـاحة الاعين عن رؤيـة الوقـائـع ،
او بتحييد الاقطـار او بالانضمام الى تحالف الراغبين ، او بتقديم التسهيلات ، ولكـن بالتـأكيد للادارة الاميركية ان حروب السيطرة الاميركية تحول العالم الى محيط من الكراهية العالمية لكل ما هو اميركي .
ان الادارة الاميركية بإمكانها دون شك ان تكسب الحروب بسبب جيشها الرقمي المتفوق والوسائل التكنوالكترونية العصرية التي تملكها ، ولكن هل ان الجيوش العابرة للقارات هي الوسيلة الممكنة لاخصاع العالم ؟
هل ان جيوش الامبراطوريات المتنوعة التي عبرت الى الشرق الاوسط من آسيا واوروبا في العصور المتفاوتة قد تمكنت من اخضاع هذا الاقليم ؟
وهل ان الزمن كان في مصلحة الغزاة ام ان الشعوب استحدثت وسائل المقاومة والممانعة التي مكنتها من استعادة استقلالها وسيادتها ؟
اطرح هذه الاسئلة من موقع مسؤوليتي امام الناس ، محاولا” استخلاص العبر بما يخدم التوجهات العربية ، وعليه ومن موقع مسؤوليتي الشعبية ادعـو مواقـع المسؤوليـة العـربية والاسلامية الى :
اولا” : الى ازالة الاسرار بين انماط السلطات المتنوعة وشعوبها ووضـع الحقائق بتصرف الناس ومشاركتها في المسؤولية ، ونشر وعي حول الحقائق الدولية الراهنة لتمكين الناس من المساهمة في انتاج حياتها وحياة دولها ومجتعاتها ، واساليب ممانعتها لكل محاولة للسيطرة على مواردها او الاعتداء على خصوصياتها الثقافية .
ثانيا” : الاستثمار على مراكز الدراسات العربية خصوصا” لمتابعة اتجاهات السياسات الدولية وانعكاساتها الراهنة والمستقبلية على اقطارنا وشعوبنا .
ثالثا” : الاستثمار على وسائل اتصال سمعية وبصرية وبكل لغات العالم بالرأي العام العالمي لنشر ليس الحقائق السياسية والتاريخية المتصلة بقضايانا القطرية والقومية فحسب بل كذلك بوقائع اسواقنا واتجاهات سوق العمل والانتاج والترويج للاستثمارات المتبادلة .
واقول ان المعركة من اجل اعادة انتاج السياسة الخارجية الاميركية في ما يتعلق بالشرق الاوسط يجب ان تخاض في واشنطن وهي تحتاج الى رؤوس فاعلة ومؤثرة على مراكز صنع القرار الاميركي ، وهي تحتاج الى مؤسسات عصرية للدراسات والابحاث والترويج والاعلام والاعلان .
وقد يقول قائل ان الوقت قد فات على ذلك ، وان الادارة الاميركية تدق على ابواب المنازل وليس فقط ابواب الدول في المساحة الممتدة من البحر الابيض المتوسط الى قلب آسيا ومن شرق اوروبا الى العراق والخليج وافغانستان وباكستان والى اوزبكتسان وكازاختسان ؟
نحن نقول اننا نرى ونلمس ونحس بذلك ، ولكن خوفنا على المستقبل ينبع من قصر نظر انماط سلطة القرار السياسي العربية وغيرها ، عن ادراك ان الابعاد الحقيقية للاستراتيجية الاميركية هي السيطرة والهيمنة على الموارد البشرية والطبيعية لهذا الاقليم الواسع ، والادارة الاميركية لم تتوان بشخص رئيسها على طرح المشروع الاقتصادي الذي يلائم مصالحها والذي هو صورة طبق الاصل لمشروع الشرق اوسطية الذي حاول شمعون بيريز رئيس الوزراء الاسرائيلي المسؤول عن مجزرة قانا تسويقه منذ سنوات بعيدة ، وهو المشروع الذي سبق ووصفته بأنه يؤدي الى انتاج اسرائيل الكبرى اقتصاديا” بعد ان ادت حرب تشرين المجيدة واستمرار الممانعة السورية والمقاومة اللبنانية والانتفاضة الفلسطينية عن اثبات عجز القوة الاسرائيلية عن تحقيقه عسكريا” .
وفي كل الحالات واذا كان درس العراق يعبر عن ان الحرب ستكون الهدف ، كلما تلاقت المصلحة الامنية والعسكرية الاسرائيلية مع المصحلة الاقتصادية الاميركية .
فإننا نرى اليوم ونحذر من ان اسرائيل تراهن على اثارة المزيد من الحروب لتحقيق هدفها الاستراتيجي وهو استكمال عملية الترانسفير الفلسطيني .
واذا كنا نرى ان الحرب ضد الحرب يجب ان تدار في واشنطن نفسها كما اسلفنا من اجل انتاج سياسة اميركية واقعية تزاوج بين المصالح والحقائق ، فإن اولى الضمانات التي يجب ان يسعى العرب لتحقيقها في اطار هذه الحرب الحضارية هي الاطاحة بمخططات الترحيل الاسرائيلية للفلسطينيين وتحقيق الحماية الدولية للشعب الفلسطيني .
وعلى المستوى العربي العام وقبل ان يعبر النظام العربي عن عجزه عن مقاومة مشروع بوش لتحويـل الشـرق الاوسـط ( الاداري ) الى منطقة تجارية حرة ، فإن النظام العربي وسلطة القرار السياسي العربي التي هي القمة العربية مدعوة الى الانعقاد فورا” لاتخاذ قرارات هامة ، ابرزها تجديد النظام العربي عبر :
1 – اتخاذ الاجراءات والخطوات للعمل بالبرنامج التنفيذي لاقامة منطقة التجارة العربية الحرة تنفيذا” لقرار المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي المتخذ عام 1997 ، وضمنا” المصادقة التامة على اتفاقية تيسير وتنمية التبادل التجاري بين الدول العربية والبدء بخطوات عملية لتفعيلها .
2 – اتخاذ القرارات والخطوات الضرورية لانشاء السوق العربية المشتركة .
3 – على المستوى البرلماني وضع التصور النهائي والاليات الضرورية لانشاء البرلمان العربي الموحد لتحويل قرارات القمة العربية الى تشريعات نافذة .
الحضور الكريم
ربما يتوجب قول ما قلته في العواصم وتحت نوافذ وآذان القادة العرب ، الا اننا تعودنا ان نطلق صرختنا في برية العرب من ابراج المقاومة التي تكاد تكون برج رحال اعلاها ، متمنيا” ان تكون هذه الصرخة موازية لصرخة دم المقاومين ولصرخة المواطنين العرب الذين كادوا ان يلمسوا ان هناك ما يشبه الفراغ وليس فقط عجزا” في سلطة القرار العربي .
وبالعودة الى لبنان فإن ما اريد تصويبه هو ان قضية لبنان ليست قضية المقاومة في لبنان ، لأن المقاومة وسيلة ونتيجة للاحتلال والعدوان والتهديد للبنان عبر الجنوب ، ونتيجة للابعاد المائية والاقتصادية والاستراتيجية لحروب اسرائيل ضد بلدنا ، وهذه هي القضية .
ان التنكر والتجاهل الدولي لحروب اسرائيل ضد بلدنا وخصوصا” التنكر والتجاهل الاميركي لعدوانية اسرائيل ضد العرب عموما” واستمرارها في تزويد اسرائيل بوسائل القوة جعل تحولنا الى الدفاع عن انفسنا حقا” مشروعا” وشرعيا” .
ترى هل نسي العالم انه رغم اتفاقية الهدنة لعام 1949 فإن الجيش الاسرائيلي قام ولايزال بخروقات يومية لهذه الاتفاقية برا” وبحرا” وجوا” ؟
هل نسي العالم استهداف مطار بيروت المدني عام ؟
هل نسي العالم ضحايا المجازر الاسرائيلية ونحن نحتفل اليوم على مرمى الصوت من مسجد العباسية الذي دمرته الطائرات الحربية الاسرائيلية على رؤوس ما يزيد عن مئة مدني كانوا لجؤوا اليه في اذار 1978 ؟
هل نسي العالم الاسرى اللبنانيين في السجون الاسرائيلية وبينهم رجل دين .
هل نسى العالم ضحايا تعذيب الجلادين الاسرائيليين للمعتقلين في انصار والخيام وغيرهما وبينهم نساء واطفال ؟
وفـي كل الحالات نحن لسنا معنيين بتبرير مقاومتنا واسبابها ، لأن من يجب ان يقف في قفص الاتهام هم مجرمو الحرب الاسرائيليون من المستوى السياسي والعسكري الاسرائيلي سواء من اليمين او اليسار .
على المستوى السياسي الوطني وحتى لا يأخذنا الانتباه الشديد للوقائع الاقليمية والدولية الضاغطة بعيدا” عن الحرص الضروري لتمكين جبهتنا الداخلية اقول للجميع ، ان الظروف الراهنة وصورة لبنان الغد تحتاج الى مواقف مشتركة والى زيادة التلاحم الداخلي عبر تعزيز صيغة التعايش الوطني .
ان لبنان في النظام الدولي الراهن وفي كل نظام دولي هو انموذج كوني لامكانية التعايش وتحويل التعايش بين الطوائف والفئات والجهات الى صيغة ايجابية ، بل الى ميزة فريدة وهو واجب كل لبناني مخلص .
كما ان لبنان في هذا النظام وفي كل نظام كبير بالحرية وصغير بدونها ، الا اننا لا نريد لهذه الحرية ان تكون كما كانت او تعود الى ما كانت عليه اي حرية الاحتكار
حرية الاحتكار لمصطلح ذاته
حرية الاحتكار لتعريفه ومفهومه
حرية الاحتكار للدولة ، لضرورتها ولوظائفها
حرية ا لاحتكار للسلطة وموالاتها
حرية الاحتكار للمعارضة ومفهومها
حرية الاحتكار للتصدير والاستيراد
حرية الاحتكار للتعبير وكذلك للانتماء
اننا جميعا” معنيون بكسر هذا الاحتكار للحرية 0
اما على الجانب الاقتصادي فإنني اعود الى دعوة الحكومة التي اعتبرتها تصحيحية الى تشكيل لجنة لدراسة الاقتراحات التي اصدرها المجلس الاقتصادي والاجتماعي رغم المحاولة المستمرة لاقصائه عن دوره وتهميشه .
اننا نرى ان الاقتراحات التي صدرت بعد ورش عمل عديدة ودراسات وابحاث جديرة بالاهتمام ، وانها ستؤدي تدريجيا” الى تحرير الاسواق وتحرير قطاعات الاعمال والانتاج المختلفة من المشكلات المتراكمة .
اننا كذلك ندعو وبالسرعة الممكنة الى إيلاء الزراعة والصناعات الرئيسية العناية الضرورية .
ومن هذا الصرح التربوي الذي نفتتحه في هذا العيد ، ومن كل مدرسة ومعهد وجامعة نعود الى اطلاق الصوت بالاستثمار على التربية وعلى علاقة التربية بالتكنولوجيا الحديثة ، وعلى التربية على الديموقراطية وعلى علاقة التربية بمتطلبات سوق العمل اللبنانية كما العربية ، لأنه في ظل الظروف التي تحول دون امكانية الحد من الهجرة فإننا نود ان لا يتغرب ابناؤنا ابعد من عالمنا العربي ، وهذا الامر يتطلب ملاءمتهم مع متطلبات سوق العمل العربية .
ايها الاعزاء
اليوم وبعد جولتنا التي فتحنا من خلالها الباب لمناسبة عيد التحرير التي تصادف غدا” ، على عدد من المشاريع ومنها وضع حجر الاساس لبناء مدرسة في الشهابية ومدرسة في العباسية ، ولتجمع مدارس في جويا وافتتاح مدرسة في بدياس ومسلخ حديث لمدينة صور وهذا الصرح التربوي .
فإننا سنكون على موعد معكم لنمد ايادينا الخضراء لنفسر حلم الماء والمدرسة على طول الحدود ، لأن المقاومة هي في اساسها ومنذ فجر التاريخ مدرسة الانسان في لبنان .
عشتم
عاش لبنان
وكل عام وانتم وكل لبنان بالف خير