بسمه تعالى
ونحن صغار كنا نحفظ عن ظهر قلب النشيد الذي مطلعه :
نحن الشباب لنا الغد
اليوم وفي مؤتمر كشافة الرسالة المنعقد لبحث الخطة الاستراتيجية الخمسية لـ” أسرة الرسالة ” أقول لكم :
انتم الشباب ولكم الغد
فعليكم مع أجيال الشباب على مساحة الوطن والأمة والعالم تقع مهمة صناعة المستقبل ، وانتم على وجه الخصوص تحملون أمانة حركة أمل ، وتشكلون مؤسسة وتنظيم الظل لها ، المؤسسة التنظيم التي تنتمي للمستقبل ، والتي تواجه تحديات المستقبل ، فنحن وقعت علينا مواجهة تحديات الماضي والحاضر ، التي كان علينا في إطارها أن نتشكل كمقاومة لمواجهة الأطماع الإسرائيلية في أرضنا ومياهنا ، ثم إزالة الاحتلال الإسرائيلي ، وقد تم دحر هذا الاحتلال عن معظم أرضنا ، وتقع علينا معكم مهمة استكمال تحرير مزارع شبعا وتلال كفر شوبا وردع العدو عن التفكير بمد يده للاستثمار على ثرواتنا المائية .
ونحن وقعت علينا على المستوى الوطني مهمة رفع الحرمان والغبن التاريخيين على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، وقد حققنا الكثير على هذا المستوى ووضعنا لبنان على طريق الديموقراطية ، ووضعنا الأسس لنظام برلماني عصري يحتاج منكم في ” أسرة الرسالة ” : وأخواتها على المستوى الوطني إلى :
أولا “ :
– تعزيز السلام الأهلي
– تنمية الموارد اللازمة لنمو الاقتصاد
– تقوية النسيج الاجتماعي بما يؤدي إلى أوضاع اجتماعية سليمة .
– التربية على الديموقراطية ، لأن الديموقراطية هي نقيض الطائفية والفئوية والفردية ، وهي وحدها التي تشجع الإبداع والحكم السليم والاستقرار .
– حماية البيئة بأن تتشكلوا كشرطة متطوعة لحماية البيئة والموارد .
إن السلام والاقتصاد والمجتمع والديموقراطية والبيئة هي الأبعاد الحقيقية المترابطة للتنمية التي تشكل التحدي الأساس لبلدنا في القرن الراهن ، وهي العنوان الذي تطرحه عليكم الاتجاهات العامة للخطة المطروحة على أسرتكم الرسالية .
ثانيا” : لقد دخلنا أفق عالم متصل باوتوسترادات إلكترونية من الكابلات الليفية الضوئية العريضة وقنوات الأقمار الصناعية .
إن هذه التقنية الجديدة للكمبيوتر والمعلومات والاتصالات تعيد دون شك تعميم أساليب حياة الناس وعملهم وتعاملهم في ما بينهم ، وتخترق وجوه العمل والحياة كلها .
إن هذا الأمر يفرض على أسرة الرسالة ما يلي :
أ – بناء علاقات عصرية بين التكنولوجيا وأفراد مؤسساتكم بما يعني القيام بعملية محو أمية في مجال التكنولوجيا ، وان تأخذوا على عاتقكم بالتعاون مع المؤسسات الوطنية الدولية العاملة في هذا الإطار العمل على محو الأمية في مجال التكنولوجيا على مستوى قاعدة الحركة العريضة ، وكذلك المواطنين في مختلف قطاعات أعمالهم ، لأنهم يشكلون البحر الذي تسبح به أسرتكم ومؤسساتكم الحركية .
ب – القيام بحملة لمحو الأمية على مستوى اللغات العالمية المستخدمة في مجال الأعمال
ج – رفع القدرة على إنتاج المعرفة ، خصوصا” وان هذا الأمر بات متوفرا” عبر برامج المعلومات وبما يوفر لمؤسساتنا الحركية معلومات افضل على مستوى القضايا الوطنية المختلفة وعلى المستوى العالمي .
د – على المستوى التربوي ، بناء مؤسسة خاصة هدفها التعريف بمعاهد التعليم العالي واختصاصاته ، وتوجيه الأفراد الكشافة والشباب نحو الاختصاصات الملحة على المستوى الوطني والاختصاصات التي تحتاجها أسواق العمل .
وهنا مع احترامي لاختصاصات الطب والهندسة مع الأسف في لبنان لا يوجد توجيه علمي يقود الشاب نحو حاجة السوق حتى العلم يخضع للعرض والطلب إذا كان طلب السوق اقل من العرض الذي تقدمه الجامعات فالحمد لله عندنا 40 جامعة وهناك المزيد على الطريق إذا كان هذا الأمر يحصل نكون نخرج بطالة مثقفة وهذه اخطر أنواع البطالات ” .
ثالثا” : إن التحدي الأساس المطروح علينا هو أننا بدأنا نعيش مرحلة عالم آحادي محكوم إلى إمبراطورية أو إمبريالية قابضة على مستوى الاحتكار المركزي للقوة وللقرار ، وكذلك عالم محكوم إلى محيط اقتصادي دولي محكوم إلى شركات عابرة للقوميات تتحكم بقوة العمل والإنتاج والسلطة .
الحرب في العراق حاصلة لماذا في كل مرة تلتقي المصلحة الاقتصادية الأميركية مع المصلحة السياسية الإسرائيلية تقع الحرب في منطقة الشرق الأوسط تحت غبار العراق الكثيف يجري تجريف القضية الفلسطينية يجري التقتيل والتهجير .لماذا لا نصارح شعبنا لماذا لا نقول أن موضوع الضفة الغربية استطاع الإسرائيليون أن يقضوا على بعض بؤر الثورة كما يسميها الإسرائيليون الذي يحصل الآن أن إسرائيل انتقلـت إلى قطاع غزة . المخطط هناك يقضي إلى تقسيم القطاع إلى مربعات أمنية وعمليات اغتيال في الطائرات والسيارات وبكافة الوسائل كل ذلك يمر تحت غطاء كثيف في موضوع العراق ما يحدث بالنسبة للعرب ، كان المطلوب فقط التوقف عند أحد قرارين تنتهي الحرب في العراق وغير العراق هذا الكلام غير مبالغ فيه.
أن يقول العرب نعم سوف نستخدم سلاح النفط هذا الكلام لم يقله العرب وهناك موضوع آخر قاله لهم الرئيس بشار الأسد وهو أمر بسيط هو انه يتفهم هواجس وقد صارت الجيوش في بعض البلدان وهذا ليس تبريرا” فقط دعونا نقول ممنوع تقديم هذه التسهيلات للانطلاق من أراضيكم ، هذا الموضوع لم يمرر . هذا القرار لم يؤخذ على الإطلاق انه لأمر في منتهى البساطة ، الولايات المتحدة الأميركية وحقيقة الأمر هوان العرب غير متفقين على وقف الحرب مع العلم والإشارة أن الولايات المتحدة الأميركية بحياتها لم تكن صادقة بقدر ما هي صادقة الآن فهي تقول للعرب : بعد العراق دوركم آت واحدا” ، واحدا”، نحن الآن أيها الاخوة والأخوات نعيش ذكرى عاشوراء نبكي ونلطم ولن آتي على سيرة التطبير وهو أمر يجب أن نقلع عنه لأنه لا علاقة له على الإطلاق بالذكرى وتمجيد الذكرى أقول لكم من الآن أن الذي قتل جسد الحسين وآل الحسين ( ع ) هو الأقل خطرا” الخطر الأكبر كان بالأشخاص الذين أرادوا قتل مبادئ الحسين ، هنا يكمن الخطر الأكبر
فما الذي يحصل الآن ، ليس الموضوع موضوع صدام حسين ، الذي يحصل الان يقولون لنا انهم يريدون تغيير الفكر والبرامج والمناهج انهم يصارحوننا .هل يعقل انه لا يصدق صديقه في هذه الأيام فهل تعصون تصديق عدوه انهم لا يريدون تصديق أعدائهم حتى تقولون لماذا التشبيه بين كربلاء والحسين والذي يحصل الان أقول لماذا لان قضية الحسين ليست قضية بكاء مستمر أنها قضية حق وباطل والحق والباطل خالدان الحق خالد لان هناك باطلا” على الدوام ، هذا الواقع انه في كل عصر تجد يزيد . لماذا لا يوجد الان ضمن المجموعة العربية كما تفرقوا عن الحسين فمات جسد الحسين لكان عاشت مبادئه كذلك الان العرب يتفرقون عن حقهم وبالنتيجة تكون أميركا التي تعطي الفرصة بالأيام فقط ، الأمر واضح فهو لا يريد إلا قراءة ، فلماذا طال أمد بدء الحرب شهر أو شهرين كي لا أبالغ لا تستطيع الإدارة الأميركية بعد ذلك أن تقوم بالحرب ، لماذا ؟ لان الرأي العام الأميركي سوف يتغير ، اليوم رئيس سابق حامل جائزة نوبل للسلام الـرئيس كـارتر وجه رسالة في الإعلام رسالة مفتوحة إلى الرئيس بوش ، يحذره من مغبة الشيء الذي يفعله الأميركيون حقيقة لو هناك إعلام عربي ، ناطق باللغة الإنكليزية لو هناك CNN عربية بفوائد فوائد الأموال المودعة في الولايات المتحدة الأميركية وتخاطب الرأي العام الأميركي لما كنا قد وصلنا إليه ، مرة أخرى ومع الاكبار دائما” لما حصل في فيتنام من قبل المقاتلين الفيتناميين نقول انهم انتصروا في واشنطن قبل أن ينتصروا في سايغون ، كان يجب هذا الأمر أن يحصل فإسرائيل كيف تسيطر على الولايات المتحدة هل بجيشها تحتل أميركا ، كل أميركي يدفع ضريبة للإسرائيليين ودولتهم كل أميركي يدفع ثمن رصاصة لماذا لانهم استطاعوا مخاطبة الرأي الأميركي ، هذا الأمر عندنا ليس حاصلا” المفروض أن نستعين بشعب الولايات المتحدة الأميركية على إدارة الولايات المتحدة
د – هناك الآن شركات هناك دول غير منظورة هي الشركات العابرة للقارات موجودة في عدة بلدان ،هذه الشركات تخدمها هذه البلدان وهي شركات ليس لديها جيش ولا أساطيل سوى الشيء المتعلق بتجارتها ولكن هذه الشركات قابضة واصبح لها قوة تعود بالنفع على الدول التي انطلقت منها وهي الدول النامية والدول الاستعمارية مع الأسف .
إن هذا الأمر يفرض على أجيالكم ليس على المستوى الوطني فحسب وانما على المستوى العربي الحاجة إلى سياسة اقتصادية جماعية متعاونة ومبتكرة خصوصا” إزاء الميحط الاقتصادي الدولي الذي سيواجه العرب خلال هذه الألفية .
إن صورة الحركة السياسية والعسكرية للقوة الدولية التي تمثل الأحادية التي تحتكر القوة تفرض تحديات متنوعة ، أبرزها ممارسة سياسة انتداب دولي تنفذ استراتيجيات متنوعة لتنفيذ خطط طرق لمنطقتنا والعالم ، بما يقدم مصالح تلك القوة الإمبراطورية أو الإمبريالية على المبادئ والحقائق ومصالح بقية الشعوب .
إننا بمواجهة الآحادية والعولمة نرى أننا لسنا مخيرين في الدفاع عن خصوصياتنا الثقافية ومعتقداتنا .
كما أننا في الإطار نفسه نرى أن إسرائيل ستشكل في هذه المرحلة الدولية كما شكلت في الماضي ، حاجة للقوة التي تحتكر القوة والاقتصاد للضغط على امتنا وبلدنا ، بما يعني أن إسرائيل ستحاول الضغط على سلام واستقرار لبنان ونهوضه الاقتصادي إضافة إلى الأخطار العدوانية المبنية على أطماعها في أرضنا ومياهنا ، وكذلك نشر التوترات عن طريق تصعيد الإرهاب الرسمـي الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني بهدف تحقيق نكبة ثانية ، عن طريق تشريد هذا الشعب الشقيق وتصفية القضية الفلسطينية .
إن هذا التحدي يستدعي بناء كشافة الرسالة على الدوام كأفواج للمقاومة اللبنانية لمواجهة أي استحقاق .
وفي كل الحالات فإن أسرة الرسالة مطالبة في زمن السلم كما في زمن الحرب لاعداد أبنائها والحركيين خصوصا” أبناء المنطقة الحدودية على :
– عمليات الإسعاف الشعبي
– الدفاع المدني
هـ- وهنا أريد أن أتوقف عند موضوع لعله 50 % من علة المجتمع العربي واللبناني وكل مجتمعاتنا والذي يؤثر على أي تقدم وانتصار لنا ، نحن اليوم نعيش يوم المرأة العالمي ، أين المرأة في العالم العربي ، فلنبدأ من العالم الذي نعتبره متطورا” هل يوم المرأة هو رقص واغان وانتخاب ملكات جمال وهنا لا أريد أن أتكلم عن أحد فكل واحد حر بحياته ، لكن هل هذه هي حقوق المرأة فقط لماذا نقول أن حقوق المرأة فقط في الفرح والغناء ولا نقول أين حقوق المرأة في المجتمع.
أيـن حقـوق المرأة في التنمية هذا الأمر في لبنان الذي يعتبر مثالا” لهذه الأمور فماذا نقول عن العالم العربي هل نقول أن في بعض البلدان العربية انه ممنوع على النساء قيادة السيارة هل نردد كلام الرسول ( ص ) عن الأمهات وانه كان يقبل يد ابنته ويقول لها ” يا أمي ” نقبل أن تكون حبيبتنا وننظم قصائد الشعر والغزل وغيرها ونقبل أن تكون أمنا ونقبل قدميها واختنا وان تسكننا ولكن لا نقبل لها أن تصوت أو تترشح في بعض البلدان العربية ممنوع للمرأة أن تصوت وفي مكان آخر ممنوع لها أن تترشح ومكان آخر ممنوع لها أن تقود سيارة لهذا المجتمع الذي نصفه أي 50 % منه امرأة يمكن له أن ينهض ويقاتل ويتحدى لا انهم ينتظرون ” العم سام ” كيف يعلمنا على الديموقراطية والحرية انها الذريعة التي ابقونا بها ولان يتذرعون بالأسلحة التي أعطيت له مثلما يتزرعون ببعض الأنظمة العربية أن لا يسمحوا لها بأي شيء ، مثلمــا خلقوا قيــادات وأتوا ليقولوا أن السـلام ” السلام عليكم ” في كل لحظة فهما ينطقان بالسلام في كل صلاة ، لقد حفظوا ” شالوم ” وهي مستمــدة من سلامـنا، لكنهم لم يحفظوا شيئا” من السلام ، المرأة في أي مجتمع يجب أن نرى نسبة مشاركة المرأة فيه ونقيس مدنية هذا المجتمع على مقدار هذه المشاركة ، بما أن مشاركة المرأة العربية هي تقريبا” صفر في العالم العربي فالمجتمع العربي سيكون صفرا” هذا الكلام أقوله أمام الكشافة لماذا نحن الآن على أهبة إنشاء قطاع خاص للمرأة في ميادين حركة أمل وكشافة الرسالة الإسلامية فيجب أن تتأكدوا انه عندما يصبح قطاع المرأة في الحركة والكشافة بالتساوي مع قطاع الرجل عندها يمكن القول أننا أصبحنا شيئا” مميزا” هذا هو الأساس وأود أن الفت نظر هذه الكشافة العظيمة إلى هذه النقطة بالتحديد لتقوية قطاع المرأة كي تتحمل مسؤولياتها في مجتمعاتنا انطلاقا” من لبنان وصولا” إلى بقية العالم العربي .
على المستوى الوطني
بالإضافة إلى كون المؤسسات الكشفية هي مؤسسات إنسانية طليعية متطوعة مستعدة مساعدة الغير ، وتقديم العون للمواطنين والوصول إلى المناطق الأشد فقرا” .
الا ان سمات العصر المتقدم تفرض على المؤسسات الكشفية وفي الطليعة أسرة الرسالة ، مهمات تتلاءم وما أشرت إليه بداية ، وهذه المهمات تتطلب هيكلية قيادية تتضمن توظيف مهمة القائد وتنمية القيادات للقيام بهذه المهمات .
إن هذا الأمر يحتاج إلى برامج تدريب وتعليم وتربية على المهمات .
إن هذا الأمر يحتاج إلى مناهج كشفية متطورة تتلاءم وتطور العصر واحتياجات الفتية والشباب .
إن هذا الأمر يحتاج كذلك إلى تنمية الموارد المالية لأسرة الرسالة .
إنني من جهتي أعدكم شخصيا” وباسم حركة أمل ، بإعطائكم كل الفرص والحوافز التي تمكنكم من القيام بمهماتكم الرسالية الوطنية على مستوى جميع المؤسسات التي تشكل أسرتكم ، وكذلك على مستوى المؤسسات التي سيجري تشريعها والتي تشكل حاجة تنظيمية ووطنية .
في الختـام لا بـد لي أن انـوه بالدور الذي لعبته ولازالت ” أسرة الرسالة ” على المستوى الوطني ، خصوصا” دورها القيادي في المقاومة ، الذي عبر عنه عدد من أبنائنا الشهداء والجرحى والأسرى المحررين ، وكذلك دورها في الإسعاف الشعبي والدفاع المدني ، والذي كان بلسمة جراح أهلنا خلال مراحل العدوان الإسرائيلي وكذلك خلال ما تعرض له بلدنا من واقع اليم .
أما بالنسبة للأمطار والعواصف لا أريد أن أشكركم إنما فقط جعلتم العالم يعرف انه لم يكن هناك عواصف في البلد انها صفات اطلقت انها شتوية قاسية ، إنما هناك ما يسمى عدم استعداد للوزارات المختصة وعدم اهتمام وهنـاك تعديات على حرم الأنهر ، لقد أتى النهر وانتقم من الجميع ، لذلك كشافة الرسالة عندما وصلت إلى دير الأحمر والى أهلنا في البقاع كانت تقوم بدورها الاعتيادي ككل مرة .
إنني باسمكم وباسم مؤتمركم اجدد العهد لمؤسس كشافة الرسالة الإمام القائد السيد موسى الصدر بأن تكون على الدوام عنوان المقاومة والتعايش والديموقراطية والحرية ، وان نكون أقوياء بالمعرفة والتكنولوجيا ، وان نكون حراسا” لإنساننا وأرضنا ومياهنا وبيئتنا ولكل لبنان .
عشتم
عاش لبنــان