كلمة الرئيس نبيه بّري في مهرجان التبغ السنوي ـ النبطية

كمـا يغزل الفجر على نوله الشمس خيوطاً من ذهب الضوء، كما يحيك الليل كنزة عتمته بعيدان عقارب الوقت، كما يرش القمر نثار فضته ليخفف من  كوابيس العتمة، كما يمضي الوقت مسرعاً إلى أعمارنا فلا  يتعب ليستريح، ولا يتوقف على محطات اليوم السابع ولا الأعياد، ولا على إشارات السير ولا الحواجز، كما يمضي النهار إلى الليل حاملاً يومه في كيس ترحاله على كتفيه، وهو مليء بأغنيات الفلاحين والحصادين وأناشيد المعلمين، وهم يكتبون لغتنا على لوح ذاكرتنا، ومواويل العمال والكادحين، وهم يرسمون طرقاتنا  ويعمرون منازلنا.

وكما يمضي الليل إلى النهار حاملاً قلبه الذي لا ينام، ونعسه الذي لا يغفو، ونهر أشواقه الذي لا ينضب، وكما تسلم الأيام بعضها إلى بعضها وكذلك الأسابيع والأشهر والفصول والسنوات، وكما تسمى بعضها  البعض بأسمائها، ونهرب في أثنائها من بردها إلى حرها، إلى تعبها وضجرها، إلى يأسها وأملها، إلى بأسها وبؤسها في كل الأوقات التي لا تستريح.

كما كل ذلك، تبدأ حكاية التبغ في كل لحظة وفي كل يوم، وفي كل عام كحكاية لا تنتهي.

هي حكاية كل الفصول وحكاية الليل والنهار

حكاية المشاتل المرتبة المسطرة الأنيقة المرسومة بالكحل على عين التراب.

حكاية الشتول المتأهبة لمراسم جوقة شرف العاتول

حكاية الأيادي الخضراء التي تكتب الأمل، وحكاية الانتظار أمام عيون الأيام الفارغة.

حكاية الشتول التي تقف كحارس الأيام  حتى تزهر، فتلتمع عيون الأمهات كسراج، وهن يسلكن الدرب على زيح المصاطب إلى  الحواكير

حكاية الأمهات اللواتي لا يموت في  قلوبهن الحب واللواتي يبدأن يومهن من أول الشمس إلى آخر البر، وهن يجمعن الألوان  لأحلامنا.

حكاية الحواكير التي صارت بيوتاً للذاكرة وقناديل لقراءة كف الأسئلة الصعبة والساذجة، والأجوبة الناضجة والحاسمة التي تقول لغتها، ولا تتوسل ولا تتسول اللغات الأخرى.

حكاية الحواكير التي يتسع مكانها  لقصائد الشعراء وأغنيات الزجالين، وهديل الحمام وأنغام الحساسين

حكاية القطاف من التكعيبة إلى الطربونه

حكاية العشق المستمرة بين الأنامل والميابر وخيـوط الغلة

وحكاية حب بين المنشر والبندك

ثم حكاية التسعير والتسليم

تلك هـي حكاية التبغ، حكاية الخبز والدم، والخبز والملح

الحكاية هي هي

بعد الاحتلال، بين بدايات ونهايات الحربين الكونيتين الأولى والثانية، أسس الانتداب لاحتكار زراعة وصناعة التبوغ، فكان الفلاحون أول من أعلن الانتفاضة ضد الانتداب والاحتكار وكان التبغ عنوان الوحدة الوطنية والرفض، من حواكير جبل عامل ومن ساحات بنت جبيل إلى بكركي.

بعد الاستقلال بعقدين، انتبه الإقطاع إلى أن إيقاع الميابر يمتد على مساحة ثلاثماية ألف مواطن كانوا يشكلون أسرة التبغ، فأشهر الإقطاع سلاح الاحتكار والنار، واشهر الفلاحون سلاح الانتفاضة والصوت،  وانتصرت العين على المخرز وصارت زراعة التبغ عنواناً للوحدة والرفض الذي امتد من حواكير جبل عامل مجدداً ومن ساحات النبطية إلى كل لبنان.

وها نحن في النبطية التي يجتمع إليها كل لبنان، من عكار والضنية إلى جرود جبيل وكسروان إلى البقاع، نجتمع في مواسم عيد  التحرير لهذا العام، لأن صمودكم يا أسرة التبغ وتشبثكم في الأرض، هو الذي فتح باب  المقاومة. نجتمع لنؤكد سوياً أننا وكما لم ننس شهداء المقاومة، فإننا سنتذكر على الدوام شهداء انتفاضتكم في بنت جبيل عام 1936: مصطفى العشي وعقيل الدعبول ومحمد الجمال، وشهداء انتفاضة النبطية وصرخة دم حسن حايك ونعيم درويش.

وها نحن تجمعنا النبطية التي لا زالت  ساح كربلائها مضيئة بالنيران المشتعلة بناقلات جند وشاحنات جنود الاحتلال.

ها نحن تجمعنا النبطية في أفراح نقابات مزارعي التبغ التي كانت أول تشكيل اجتماعي عبر عن نفسه نقابياً منذ منتصف العشرينات من القرن الماضي.

وها نحن نجتمع على منبر إدارة حصر التبغ والتنباك، التي كانت ولا تزال التعبير الانموذجي لإدارات الدولة، هذا إذا  انتبهت الحكومات إلى تقييم الأداء الوظيفي لمؤسساتها وموظفيها، وأرادت أن تحدث  الإدارة وفق انموذج يحتذى، وإذا أرادت الحكومات كذلك أن تبحث الجدوى الاقتصادية والوظيفية والإدارية لمؤسساتها.

بالنسبة إلى عيد التبغ ومضمونه وسبب احتفالنا به، اعود في كل مرة الى نفس السؤال:

هل هناك إدارات مربحة ؟

منذ سنوات وفي عيد التبغ السنوي، وأنا  أجيب بـ نعم هناك إدارات مربحة، وان شروط الربح تنطلق أولاً ودائماً من صيـاغة الإدارات بطريقة تمكنها من مخاطبة القطاعات المعنية بها، عبر مشاركتها في  كل ما ينتج قراراتها، وبما يحقق المصلحة المشتركة للعاملين في هذا القطاع ولموظفي الإدارة وللخزينة.

ومن هنا انتبه المجلس النيابي إلى أن  خصخصة القطاعات يجب أن تدرس بعناية، لأن اتهام الدولة بأنها غير كفوءة لإدارة بعض القطاعات اتهام في غير محله، والوقائع اللبنانية التي حالت دون قيام الإدارات  بواجبها وتأمين حقوق الدولة قد زالت، ويبقى إعادة تأهيل بعض الإدارات المختصة، وزيادة مهاراتها وكفاءاتها وعناصرها، لتمكينها من القيام بدورها.

واذكر أن الكثير من الاتجاهات ضغطت ولا  تزال في سبيل إلغاء زراعة التبغ، حتى أن أفكاراً تسللت عبر دراسات حكومية معنية  بالإنماء في الجنوب طلبت إلغاء زراعة التبغ تدريجياً، وزعمـت تلك الاتجاهات  والأفكار أن زراعة التبوغ زراعة خاسرة، وانه يجب خصخصة الإدارة المعنية.

واذكر حيث لا يريد أن يتذكر الآخرون أن جزءاً من هذه الضغوط عبر عن نفسه في قرارات حكومية، عبر رفع الرسوم على الصناعات التبغية المستوردة تارة بحجة تحقيق مزيد من الأرباح للخزينة، وتارة بحجة الحرص على الصحة العامة.

منذ صدور تلك المراسيم وتلك التعبيرات، وأنا اردد أن زراعة التبغ بالإضافة إلى دورها السياسي كعنصر صمود خلال كل مراحل حروب إسرائيل ضد لبنان، وان هذه الزراعة التي كانت مطلع السبعينات تغطي مساحة بشرية تصل إلى نصف مليون لبناني، والتي عادت اليوم لتصبح أحد أهم القطاعات المنتجة، عبر  إعادة تنظيمها بمنـح الرخـص للمـزارعيـن،

ورفـض جعلهم محكومين إلى أصحابها –منذ  صدور تلك المراسيم– وأنا اردد وأؤكد أننا لن نسمح بإلقاء القبض على هذه الزراعة، وأننا لن نسمح بمصادرة الإدارة أو تذوبيها عبر خصخصتها لسبب رئيسي، وهو انه ورغم  ضغوط مراسيم التسعير للتبوغ المستوردة فإنها أثبتت أنها إدارة مربحة.

فقد استطاعت إدارة حصر التبغ  والتنباك أن تحقق واردات لخزينة الدولة تحت ظل ضغط المراسيم الجديدة، أي منذ عام  1998 حتى نهاية العام الفين، بلغت اربعماية واثنين وثمانين مليار ليرة صافي  للخزينة، علماً أن الإدارة وحسب معلوماتي دفعت ومن عائداتها وتطبيقاً للمادة (55) من قانون العمل، ونظراً للظروف الاقتصادية ما يصل إلى ثمانين بالمئة من تعويضات  نهاية الخدمة، أي ما يوازي تسعين مليار ليرة، وفي الوقت الذي تم فيه دفع ثمانين مليار ليرة كثمن لشراء المحاصيل من الجنوب والشمال والبقاع فأنها دفعت اثنين وأربعين مليار ليرة كدعم للمحاصيل.

ولأن إدارة حصر التبغ والتنباك كانت الأنموذج في إثبات أن الإدارات الحكـومية التي تستطيع إنتاج مهمتها ودورها وسمعتها، فإنني اقدم إليها التهاني على كل ما أنجزته، رغم المعوقات والعراقيل، واقدم إليها التهاني أيضاً على مشروع المكننة لمؤسساتها، وعلى المشاريع الإنشائية الجديدة وفي الطليعة إعادة تأهيل مؤسسات طرابلس والحدث والبترون وبكفيا، ومؤسسة كفررمان التي كـان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد احرقها.

كما استبق الوقت على تهنئتها على مشروع التصنيع للتنباك المعسل الذي سيدشن قبل نهاية العام الحالي، وعلى تمكنها بالرغم من عدم موافقة وزارة المالية على مشاريع الإدارة الصناعية على إنتاجها وبإمكانيات محدودة جداً لسجائر السيدرز الوطنية، التي تكاد تحتل المرتبة الأولى في السوق اللبنانية، وهو الأمر الذي يستدعي من وزير المالية الذي يبحث في الدفاتر القديمة وفي الزوايا والقراني لتقليص عجز الموازنة إعادة النظر باقتراحات إدارة حصر التبغ  والتنباك للتصنيع.

ومن الإدارة إلى نقابات مزارعي التبغ،  فقد أشرت في البـداية إلى أن قطاع التبغ كان أول من انتج إطاراً نقابياً في لبنان،  ولا زال هذا الإطار فعالاً وإيجابياً ويحتل موقعاً في الحياة الوطنية.

إلا أن ما أود الإشارة إليه هنا، هو اختلاف دور ومهمة النقابات في عالم معاصر اختلفت فيه المهن وقوى العمل وقوى الإنتاج، وباتت تتطلب تنظيماً مهنياً في حقول الاختصاص.

طبعاً أنا هنا اطل من شرفة نقابات مزارعي التبغ على بقية المهن والنقابات لأقول، كما انه طرأ تجديد أو تعديل على دور الدولة في النشاط الاقتصادي فإن هذا يجب أن يسحب نفسه على النقابات، إلا انه وفي كل الحالات يبقى الأساس صياغة ميثاق عمل اجتماعي وطني يؤمن نشر الضان الصحـي على مسـاحة الوطن يؤدي إلى ضمان الشيخوخة، ويبقى الأساس أن توليد فرص العمل هو أمر لا يقع في إطار مهمة الدولة أو القطاع الخاص  فحسب، بل يقع على عاتق النقابات التي يجب أن تشارك من خلال الاتحاد العمالي العام  في كل الأطر، التي عليها البحث عن الاختصاصات التي يحتاجها سوق العمل، كما يقع على عاتق النقابات مهمة تطوير كفاءات ومهارات أعضائها، وتزويدهم بالمعارف من اجل ملاءمتهم مع مقتضيات المهن العصرية، كما يقع على عاتق كل النقابات مهمة أساسية هي  إقامة علاقة مباشرة بين التكنولوجيا ومختلف الأعمال، من اجل أن تتمكن من دخول سوق  الأعمال المتنوعة في الألفية الثالثة.

وبالنظر إلى مهمة النقابات ودور الدولة والوزارات المختصة، فإني اوجه عناية وزارة الزراعة والنقابات والاتحادات الزراعية، انه من الضروري اتخاذ الاهبة من الآن حتى لا يتكرر مشهد العام الماضي والأعوام السابقة ويذهب المزارعون ضحية ما يسمى بالكوارث الطبيعيـة والتهـويل  بالعواصـف، فيما الواقع العام هو العجز عن مواجهة أمطار غزيرة، كما اوجه عناية الجميع إلى ضرورة وضع معايير لحماية الإنتاج الزراعي المحلي من ضغط البضائع المستوردة والمدعومة من بلدانها؟

لأن عيد التبغ يجمع ولا يفرق،  ولأنه مد عبر التاريخ جسوراً بين المحرومين من كل الطوائف والمناطق والفئات، ولأنه صرختهم سرعان ما كانت تصل إلى أسماع أصحاب الغبطة أسياد بكركي، كما إلى أسماع الإمام الصدر ودار الفتوى، فإننا من على مبنر التبغ الموحد ندعو كل الذين تسرعوا  على خلفية الكلام الأميركي حول إعادة إنتاج النظام الشرق أوسطي، إلى أن إحدى عجائب العصر الأميركي السبع ستكون رهان الأميركيين مثلاً على بناء بيت لبناني جديد بحجارة النظام اللبناني القديم،

نفس النظام الذي قاد بلده إلى حرب أهلية، والذي سلم بلده إلى الاحتلال الإسرائيلي، وراهن عليه في تسليم لبنان لنظام فئوي مقابل اتفاق 17 أيار.

إننا في لبنان لن ننسى تلك  الوجوه وتلك الأسماء، ولن ينسى لبنان الثمن الكبير الذي ترتب على الفتنة وعلى حروب إسرائيل ضد بلدنا.

لقد دعونا الأسبوع الماضي إلى  رفض احتكار الحرية، وندعو اليوم إلى الرهان على لبنان وعلى اللبنانيين في ترسيخ النظام البرلماني الديموقراطي، وفي ترسيخ شرعة حقوق الإنسان في لبنان، لأننا من جهتنا لا نريد أن نفتح الدفاتر على تعذيب حرية التعبير والانتماء خلال العهود السابقة، ولا نريد أن نفتح دفاتر الفئوية والاستئثار وتعميم الحرمان.

لأن عيد التبغ يجمع ولا يفرّق،  ولأنه مدّ عبر التاريخ جسوراً بين المحرومين من كل الطوائف والمناطق.

نقول أن الديموقراطية تكون صناعة وطنية أو لا تكون، وان الحرية إما أن تكون حرية مسؤولة وإما تكون فوضى، ونحن لن نقبل بالفوضى، ونقول للجميع كذلك أن سوريا تريد أن تتفرغ لمهماتها الوطنية القومية  بعيداً عن الوقائع اللبنانية، وان المسؤولية الوطنية اللبنانية تتطلب التأكيد ان سوريا لا زالت حاجة لبنانية أمام التعقيدات الأمنية التي تخلفها محاولات التشـويه على حساب جعل لبنان رصيفاً تلقى عليه مشكلة اللاجئين.

ومن لبنان إلى الوقائع الشرق أوسطية انطلاقاً من القضية الفلسطينية نقول: انه في ظل الحرب الباردة على الأمم المتحدة التي تشنها الولايات المتحدة، والتي تعني طي القرارات الدولية الخاصة بالشرق الأوسط، وفي إعطاء الأولوية الأميركية لصياغة نظام عالمي محكوم إلى أحادية.

نقول أن دور لبنان يجب أن يكون المنبر الموجه إلى الرأي العام العالمي من اجل نظام شراكة دولية، ومن اجل العدالة في صياغة السياسة الدولية، ومن اجل رفض صياغة السياسة الدولية من منطلق المصالح وعلى حساب الحقائق.

أليست هذه رسالة لبنان

إنني من أعلى منبر نقابي في لبنان انبه إلى أن حذف حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى بلادهم امر يهدد لبنان، وان تمسك اللاجئين الفلسطينيين بهويتهم الوطنية وبانتمائهم الكياني وبحق العودة يمثل استراتيجية لبنانية قبل ان يكون استراتيجية فلسطينية.

إن محاولة رشوة السلطة الفلسطينية بتفكيك بعض المراكز الاستيطانية الأمامية مقابل حذف حق العودة، ومقابل تفكيك ونزع  سلاح المنظمات الفلسطينية هو محاولة مستمرة لإعطاء شارون المزيد من الوقت لاستكمال ترحيل وتشريد جديدة تحت غطاء العواصف الشرق أوسطية الجديدة.

أقول لكم عودوا إلى الإنجيل المبارك الذي يحذر من الأنبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان.

إننا يجب أن لا نخلط بين الحقيقة  والأكاذيب، بين أماني الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته  الفلسطينية وبين دولة يخفق فوق ساريتها العلم الفلسطيني ولكنها مجردة من  الفلسطينيين وليس فقط مجردة من السلاح.

إن الإرهاب الذي يدير حرب أشباح متنقلة عبر العالم، والذي يحاول أن يؤسس بؤراً له في لبنان وفي المخيمات الفلسطينية في لبنان هو إرهاب مدان، ونحن كما استنكرنا أحداث 11 أيلول فإننا نستنكر استهداف المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية ونؤكد وقوفنا إلى جانب أشقائنا ونؤكد رفضنا جعل بلدنا أو المخيمات الفلسطينية أوكاراً لتهديد الأمن الوطني والأمن القومي.

إن المقاومة لم تخطئ عدوها يوماً، والعدو كان ولا زال هو الذي يحتل أرضنا والذي يعتدي على سيادتنا ويخرق مجالنا الجوي ومياهنا الإقليمية.

هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإننا لن نقبل بأن يكون مصير التغيير العربي مهمة استعمارية.

إننا واعتباراً من يوم بعد غد الثلاثاء سنأخذ المبادرة على المستوى البرلماني العربي، من اجل إطلاق دينامية  قطرية وقومية عربية لتطوير النظام العربي، انطلاقاً من إطلاق البرلمان العربي، ومن الطلب إلى الحكومات تبني شرعة لحقوق الإنسان العربي، ومن التأكيد على زيادة  مشاركة المواطنين العرب في كل ما ينتج حياة دولهم ومجتمعاتهم.

إن البرلمان اللبناني سيشهد خلال الشهر الحالي ورشة عمل من اجل جعل شرعة حقوق الإنسان العربي اتفاقية معمولاً بها.

إنني في هذا الإطار أطالب النقابات ومؤسسات المجتمع المدني والأحزاب العربية، بأن لا تقبل بأن تكون رأس جسر لعبور  الجيوش العابرة للقارات، وان تعتبر مهمة تحديث وتطوير النظام السياسي العربي مهمة  عربية، اني أطالبها بأن تكون اكفها نظيفة من الاستثمار على الأجنبي في مهمة التغيير، لأن الاستعمار كان ولا يزال وسيبقى مصدر التخلف العربي.

أيتها الأمهات والآباء والأخوات والاخوة الأعزاء، لقد كنتم صوت لبنان بوجه الانتداب والاحتلال والإقطاع والظلم، وانتم لازلتم على عهدكم، ونحن على عهدنا بأن نكون في  مقدمة صفوفكم مسؤولين أمامكم، لأنكم التعبير عن رفض الحرمان والعدالة الاجتماعية، التعبير عن المقاومة والصمود في الأرض، والتعبير عن الوحدة الوطنية في لبنان.

هذه التدوينة نشرت في خطابات الرئيس بري, دعم شتلة التبغ. الإشارة المرجعية.