يبدو ان اسرائىل ورغم تجربة الاندحار المرير من لبنان تحت ضربات المقاومة، ورغم المحاولة الفاشلة لكسر عظام الفلسطينيين واخماد انتفاضتهم، لم تقتنع بعد بعجز القوة عن فرض وقائع مغايرة للحقائق التاريخية، وهي تريد المضي قدماً في سياساتها العدوانية.
على الجانب اللبناني نقول: ان من حق لبنان استعمال كل وسائل الدفاع عن النفس، في حال وقوع اي عدوان اسرائىلي على ارضنا.
ونقول اننا مع ايماننا بأن المقاومة اساس، وبأن المقاومين من كل الفئات كانوا مشاعل التحرير، الا ان ثقتنا بالنفس لا تنبع فقط من سلوكنا طريق المقاومة، ان ثقتنا بأنفسنا تنبع من ان الوحدة الوطنية اللبنانية تتأكد في كل لحظة تحاول فيها اسرائيل ان تجرب تهديداتها او عصاها في لبنان.
ان يوم الوزاني كان اثباتاً أخيراً لا آخراً، ان لبنان كل لبنان من اعلى قمة هذه الدولة فخامة الرئيس الى قاعدتها، ومن الموالاة والمعارضة ومن كل الطوائف والاحزاب والفئات، سيكون جاهزاً للتصدي لأي عدوان، وبالتالي فإن لبنان برمته سيكون مجتمعاً لجيشه، للمقاومة التي ستحبط اي عدوان، وسيعود الاسرائيليون الى تكرار اقوالهم ذات يوم وهم يغادرون اطراف مدينتي صور وصيدا وداعاً للبلد الذي يستهلك محتليه.
اننا نعلم اننا لا نملك اسلحة موازية للاسلحة الاسرائىلية، وانه لا يمكننا ان نملك مثل اسلحة اسرائىل التي تقف خلفها ترسانة السلاح الاميركية، الا ان روح المقاومة والممانعة هي اساس سلاحنا الرادع، وكذلك اقتناعنا بعد التجربة اللبنانية بأن نظرية حتمية القوة التي تأسست عليها اسرائيل لا يمكن ان تسيطر على اي شعب مهما كان ضعيفاً، واقتناعنا بعد تجربتنا وبعد صمود الشعب الفلسطيني بعجز القوة مهما بلغت، في فرض وقائع سياسية لا تمت الى الحقائق السياسية بصلة.