انني قبل ان ادخل هذا الباب لا بد ان اذكر المساعدات الكويتية الى لبنان منذ مطالع الستينات لمشاريع التنمية وتوسيع الطرق واغاثة المناطق المتضررة من العدوان الاسرائيلي، واغاثة المتضررين من الحرب اللبنانية، ودعم قوات الردع العربية واعمار منشآت ومستشفيات ومشاريع مياه وكهرباء واقامة المتحف التاريخي لمدينة بيروت، وانشاء مشاريع زراعية وسندات خزينة والوادائع المالية في البنك المركزي لدعم النقد اللبناني .
كل ذلك سبق ادوار الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية الذي يعمل بتوجيهات سموكم، والذي لا يمكن حصر دوره واهتماماته، الا ان لمسته المشكورة باتت موجودة في كل مدينة وبلدة وقرية لبنانية. ان ذلك غيض من فيض الدور الكويتي في لبنان، والذي يتضمن زيادة الاستثمارات وبيع النفط الكويتي بأسعار تشجيعية للبنان .
الا ان الاهم هو التواصل الانساني الذي يعبر عنه استقبال الكويت لجالية لبنانية منذ سبعين عاماً، يكاد يبلغ مقدارها اليوم كما قال فخامة الرئيس امس استنادا الى وزارة الداخلية الكويتية نحو مئة الف نأمل ان تكون خير عون للكويت، وان تحترم قوانينها المرعية الاجراء وان تكون الاحرص على امنها وازدهارها .
اضاف الرئيس بري: على مرتفعات بلدة حانين الشهيدة صفحة مفتوحة على كتاب الكويت التي اعادت اعمارها ، وكانت لم يبق منها سوى غرفة دون سقف وكروم تأكلها العصافير ومقبرة جماعية لضحايا مدنيين اغتالتهم يد الارهاب الاسرائيلية. على تلك المرتفعات تصعد ابراج رمزية مصغرة لابراج الكويت، لتشهد لليد الامنية الصادقة للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية في لبنان، تلك اليد التي اعمرت قرى في العرقوب واعالي اقليم التفاح، وامتدت على مساحة اربع وعشرين قرية في الجنوب والبقاع الغربي .
ايضاً على اعلى قمم مارون الرأس، وحيث ترفل روح الشهيد هاني علوية تمتد الكويت نبضاً خفاقا في كل البيوت التي اعتاد اعمارها رجل الاعمال الكويتي الصديق ناصر الخرافي وتمتد الكويت دون توقف الى اليوم في كل لبنان، عبر متابعة الصندوق الوطني من الجنوب الى الضاحية وقرى البترون الوبقاع الغربي وبعلبك والشمال وزحلة وعكار وصيدا والشوف وجبل لبنان .
لذلك نشهد يا صاحب السمو للكويت، انها الشقيق وقت الضيق، وانها الحاضرة والناظرة في كل لبنان عبر ترميم المدارس وانشاء المتاحف والمشاريع الانمائية وشبكات الري ومياه الشفة والكهرباء والبنى التحتية والصرف الصحي والطرقات وتأهيل المستشفيات والمراكز الصحية والدعم النفسي ومشروع الخدمات العامة في مناطق الاصطياف اضافة الى مشاريع تدريب الكوادر الحكومية