رعى الرئيس نبيه بري افتتاح فرع لجامعة الكسليك وكان له كلمة ابرز ما جاء فيها :
من حق الجنوبيين ان يلمسوا وجود فرص للعمل ومن حق ابناء هذه المنطقة ان لا يجدوا انفسهم مضطرين الى شراء مياه الشفة والى استهلاك مواردهم على الهاتف النقال.
وان من حقهم ان يجري التعـويض عليهم عن خمسين عاماً من العذابات المترتبة على العدوان والاحتلال الاسرائيليين، نعــم،
ولكن من حق الوطن عليكم ان تصمدوا وان تصبروا حتى يتمكن البلد من تجاوز المحنة الاقتصادية والحصار الاقتصادي، وانا اعرف بل انني متأكد انكم ستمنحون الدولة الوقت الكافي لاعادة ترتيب الوقائع الاقتصادية، وساعتئذ فإنكم ستحتلون الموقع الاول في ترتيب الاولويات الوطنية التنموية. سيما وأن هذا الامر قد تكرس بقوانين ملزمة ونافذة.
وبالعودة الى هذا الصرح التربوي ودوره ودور التربية، فإنني لن ازيد على من سبقني في تمجيد العلم، الا انني اجدد توجيه عناية جميع المعنيين بالنظام التربوي الى ان التربية اضحت صناعة من كبريات الصناعات، وان هذا الامر يتطلب ضرورة تحقيق الربط بين هذه الصناعة او بالاحرى بين العلم والتعليم والتكنولوجيا وبين العمل المنتج، لأن هذا الامر اصبح مطلباً لازماً لتحقيق التكامل العضوي بين التعليم والتعليم العالي على وجه الخصوص وبين حاجات تنمية الموارد البشرية.
اني اذ ادرك ان هذا الصرح التربوي بكل مراحله وصولاً الى التعليم العالي هو حاجة لبنانية ماسة وهو حاجة جنوبية، لا يعبر ولن يعبر عن توسع كمي بل عن توسع نوعي، والحاجة الملحة ليست لتعويض من لا يستطيعون الوصول الى الجامعات ومعاهد التعليم العالي المتمركزة في العاصمة او بعض المواقع فحسب، وانما كذلك تلبية حاجة الريف والاطراف الى الاختصاصات التي تنبع من الارض والطبيعة وفرص العمل الممكنة.
كما اني في مجال التربية والتعليم اود انطلاقاً من هذا الصـرح التربوي، ان اؤسس لحوار فاعل خدمة لنظامنا التربوي، ينطلق من تعليق كل معتقداتنا حول ان للمدارس وظيفة محددة، ونطرق باب جملة مفيدة هي ان اطفالنا وابناءنا هم اهم مورد طبيعي للدولة في لبنان، ولأن اطفالنا وابناءنا كذلك فمن الطبيعي ان لا يبقى دور المدرسة في كل هذا العالم الحديث كما كان عليه منذ خمسين عاماً، وان نعتقد اننا حققنا قفزة عبر ما سمي المنهاج التربوي، في حين ان ما حققناه تعقيد تفصيلي لواقع التربية.
أليس من الحكمة والواجب ان نعيد النظر في معتقداتنا التربوية وفي اسلوبنا وادارتنا التربوية وفي مناهجنا، وكيف ستخدم هذه المناهج في صناعة مستقبل اطفالنا ووطننا ؟
أترك السؤال معلقاً، واعرف تماماً ان معالي الوزير الصديق عبد الرحيم مراد والاسرة التربوية الحاضرة، واسرة جامعة الروح القدس سوف لا يفوتهم تماماً الاهتمام بالجواب، في عالم يكاد يصل فيه عدد مستخدمي الانترنت الى المليار، وتصل فيه نسبة الاطفال والشبان دون العشرين من مستخدمي الانترنت الى الخمسين بالمئة نصفهم من اطفال العالم النامي.
هنا اود ان اوجه عناية كل التربويين الى دراسة نشرها مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بعنوان مدارس المستقبل تقول : انه خلال فترة ثمانية اوعشرة اعوام من الان، ستكون اللغة الاكثر استخداماً في التخاطب عبر شبكة الانترنت هي اللغة الصينية، وليست الانكليزية، وستكون الانكليزية هي اللغة الرئيسية الثانية. الا يستحق ذلك ان نبحث عن موقعنا ولغتنا في عالم الانترنت. أين اللغة العربية في عالم الانترنت فهل أن اللغة العربية تلحق السياسة العربية.
هل ترانا يجب ومن اجل المستقبل ان نؤسس لانقلاب على التدريس لصالح التعليم ابتداء من الصفوف الابتدائية ؟
أترك هذا الجواب معلقاً على تقييمكم وعلى خطواتكم اللاحقة.
وبعد وبعد، وبالعودة الى مساء رميش والى هذا الصرح، فإنني اتنبأ بأن عالم التقنية الرقمية الذي نعيش سيمكن ان يكون الانتماء والبقاء في الريف هو الذي سيوفر نمط حياة جديدة، وهو الذي ستتوافر فيه الوظائف الجيدة والرعاية الجيدة، وعليه فإن هذه المدرسة / الجامعة ستكون الانموذج الاكثر عصرية للمستقبل في لبنان.