نقول لإخواننا في الوطن والمواطنية لا أحد يعتقد أننا نريد هيمنة طائفة على أخرى أو هيمنة طائفتين على آخرين أو ثلاث أو عشر طوائف، بل نريد هيمنة ال 18 طائفة عداً ونقداً ولكن:
1- إن بقاء لبنان ضعيفاً أمام العدوانية الإسرائيلية ناتج عن نظام الطائفية السياسية.
2- إن فساد الحكم في لبنان ناتج عن نظام الطائفية السياسية.
3- إن نشوء جماعات المصالح الخاصة ناتج عن نظام الطائفية الساسية.
4- إن الإحتكارات والإمتيازات وأدوية الأعشاب وغير الأعشاب هي تعبيرات نظام الطائفية السياسية.
إننا مع إخوتنا في الوطن الذين احتشدوا بالأمس في الرابع عشر من آذار نريد العبور إلى الدولة ولكن شرط ان يكون معنى ذلك الإعتراف أن الدولة التي كانت تحكمنا قد سقطت دون رجعة. لماذا نتنكر لهذا الأمر لقد نلنا إستقلالنا عام 1943 وفي العام 1958 وحصلت فتنة طائفية أي بعد 15 سنة، ومن العام 58 إلى العام 69 حصلت فتنة طائفية جديدة أي بعد 11 سنة ونقصت الثلث، ومن العام 1969 الى العام 1975 انخفضت ايضا بمعدل الثلث، فمن جرب المجرب كان عقله مخرباً، كما يقول المثل. إن الجميع يعترف أن تلك الدولة تمادت في الظلم وبالغت في حرمان الناس، وتآمرت نعم تآمرت على شعبها وجنوبها ورفعت شعار السيادة التي تنازلت عنها.
حتى من زاوية إقتصادية فإن المقاومة تساعد ليس فقط في الدفاع عن الحدود وليس فقط في التحرير، المقاومة تساعد أيضاً على استرداد الأراضي وعلى إستخدام المياه واستخراج النفط المؤكد في مياهنا. دراسات المسح الأخيرة الجيولوجية في مياهنا الإقليمية بعد الكلمة التي ألقيتها في البقاع الغربي في افتتاح مياه عين الزرقا وأشرت إلى هذا الموضوع، ورئيس الحكومة آنذاك قد اعترف وقال أن هذا الأمر موجود وأنه يوجد تقارير وتوجد دراسات من شركات بوجود هذا الأمر، وأن دراسات المسح الجديدة الجيولوجية التي قامت بها شركات عالمية أفضت إلى وجود كميات كبيرة واعدة من النفط والغاز الطبيعي وآخر شركة قامت بمسح ثلاثي الأبعاد أكدت حجم الكميات لدينا ثلاثة أضعاف حجم الموجود أمام ساحل فلسطين الذي وضعت إسرائيل اليد عليه وبدأت بإنتاجه وفي تأكيد الشركة أن هناك 308 بليون برميل نفط و220 تريليون قدم مكعب غاز. هذا الكلام كلام علمي والدراسات موجودة وطبعاً تكلمت مع الأخ دولة الرئيس سعد الحريري للإسراع بجعل لبنان إحدى أكبر الدول المنتجة للنفط، صدق أو لا تصدق ولكنه واقع ويجب أن نخطو الخطوة الأولى وهو مجالنا لسداد الدين وتعزيز مشاريعنا في لبنان.
ونقول إن العبور إلى الدولة الحقيقية وأدوارها يحتاج إلى الإيمان بأننا نريد لبنان واحداً أرضاً وشعباً ومؤسسات، نريده وطناً نعيش فيه كمواطنين مشاركين متساويين مهما حصل في الماضي القريب والبعيد، وبأننا نريد لبنان وطناً متطوراً عصرياً في مستوى أماني المواطنين، لا يملك أحد فيه حق الفيتو على تحديث النظام والتفكير على الأقل بالوسائل لإلغاء الطائفية السياسية، وهذا لا يعني أننا نلغي الطائفية الآن. أنا أعلم الواقع وأقول أنه إذا كنا متفائلين بعد 30 أو 40 سنة يمكن أن نصل إلى هذا الأمر، نريده لبناناً لا طائفياً دولة معاصرة، نريده وطناً ونظاماً نابعاً من أرضنا وتاريخنا، نريده وطناً لا يقبل الإعتداءات على إنسانه وأرضه وجوه وبحره.
نريد جيشاً مزوداً بمنظومات وبأسلحة متطورة للدفاع الجوي والبري والبحري في مستوى الأخطار التي تهدد الوطن، ولا يعتبر المقاومة تهمة بل على حدود الخيانة ولا إعتبار أبداً للخيانة على حدود الوطن.
إننا نؤكد أن مسيرة الألف ميل نحو لبنان الدولة ونحو أدوار الدولة السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية والدفاعية والأمنية، تبدأ بتجسيد القناعة بأن الطائفية السياسية هي علة العلل، وأنه لا بد من تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية ليس بإعتبارها واجباً دستورياً فحسب، بل اعتبارها واجباً وطنياً. طبعاً ستكون الهيئة من كل الفئات ولا يتم فيها التصويت هذه أمور على غرار الحوار تماماً، في الحوار ناقشنا 12 مشروعاً من أصل 13 وأقرت ال 12 بالإجماع وليس بالتوافق. إذن كل غايتنا أن نحافظ على الطوائف وغايتنا في الوقت نفسه الإبعاد عن الإتجار بالطائفية.