أن المشروع الأهم الذي نراهن على تمكن مجلس الجنوب من إنجازه هو مشروع عين الزرقا، الذي تبلغ طاقته أربعة آلاف ليتر في الثانية والذي سيؤمن مياه الشفة إلى ثلاث وأربعين بلدة وقرية في البقاع الغربي وراشيا ومنطقة جزين، وهي مناطق تتميز بكثافة سكانية عالية، وقد لحظ هذا المشروع إنشاء محطات ضخ وخزانات مركزية للقرى الممتدة من القرعون حتى كامد اللوز ولتغذية منطقة راشيا وبلدة مشغرة، كما لحظ المشروع إنشاء خطوط جر ضمن المواصفات العالمية للحماية من التلوث .
إننا نسأل الله عند الانتهاء من هذا المشروع أن لا يصيبه ما أصاب بقية المشاريع ويضيع بين مسؤوليات شركة الكهرباء ومصالح المياه ، ولا نريد أن نذكر أن بعض المشروعات المائية الوطنية المنجزة لا تزال بعهدة المتعهدين ولا تزال تنتظر وصلها بالتيار الكهربائي العام.
وطالما أن الحديث عن الماء وطالما أننا نقف في جب جنين على مرمى حجر من القرعون وسد القرعون، فإنه من واجبنا أن نذكر ونتذكر الشخصيات الوطنية التي مثلت النضال لإنجاز مشروع الليطاني بالنسبة لما لها من أهمية قصوى وأخص بالذكر هنا:
– كبير مهندسي العرب ابراهيم عبد العال الذي لازالت الدراسات المائية والمشروعات المائية الخاصة بالليطاني وغيره تقصر عن إدارك النيات التي أرادها من الاستثمار على الماء لمصلحة لبنان.
– موريس الجميل وزير التصميم الذي بدل الاستثمار على أفكاره في المجال المائي والإداري وأدوار الدولة، تمّ إقصاء فكرة وزارة التصميم من التداول وهي الوزارة التي تلغي فكرة وجود الكثير من المصالح المستقلة التي أصبحت حكومات داخل الحكومة.
– الإمام السيد موسى الصدر الذي سعى لإنشاء خط دفاع مائي عن لبنان على منسوب ثمانمائة متر لخزن مياه الليطاني، والذي نبه في كل مناسبة إلى أن ثروة لبنان المائية يجب أن لا يستمر هدرها على النحو الجاري.
في كل الحالات، ووفاء لهذه الشخصيات فإننا لن نألو جهداً لتحقيق أهدافهم التي لم تكن سياسية ولا فئوية ولا جهوية ولا طائفية، بل كانت أهدافاً وطنية إنمائية، فإني من اجل حفظ نهر الليطاني من التلوث أدعو وزارتي البيئة والموارد إلى اتخاذ القرارات والإجراءات الآيلة لحماية حوض الليطاني من التلوث.