نص الكلمة التي القاها رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري في الدورة الـ115 للإتحاد البرلماني الدولي

السيد  بيار فارديندو كاسيني المحترم

رئيس  الاتحاد البرلماني الدولي

الزملاء النواب

بداية  اشكر رئاسة الاتحاد والأمانة العامة على الجهود الدائمة في إطار مهام الاتحاد،  خصوصا” المساعي التي تبذل من اجل تطوير صيغة عمل الاتحاد وإقامة الأنشطة والفعاليات  البرلمانية العديدة والإعداد لهذا الاجتماع.

كما  أود بإسم مجلس النواب اللبناني وزملائي في الاتحاد البرلماني العربي ان اشكر كل من  أيد البند الإضافي بعنوان:

“دور  البرلمانات في دعم استقلال لبنان وسيادته وفي المساعدة في عملية إعادة الاعمار”.

كما  تعرفون وكما لم يسبق في تاريخ الحروب حتى حروب التصفية العرقية والحروب الدينية،  وما قامت به النازية خلال اجتياحاتها وعملياتها الحربية، ولما لم يسبق خلال الحملة  التي قادها هولاكو وتيمورلنك فإن الحرب الاسرائيلية الأخيرة ضد لبنان فاقت كل تصور  في فظاعتها ودمويتها ونتائجها الكارثية .

وإذا  كان المبرر لهذه الحرب هو قيام المقاومة اللبنانية بإختراق الخط الأزرق وخطف جنديين  اسرائيليين، فإني أوجه عنايتكم الى ان اسرائيل قامت بخرق هذا الخط منذ ترسيمه  بإشراف الامم المتحدة الاف المرات برا” وبحرا” ، وخصوصا” بواسطة سلاح الجو الذي  يستمر اليوم ورغم صدور قرار مجلس الامن 1701 ورغم انتشار قوات اليونيفل المعززة  بخرق حرمة الاجواء اللبنانية كل يوم ودون توقف .

اذن  السبب الاسرائيلي لهذه الحرب هو سبب ضعيف وغير مقنع ، واذا كان البعض ولاسباب  سياسية يصدقون هذه الحجة فعليهم ان يسألوا اسرائيل وانفسهم عن اسباب حروب اسرائيل  واجتياحاتها لبنان خلال اعوام 1972 و 1978 و 1982 و 1993 و 1996 و 1999 .

لقد  ادت الحرب الاسرائيلية على لبنان الى:

سقوط  الف واربعماية شهيد ونحو اربعة الاف وخمسماية جريح

لقد  ارتكبت اسرائيل في سياق هذه الحرب سبعا” وخمسين مجزرة منها قانا الثانية ، وبلغ عدد  النازحين نحو مليون ، لازال مئتا الف منهم دون مأوى بسبب تدمير منازلهم .

لقد  دمرت الغارات الجوية “الجسور والطرقات العامة وشبكات المياه والهاتف وعشرات المصانع  ، اضافة الى استهداف المطار والموانىء وشبكات الاتصالات اضافة الى استهداف مئة وسبع  وستين مدرسة .

لقد  وضعنا بتصرف الأمانة العامة للاتحاد ملفا” رسميا” كاملا” عن ما سببته هذه الحرب من  كوارث.

 في  الواقع الراهن وإزاء صورة المشهد اللبناني فإن لبنان الذي يؤكد تنفيذ التزاماته  تجاه القرار الدولي 1701 يطلب من الاتحاد البرلماني الدولي التأكيد على:

اولا”  رفض اعتبار أي دولة استثناء لا تطبق عليه القرارات والاتفاقيات والاعراف الدولية .

ان  مصـداقية الامم المتحدة في الشرق الاوسط هي على المحك الآن ، خصوصا” وان الاستثناء  الذي اشرت اليه عطل تنفيذ كل القرارات الصادرة عن الجمعية العامة للامم المتحدة وعن  مجلس الامن الدولي ، واقصد القرارات 194 و 242 و 338 و 425 وصولا” الى كل القرارات  الدولية المتعلقة بإلغاء القرارات الاسرائيلية الخاصة بتهويد القدس او ضم الجولان  السوري .

ثانيا”: تقديم الدعم المادي والتقني للبنان في إطار:

–  دعـم  لبنان في سعية لاستعادة مزارع شبعا وتلال كفر شوبا اللبنانية.

–  إزالة  اثار الحرب الاسرائيلية على لبنان.

–  اعمار المناطق المدمرة والمنكوبة

–  اعمار المؤسسات التربوية

-اعمار الجسور وشبكات المواصلات والاتصالات والكهرباء والمياه.

–  إزالة الآثار النفسية لتلك الحرب عن الأطفال

– دعم  المدنيين في إعادة تشغيل مؤسساتهم الصناعية والحرفية.

– دعم  تنفيذ المشاريع الخاصة بالاستفادة من الثروة المائية اللبنانية خصوصا” في المجالين  الزراعي والكهرمائي .

ثالثا”: دعم الحوار الوطني اللبناني من اجل ترسيخ الوفاق الوطني على قاعدة اتفاق  الطائف، وإنشاء الصندوق العربي والدولي لمساعدة لبنان الذي نص عليه هذا الاتفاق،   بما يعني بداية شطب ديون لبنان وتوجيه المساعدات نحو مشاريع التنمية المستدامة.

إنني  هنا أوجه عناية الزملاء النواب الى ان الحوار الوطني اللبناني الذي انعقد في  البرلمان اللبناني نجح في مراحله الاولى في تحقيق إجماع وطني على جملة عناوين تحتاج  الى وضع آليات لتنفيذها.

إني  أطالب جميع البرلمانات المشاركة في أعمال الجمعية 115 للاتحاد البرلماني الدولي،  وأطالب الاتحاد بممارسة الضغوط على الحكومات خصوصا” حكومات سلطة القرار التي تغلب  المبادىء على المصالح،  لأخذ هذه المطالب الثلاثة بعين الاعتبار لأنها تضمن ترسيخ  السلام اللبناني وإخراج عنصر الضغط والتدخل الاسرائيلي في شؤوننا الداخلية وتشكل  خطوة ضرورية على طريق استقرار النظام العام وبناء وصنع السلام والآمن الإقليميين  والدوليين، وبناء ازدهار الإنسان في الشرق الأوسط انطلاقا” من لبنان.

وإنتقد الرئيس بري في كلمته ” الدولة القابضة على سلطة القرار الدولي التي تقود  الحملة على إنضمام كوريا الشمالية الى النادي النووي الدولي ، أي الولايات التحدة”.

وقال: “ان  الولايات المتحدة اصبحت تعطي الديموقراطية ( البرلمانيين الدوليين) ننسجم ونلبي  طلباتها”.

وانتقد أيضاً موقف الدول الأوروبية من الاقتراح العربي حول دور البرلمانات في دعم  إعمار لبنان بعد الحرب الإسرائيلية وتحقيق سلام عادل وشامل ودائم في الشرق الأوسط.  وقال:” الغريب ان الذي حصل هو اننا وقفنا ضد كوريا الشمالية من أجل محاولة تفجير  نووي، بينما التفجير النووي الذي حصل في لبنان خلال 33 يوماً ضد الشعب اللبناني لا  تقف معه الديموقراطية العالمية”. وإذ لفت الى ” امتلاك الدولة العبرية أكثر من 200  قنبلة نووية ” قال:” ان القنابل التي ألقتها إسرائيل على لبنان في الحرب  الإسرائيلية تعادل قوتها قنبلتي هيروشيما وناكازاكي”.

 ورغم  محاولات فرض الاقتراح الياباني وضع التجربة النووية لكوريا الشمالية بنداً طارئاً  بدلاً من الاقتراح العربي، نال الاقتراح اللبناني عدداً من الأصوات كاد يوازي  الأصوات التي نالها الاقتراح الياباني. ولم يتجاوز الفارق بين الاقتراحين 32 صوتاً  لمصلحة اقتراح اليابان من أصل أكثر من 1400 صوت توزعت على الاقتراحين في عملية  التصويت المركبة التي جرت مساء الإثنين.

                                                عشتم

                                    عاش الاتحاد البرلماني الدولي

                                                عاش لبنان.

هذه التدوينة نشرت في خطابات. الإشارة المرجعية.