وجه رسالة تهنئة الى اللبنانيين بمناسبة عيد المقاومة والتحرير

_HIM9425

لمناسبة الذكرى الثانية عشرة لعيد المقاومة والتحرير نتقدم من شعبنا في لبنان عموماً ومن أهلنا في الجنوب والبقاع الغربي خصوصاً بأسمى آيات التبريك وبخالص التهاني، متمنين من الله عز وجل أن يعيده علينا بترسيخ وحدتنا الوطنية وبتأكيد حفظ سيادتنا وحماية حدودنا وبتمكيننا من وقف الخروق الإسرائيلية وبإستكمال تحرير الأجزاء العزيزة من أرضنا في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.

إن هذه المناسبة يجب أن تشكل حافزاً لترسيخ الأولويات الوطنية إنطلاقاً من:

  1. التوصل الى ترسيم حدودنا البحرية بما يحفظ حقوقنا الوطنية بثرواتنا البحرية من نفط وغاز وبمنع اي تعدٍ إسرائيلي أو إستثمار للمنطقة الإقتصادية الخاصة.
  2. إستدعاء إنتباه جميع اللبنانيين بكل إنتماءاتهم الى أن إسرائيل القوية اليوم بعناصر وحدتها السياسية تقف على أهبة الإستعدادات وتحاول أن تتحين اللحظة السياسية المناسبة للإنقضاض على لبنان للإنتقام من إندحار جيشها عن أرضنا قبل اثني عشر عاماً وكذلك الإنتقام من إنتصار لبنان شعباً وجيشاً ومقاومة على العدوانية الإسرائيلية في حرب صيف 2006 وإلحاق أكبر هزيمة استراتيجية بإسرائيل وجيشها.
  3. إن هذا العيد الوطني يأتي في لحظة سياسية ضاغطة بالتوترات الهادفة لجر لبنان الى الفتنة ونقل عدوى العنف الذي ضرب ويضرب عدداً من الساحات العربية بهدف إعادة لبنان سنوات الى الوراء وبما يذكر بالحروب الصغيرة الدامية التي أدت الى الكثير من الموت والخراب والدمار.

إن هذا الواقع المقلق يستدعي من جميع القوى تحمّل مسؤولياتها تجاه حفظ السلم الأهلي في لبنان ومنع تجاوز الخطوط الحمر المؤدية الى الفتنة وإدخال لبنان في دوامة الفوضى.

إن الدروس والعبر المستفادة من الحروب الصغيرة والكبيرة التي عصفت بلبنان وكذلك حالات التوتر التي وضعت اللبنانيين على خطوط تماس يجب أن تستدعي الجميع الى بحث وسائل الحوار والوفاق وتعميق عناصر الوحدة وتعزيز القاعدة الذهبية التي ارتكزنا إليها في تحرير معظم أرضنا المحتلة وهي: من كانت إسرائيل عدواً له فهي عدو كاف.

  1. إن عيد المقاومة والتحرير يجب أن يشكل حافزاً للإلتفاف حول جيشنا الوطني ومده بالسلاح والعتاد والعديد اللازم من أجل أن يتمكن من حفظ السيادة الوطنية وكذلك تولي مهمة الأمن.

إن كل سلاح عدا سلاح الجيش يجب أن يكون في إطار استراتيجية دفاعية في موقع المقاومة الى جانب الجيش على الحدود لردع العدوانية الإسرائيلية ولمنع تهديد أرضنا وشعبنا ولحفظ سيادتنا.

  1. إننا في هذا العيد نرغب الى الجميع وقف الحملات التي تستهدف سلاح المقاومة لأننا جميعاً في موقع المقاومة وفي المسؤولية عن سيادتنا الوطنية وعن أرضنا وبحرنا وأجوائنا التي تستبيحها إسرائيل.
  2. إننا لمناسبة هذا العيد وإذ نؤكد أن سياسة النأي بالنفس كانت ولا تزال مصلحة للبنان وللبنانيين، فإننا نؤكد على الدعوة الى حوار وطني حول الأوضاع الراهنة من أجل تحقيق إجماع وطني حول وسائل الخلاص وإبعاد شبح الفتنة.
  3. إننا في هذا العيد وفي هذه اللحظة العربية والإقليمية الهامة التي وقفت فيها مصر أمام استحقاقها الدستوري الأول لإنتخاب رئيسها والتي شهدت فيها بغداد أهم المفاوضات حول الملف النووري الإيراني ما زاد من القلق الإسرائيلي فإننا نستدعي إنتباه الجميع الى أن سورية تحتاج منا الى التضامن والتوحد لمساعدتها على العبور الى الإستقرار والى عملية سياسية ترتكز على المشاركة وعلى بناء وصنع سلامها الأهلي دون تدخلات وقد سقطت مشاريع التدخل العسكري الأجنبي.

إن لبنان يجب أن يمهد لسلام سورية لا أن تمهد المسألة السورية واستتباعاتها للفوضى والفتنة في لبنان.

إن لبنان يجب أن يكون قوة لأشقائه وأنموذجاً وعبرة لهم مما يجعل العملية السياسية في كل مكان تكسب الأقطار العربية مناعة ضد العنف.

أخيراً، إننا في هذا العيد إذ نترحم على الشهداء الأبرار الذين صنعوا الإنتصارات وإذ نتذكر عذابات المعتقلين ومعاناة شعبنا تحت الإحتلال طيلة اثنين وعشرين عاماً، وإذ نتذكر ما أصاب لبنان عاصمة ومخيمات ومناطق من خراب جراء الحروب الإسرائيلية على أرضنا، فإننا نتذكر بفخر صمود لبنان وتعاضد اللبنانيين واعتبارهم أن الجنوب هو جهة الوطن التي تكتسب الأولوية الأمر الذي مكننا من رسم خط أزرق امام أي عدوان بري محتمل، ونحن اليوم نستدعي هذه الوحدة من أجل أن نتمكن من رسم خط أبيض على صفحة مياهنا الإقليمية الزرقاء.

مجدداً نقول للبنان وللبنانيين ولجيش لبنان والمقاومة، كل عام وأنتم بخير.

هذه التدوينة نشرت في خطابات. الإشارة المرجعية.