الرئيس بري يرعى افتتاح معرض بعنوان :لبنان الدولة والإستقلال

bazzi

لمناسبة عيد الإستقلال رعى رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري ممثلاً بالنائب علي بزي افتتاح معرض بعنوان :لبنان الدولة والإستقلال في مكتبة مجلس النواب.

bazzi.jpg2

وألقى النائب علي بزي كلمة الرئيس بري جاء فيها:

للبنان الذي أثبت حضوره منذ فجر التاريخ وطناً لمجد الأرز، ومملكة للصوت، ومنبعاً للأرجوان وحديقة للحرية.

للبنان المعني والمبنى الذي تدل عليه اللغة الأولى، والكلمات المزدهرة الناضجة بالمعاني.

للبنان، المكان المناسب، والوقت المناسب، والوطن المناسب ليكون انموذج التعايش ومركزاً لحوار الحضارات ووطناً للمقاومة.

للبنان، هذه الإستعادة للوحاته، ومخطوطاته وأوراقه وأختامه وتواقيعه واتفاقاته واختلافاته والتي كادت أن تضيع في الفوضى والعنف والإزدحام.

للبنان، في رحلة الذهاب الى الدولة ورؤية المستقبل بعين الماضي، وفي رحلة الذهاب الى الحياة بتصميم على تأكيد القيامة الوطنية من العصبية والفئوية والجهوية والمذهبية والطائفية.

للبنان، في رحلة الذهاب الى الدولة ورؤية المستقبل بعين الماضي، وفي رحلة الذهاب الى الحياة بتصميم على تأكيد القيامة الوطنية من العصبية والفئوية والجهوية والمذهبية والطائفية.

للبنان الدولة والإستقلال في الذكرى السبعين للإستقلال، هذه الإستعادة للذاكرة في هذا المعرض للوثائق والصور والمنشورات التي جمعها واعدها مواطن مخلص للبنان الوطن النهائي لجميع أبنائه.

للبنان وللبنانيين في وقفة الإستقلال السلام والتحية وبعد..

bazzi.jpg3

هذا العام رأينا أن نضيف نكهة غير تقليدية لاحتفالنا بعيد الإستقلال، فاستحضرنا أفكاراً متعددة وكان خيارنا أن نقيم هذا المعرض في قاعة مكتبة مجلس النواب، من أجل أن نقول للمحتفلين غداً وهم يستعرضون الشهداء الأحياء من ضباط ورتباء وعناصر جيشنا الباسل، أن لبنان الفكرة ولبنان الوطن يستحق الحياة، وإننا لكي نستحق لبنان علينا أن نقف ونفكر بتقديم تنازلات من حساباتنا المصرفية السياسية الطائفية والمذهبية والمتنوعة، ومن حساباتنا الشخصية لصالح لبنان الوطن ولصالح لبنان الدولة وأدوارها.

في الماضي القريب وقف العالم على أنقاض السلطنة وكان الإنتداب والقائمقاميات وتقسيم سايكس بيكو لبلاد الشام، عسى أن لا يتعرض الشرق الأوسط عموماً وبلادنا خصوصاً الى تقسيم المقسم على طاولات التفاوض الجارية على أكثر من عنوان.

أيها الأعزاء، لقد ولد لبنان الكبير في مطالع القرن الماضي كما ولدت كيانات عربية متجاورة تربطها علاقات التاريخ والجغرافيا واللغة والدم.

وكان هدف سايكس بيكو في أبعاده السياسية توليد اسرائيل على خلفية نكبة عام 1948 وتشريد نصف الشعب الفلسطيني.

لقد ولد لبنان الكبير وحكمته الأعراف التي جرته بيده الى الحروب والفتن، الى أن تمت الولادة الثانية للبنان الكبير من خلال اتفاق الطائف، التي تكاد النوازع الإنقلابية عليه تطيح بمستقبل لبنان، فيما تتربص بالمنطقة دولة القاعدة بعنوان “داعش” أو ما يسمى جبهة النصرة وفيما نحن نعجز عن تشكيل حكومة وتمكين مجلس النواب من القيام بأدواره التشريعية والرقابية، وفيما نترك الجيش مكشوفاً أمام رغبات قادة المحاور ولعبة الغميضة بين جبل محسن وجواره.

لقد فتح الإستقلاليون الطريق الى الدولة واعتبروا أن الصيغ التي قامت على أساسها الإدارة السياسية والميثاق الذي حكم منذ انطلاقة عهد الإستقلال، لا بد ان تتوسع بالمشاركة الراسخة للمواطنين كل المواطنين اللبنانيين في كل ما يصنع حياة الدولة والمجتمع، وأنه لا بد من الإقتناع أن أحداً في لبنان لا يستطيع أن يتفرد بالقرارات الوطنية وأو أحداً لا يملك حق النقض للقرارات الوطنية.

إننا في عيد الإستقلال نؤكد أن لبنان في هذه اللحظة يحتاج اضافة الى قيام الحكومة وصياغة قانون انتخابي والوصول الى استحقاق الرئاسة موحداً، يحتاج كذلك الى قرار وطني بتعزيز الجيش بالعديد والعتاد اللازمين، ويحتاج دائماً الى العودة لقراءة التاريخ وأخذ الدروس والعبر حتى لا نقع مجدداً في التجربة وتأخذ الشياطين بأيدي كل جيل أو جيلين الى فتنة جديدة.

ان لبنان لا بد ان يكون انموذجا للتعايش، ونقيضا للعنصرية الاسرائيلية وللافكار التي تحاول ان تهدم مجتمعاتنا العربية وتقيم امارة للفتاوى التي تشوه الدين الحنيف كما تشهد المرجعيات في الازهر الشريف والنجف الاشرف.

اننا مدعوون لان نجعل من مناسبة عيد الاستقلال هذا العام حجر الاساس لقيامة لبنان غدا وعودة الحياة السياسية الى دورتها الطبيعية.

ان الوضع اليوم يشبه الوضع عام 1976 حيث أحاط الليل ببلدنا من كل جانب، وصارت زمجرة المؤامرات تصم الآذان وتقض المضاجع، والوطن يتحول مسرحاً لتصفية الحسابات العربية والإقليمية والدولية، والمواطنون يصبحون عناصر الإختبار في مختبرات لعبة الأمم، وليس أمامنا سوى الخيط الرفيع من الأمل المعلق على حوارنا المفتوح، وعلى خارطة طريق تقودنا الى بحث كل ما نختلف او نأتلف عليه، تاركين مصالحنا وشعاراتنا ومشاعرنا خارج قاعة الحوار متطلعين الى المستقبل بعين المسؤولية.

إننا في وقفة الإستقلال يجب أن نؤكد على ثوابتنا الوطنية:

أولاً: في أن اسرائيل تشكل التهديد الوحيد الدائم لوجود ومستقبل لبنان وأنها تسعى الى ابقاء لبنان معاقاً اقتصادياً لمنعه من التشكل كمنافس لها في نظام المنطقة.

إننا كما حررنا معظم أرضنا من الإحتلال مدعوون الى التوحد شعباً وجيشاً ومقاومة لحماية ثرواتنا الطبيعية في البر والبحر من أطماع اسرائيل، ومدعوون لمقاومة كل أنواع الحروب الإسرائيلية الإستخباراتية والإلكترونية والنفسية وغيرها على بلدنا.

ثانياً: اننا مدعوون لجعل بلدنا مركزا مفتوحا لحوار الحضارات والاديان، والتاكيد انطلاقا من لبنان على اسقاط الفتنة المذهبية، انطلاقا من ان الاسلام جاء رحمة للعالمين واضعاً أساس الجهاد الى جانب العدل والرحمة والتأكيد انطلاقاً من لبنان ومن تجربة لبنان على اسقاط الفتن الطائفية وما يستهدف مسيحيي الشرق خصوصا، وان المسيحية انطلقت من شرقنا حاملة قيم السماء وابعاد المكان عمقه وتسامحه وانفتاحه.

 ثالثاً: نحن مدعوون لجعل بلدنا انموذجا لتجسيد حقوق الانسان وتشريع الخطة الوطنية لحقوق الانسان من اجل ان يقود لبنان في عالمه العربي خطة تكريس شرعة حقوق الانسان العربي.


أخيراً إذ نشكر لكم تلبيتكم الدعوة لحضور افتتاح هذا المعرضـ، فإننا نجدد الشكر لمعد هذا المعرض ووثائقه وصوره ومنشوراته الأستاذ في الجامعة اللبنانية، الذي سبق واقمنا معرضاً للذاكرة التي جمعها حول الإغتراب والإنتشار اللبناني والتي أدعو أركان الإغتراب وبعد إنجاز تفاهمهم برعاية فخامة رئيس الجمهورية على مستقبل الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم الى اقامة متحف لها بانتظار أن نقيم معرضاً ومتحفاً للمستقبل، للبنان غداً، وكل عيد استقلال واللبنانيون ولبنان بألف خير.

عشتم

عاش لبنان

bazzi.jpg4

هذه التدوينة نشرت في ticker_ar, خطابات, خطابات يلقيها ممثلو الرئيس بري. الإشارة المرجعية.